دعت عشر منظمات دولية، اليوم الثلاثاء 19 كانون الأول/ديسمبر، إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في غزة، بسبب "الكارثة الإنسانية غير المسبوقة" في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة جماعية تشنّها "إسرائيل".
وأكدت عشر منظمات، وهي: "أوكسفام" و"أطباء بلا حدود" و"أطباء العالم" و"المنظمة الدولية للمعوقين" و"العمل ضد الجوع" و"الطوارئ الدولية" و"منظمة الإغاثة الإسلامية" في فرنسا و"الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان"، ومنظمة العفو الدولية"، و"اللجنة الكاثوليكية لمكافحة الجوع والتنمية" على أن دعوتها جماعية وعالمية لوقف إطلاق النار الآن، بعد أن "أصبح حجم الكارثة الإنسانية غير مسبوق" بسبب الحرب الشاملة.
وقال المدير العام لمنظمة أطباء العالم، جويل فايلر، إن الوضع الحالي "أسوأ" مما كان عليه في جميع النزاعات الأخيرة بما في ذلك في سورية أو اليمن. وأكد أن "غزة كانت أصلاً سجناً كبيراً، وقسم السجن إلى ثماني مناطق مكتظة بالسكان تتعرض للقصف".
وأِشار جويل فايلر، إلى معاناة العاملين في المنظمة بقطاع غزة، مؤكدا أن جميع فرق التابعة لأطباء العالم تعاني الصدمة، ولا تعرف أين تأكل أو تنام مثل سائر سكان غزة.
من جهته، أعلن أوليفييه روتو، المسؤول عن عمليات منظمة الطوارئ الدولية، أن غزة هي "بلا شك المكان الأخطر في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني"، علماً بأن هؤلاء أنفسهم "يتبعون منطق البقاء على قيد الحياة" مع "قلق متزايد" بسبب الجوع.
بدورها، وصفت رئيسة "منظمة أطباء بلا حدود"، إيزابيل دوفورني، بأنه "ميؤوس منه" في المستشفيات "المكتظة"، وأشارت إلى أن ربع المرضى الذين تعالجهم المنظمة هم أطفال دون سن الثانية عشرة، ونصفهم أقل من 18 عاما، وثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال.
في السياق، عبر متحدثان باسم وكالتين تابعتين للأمم المتحدة، الثلاثاء 19 كانون الأول/ديسمبر، عن غضبهم وعدم تصديقهم للوضع في مستشفيات غزة، حيث لا تتوفر الإمدادات الأساسية اللازمة لعلاج الجرحى، ويُقتل الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر جراء الصراع المستمر.
وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة: يونيسيف "، جيمس إلدر: "أنا غاضب لأن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات يُقتلون في تلك المستشفيات". وأضاف أن مستشفى ناصر تعرض للقصف مرتين خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
تصريحات إلدر، جاءت على خلفية استشهاد الطفلة دينا أبو محسن (13 عاماً) الأحد الماضي، جراء قصف الاحتلال بقذيفة دبابة مبنى الولادة داخل مستشفى ناصر في مدينة خان يونس.
يذكر أن الشهيدة أبو محسن سبق أن فقدت والديها واثنين من أشقائها وإحدى ساقيها خلال قصف منزل في حي الأمل بخان يونس قبل أسابيع.
ووصفت مارجريت هاريس، المتحدثة باسم "منظمة الصحة العالمية" الوضع في مستشفيات غزة بأنه "يفوق الخيال" و"يخالف الضمير"، جاء ذلك، في وقت ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، كافة الدول والمؤسسات الدولية بإقامة مستشفيات ميدانية شمال غزة لإنقاذ الجرحى والمرضى.
وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة، د. أشرف القدرة المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل، وتوفير الاحتياجات الدوائية والوقود لإعادة تشغيل مجمع الشفاء الطبي بشكل عاجل لإنقاذ الجرحى والمرضى والسيدات الحوامل والأطفال بعد تعمد الاحتلال إخراج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة.
كما طالب شركاء العمل الصحي إقامة نقاط طبية وعيادات متنقلة لتوفير الرعاية الصحية للنازحين في المناطق الغربية لخان يونس ورفح. وأشار إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتحكم في كميات ونوعية ومسار المساعدات الطبية، ويستخدمها كسلاح لقتل الجرحى والمرضى وخاصة شمال غزة.
يذكر أن جيش الاحتلال، اعتقل 99 شخصا من الكوادر الصحية في قطاع غزة خلال اقتحامه المشافي والمراكز الصحية، على رأسهم مدراء مستشفيات شمال غزة د. محمد أبو سلمية ود. أحمد الكحلوت ود. أحمد مهنا في ظروف قاسية وامتهان كرامتهم الإنسانية