شنّ طيران الاحتلال "الإسرائيلي" غارات جوية واسعة على مناطق مختلفة من قطاع غزّة، منذ فجر اليوم الخميس 21 كانون الأول/ ديسمبر، الذي يوافق اليوم 76 لحرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزّة، ما أوقع العشرات من الشهداء والجرحى، فيما صعّد الاحتلال عملياته ضد المدنيين في جنوب القطاع، عبر إصداره أوامر تهجير لنحو 20% من مدينة خانيونس.
وفي التفاصيل، قالت مصادر طبيّة إنّ 60 شهيداً فلسطينياً ارتقوا منذ ليل أمس حتّى ساعات صباح اليوم الخميس، في سلسلة غارات طالت مناطق جباليا شمال القطاع، وخان يونس جنوباً، إضافة إلى استهداف زوارق ومدفعية الاحتلال اهدافاً مدنية في مناطق رفح الجنوبية حيث سجّل قصف عدداً من المنازل.
واستهدف الاحتلال ظهر اليوم، محيط معبر كرم أبو سالم، ما أدّى أرى ارتقاء 4 شهداء، من بينهم مدير المعبر العقيد بسام غبن، حيث قصفت طائرات الاحتلال مرافق المعبر أثناء العمل.
وسجّلت مصادر طبيّة ارتقاء 24 شخصاً من عائلة أبو معمّر في منطقة الفخاري في خانيونس، بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلاً تجمّع فيه أفراد العائلة وبعضهم نازحين من مناطق الشمال.
وفي مستشفى الشفاء المحاصر، والمعدوم الإمكانيات الطبيّة والاستشفائية جراء اقتحامه وتدمير اقسامه من قبل الاحتلال وحصاره، يتواصل استشهاد المرضى والجرحى داخله، وأكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد 3 جرحى بسبب نقص الامدادات الطبية.
وفي وقت سابق، وصفت منظمة الصحة العالمية، قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء، بحمام الدم، ويفتقر الى المياه والامدادات الطبيّة. وأكّدت المنظمة وجود مئات المرضى المصابين داخله ووصول مرضى جدد في كل دقيقة، والعديد منهم يتلقون العلاج على الأرض دون وسائل لتخفيف الالام، ما يهدد بوفاة المرضى والجرحى.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، محاصرة مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني شمال قطاع غزّة، ما ينذر بمجزرة جماعية قد تطال 127 شخصاً بين كوادر طبية ومدنيين إضافة إلى 22 جريحاً.
وحاصر الاحتلال مقر الجمعية يوم أمس الأربعاء، في وقت يتعمد استهداف محيط المركز بالقصف المدفعي بين الحين والآخر، فيما يعتلي قناصة الاحتلال أسطح المباني المحيطة، ويستهدف كل ما يتحرك في محيط المركز، حسبما اكدت مصادر صحفية.
أمر بإخلاء 20% من خان يونس
وفي تطور خطير في المنطقة الجنوبية للقطاع، أصدر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أوامر للأهالي بإخلاء أحياء ومناطق في خان يونس، تشكل نسبة 20% من مساحة المنطقة، وذات كثافة سكانية عالية.
المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "أوتشا" عبّر عن قلقه من أوامر الاخلاء، وأوضح أنّ المنطقة تغطي حوالي 20% من مساحة مدينة خان يونس وهي بالأساس تشكّل منطقة لجوء، حيث نزح اليها العديد من الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع ووسطه في الايام والاسابيع الأولى من الحرب.
وأشار "أوتشا" إلى أنّ حجم عمليات النزوح التي ستنجم عن أمر الإخلاء الذي أصدره الجيش للأهالي ليس واضحا، وأنّ الأمر قد أتى منذ اعلان جيش الاحتلال تكثيف عملياته في خانيونس الإثنين الفائت.
ونبّه "أوتشا" إلى أنّ إمكانية معرفة الأهالي بأوامر الاخلاء والمناطق التي سيتجهون إليها، مثيرة للقلق، لكون جيش الاحتلال ينشر خارطة بمناطق الاخلاء عبر مواقعه الالكتروني، وهو ما لا يتسنّى للأهالي متابعته، بسبب انقطاع الكهرباء والانترنت في معظم الأحيان.
يأتي ذلك، في وقت تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع عزّة منذ بدء حرب الإبادة " الإسرائيلية" على أهالي القطاع، إلى ما لا يقل عن 20 ألف شهيد، بينهم 8000 طفل و6200 امرأة، وبلغ عدد الجرحى 52600، في حصيلة غير نهائية.