واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم الأربعاء 20 كانون الأول/ ديسمبر، ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة لليوم 75 على التوالي، مستهدفاً الأحياء السكنية والمستشفيات، في وقت تلوح بوادر مفاوضات لإبرام هدنة إنسانية في قطاع غزة، برعاية الأطراف الإقليمية والدولية.
وشنّ طيران الاحتلال صباح اليوم، عدّة غارات جوية على مناطق شمال قطاع غزة، استهدفت منازل لعائلات علوان والنجار وعوكل في جباليا، إضافة إلى استهداف المركز الصحي في مخيم جباليا، ما أدّى إلى ارتقاء 38 شهيداً على الأقل.
مدير عام وزارة الصحّة في غزّة منبر البرش، أكّد ارتقاء 38 شهيداً ووقوع نحو 40 جريحاً وصلوا إلى مركز جباليا الطبي ولا يزال العشرات تحت الأنقاض جراء غارات الاحتلال" الإسرائيلي" على مناطق الشمال صباح اليوم، مؤكداً أنّ الاحتلال يسعى للقضاء على اخر ما تبقى من الخدمات الصحيّة في القطاع.
وفي خان يونس جنوبي القطاع، استهدف الطيران الحربي منازل قرب الحي النمساوي في محيط مستشفى ناصر الطبي، ما أدى إلى ارتقاء 4 شهداء على الأقل، حسبما أكدت مصادر صحفية.
واستهد طفل فلسطيني، في قصف استهدف منزلاً في الحي الياباني غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة، إضافة إلى قصف عنيف طال حي الأمل على حي الأمل في المدينة، خلّف أعداد من المصابين.
كما استهدف طيران الاحتلال فجراً، منزلاً وسط مخيم الشابورة وسط مدينة رفح، ما أسفر عن استشهاد واصابة العديد من الفلسطينيين.
وليلة أمس الثلاثاء، تعرضت منطقة جباليا ومخيمها لقصف أدّى إلى استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة أكثر من 70 آخرين، فيما ارتكب الاحتلال عدّة مجازر ليلية راح ضحيتها العشرات من أبناء القطاع.
مساع لهدنة.. والمقاومة تشدد: لا تفاوض دون وقف الحرب
تأتي هذه المجازر، في وقت يعبّر الاحتلال "الإسرائيلي" عن ميله لإبرام "هدنة إنسانية" كما جاء على لسان رئيس الكيان "إسحاق هرتسوغ" يوم أمس الثلاثاء، عن استعداد "إسرائيل" لإبرام هدنة للسماح بالإفراج عن الاسرى والمحتجزين "الإسرائيليين" لدى المقاومة الفلسطينية.
وأفادت صحف عبرية، أنّ مساع تجري في "إسرائيل" لإبرام صفقة، تنطوي على بعض التنازلات، كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبار ولهم وزن نوعي، مقابل إفراج حركة حماس عن أسرى "إسرائيليين" حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت".
تأتي هذه التعبيرات "الإسرائيلية" عن استعاد لصفقة جديدة محتملة، بالتزامن مع وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اليوم الأربعاء، إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان "الإسرائيلي" على غزة والعديد من الملفات الأخرى.
ويعقد هنية عدّة لقاءات، أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل لإجراء محادثات حول "وقف العدوان والحرب تمهيداً لصفقة تبادل بين الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مقرّب من الحركة.
وترفض حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، إجراء أي مفاوضات حول هدنة إنسانية وصفقة محتملة، قبل وقف فوري ودائم للحرب "الإسرائيلية" على غزّة، والشروع في صفقة تبادل شامل لتبييض السجون.
الّا أنّ رئيس حكومة الكيان "بنيامين نتنياهو"، ووزير الحرب "يوآف غالانت"، يعتبران أنّ الضغط العسكري ومبدأ المفاوضات تحت النار، هو الأمر الذي يؤدي إلى نتائج مع حركة حماس، وفق تصريحات لهما، في حين تصر المقاومة على شرط وقف الحرب للشروع بمفاوضات حول الأسرى.
وبحسب "يديعوت أحرنوت" فإنّ "نتياهو" يتمسك بـ 3 مبادئ أساسية في المفاوضات، وأولها استمرار حربه على غزة واجراء المفاوضات تحت إطلاق النار، والتشديد على إعادة أسرى كيانه قبل إبرام هدنة إنسانية ولو ليوم واحد، وثانيها استئناف الصفقة من حيث توقفت السابقة، أي إعادة النساء "الأسيرات"، أمّا الشرط الثالث هو أن تتم الصفقة بحسب محددات واضحة لتبادل كل فئة من الفئات.
يأتي ذلك، في وقت تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 19 ألفا و667 إضافة إلى 52 ألف و586 جريح، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة حتى يوم أمس الثلاثاء.