كشفت بيانات نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة "اليونيسيف"، عن مخاطر محدقة ووشيكة بمئات الالاف من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزّة، جراء سوء التغذية والجوع، وستبدأ نتائجه بالظهور خلال أسابيع، كحالات وفاة.
وقالت "يونيسيف" في تقرير صدر عنها أمس الجعة، أنّ 335 ألف طفل فلسطيني، معرضون لخطر الوفاة جراء سوء التغذية، في حال لم يتم اتخاذ إجراءات تضع حدّاً لاستمرار خطر المجاعة في قطاع غزّة.
وبحسب بيانات المنظمة الدولية، فإنّ 80 % من أطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد، ومن المرجّح أن تتدهور أوضاع 10 الاف طفل منهم دون سنّ الخامسة، باتجاه سوء تغذية حاد من شأنه تهديد حياتهم.
وأكّدت "يونيسيف" أنّ هذا الخطر غير المقبول على الأطفال، يأتي في وقت تشهد فيه المنظومات الغذائية والصحية في قطاع غزة انهياراً كاملاً، في وقت توقفت فيه ثلث مستشفيات قطاع غزّة عن العمل جراء انقطاع الوقود والأدوية والمياه.
من جهتها، حذّرت منظمة الصحّة العالمية من مخاطر استمرار منع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزّة، والتي تشتد الحادة اليها، مع بلوع الأوضاع الغذائيّة حدّاً غير مسبوق من التفاقم.
ويواجه 93% من سكان غزة، وهو رقم غير مسبوق، مستويات أزمة الجوع، مع عدم كفاية الغذاء وارتفاع مستويات سوء التغذية، بحسب ما أكدت منظمة الصحّة العالمية في تقرير لها.
وأضافت المنظمة، أنّ أسرة واحدة على الأقل في قطاع غزّة من كل 4 أسر تواجه ظروفاً كارثية، إذ تعاني من نقص شديد في الغذاء والمجاعة، وتلجأ إلى بيع ممتلكاتها وغيرها من التدابير القاسية لتوفير وجبة بسيطة.
وأوضح رئيس منظمة الصحّة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أنّ 4 من كل 5 أسر في شمال غزة، ونصف الأسر المهجرة في الجنوب، تقضي أيامًا ولياليًا كاملة دون طعام.، ووصف ذلك بالأمر المفجع.
وأشار في تغريدة له على منصة "إكس" إلى أنّ "الآباء والأمهات يجوعون حتى يتمكّن أطفالهم من تناول الطعام، وهذا الوضع كارثي على صحة الناس في قطاع غزة"، واكّد غيبريسيوس، أنّه لا سبيل لوقف المجاعة، الّا من خلال تسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزّة.
الأمراض المعدية تزدهر جراء سوء التغذية
ونبهت منظمة الصحة العالمية، من ازدهار انتشار الأمراض المعدية جراء سوء التغذية، في وقت يشهد القطاع بالفعل معدلات مرتفعة من الأمراض المعدية، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 100 ألف حالة إسهال منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول. بحسب المنظمة.
وأشارت منظمة الصحة، إلى أنّ نصف هؤلاء المصابون بحالات الإسهال، هم من الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وهو رقم يزيد 25 ضعفًا عما تم الإبلاغ عنه قبل بدء الحرب.
وأضافت المنظمة، انّه تم الإبلاغ كذلك، عن أكثر من 150 ألف حالة من حالات عدوى الجهاز التنفسي العلوي والعديد من حالات التهاب السحايا والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء، كما يُشتبه أيضًا في التهاب الكبد حيث تظهر على العديد من الأشخاص علامات اليرقان.
وأكّدت المنظمة، من أنّ سوء التغذية، يضعف مناعة الأجساد على المقاومة، وسيفتح الباب أمام الأمراض، ويزيد سوء التغذية من خطر وفاة الأطفال بسبب أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحصبة، لا سيما في بيئة يفتقرون فيها إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة.
ولفتت المنظمة، إلى أنّ نجاة الأطفال من الوفاة جراء الاسهال وسوء التغذية، سيتسبب له بحالات من الهزال يمكن أن يكون له آثار مدى الحياة لأنه يعيق النمو ويضعف النمو المعرفي.
اقرأ/ي أيضاً: مؤشرات الجوع في قطاع غزّة تقفز إلى 90% وسط تحذيرات دولية من المجاعة