استشهاد 6 من كوادر القسام وحماس والغضب يعم الضفة الغربية

الاحتلال "الإسرائيلي" يغتال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

الثلاثاء 02 يناير 2024

استشهد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري واثنان من قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في لبنان وأربعة من كوادر الحركة جراء عملية اغتيال "إسرائيلية" في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية ببيروت.

واستهدفت طائرة "إسرائيلية" مسيّرة مكتباً للحركة كان يوجد فيه القيادي الفلسطيني صالح العاروي في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانبة بيروت بصاروخين على الأقل ما أسفر عن استشهاده و6 آخرين.

ونعى رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية القيادي العاروري (أبو محمّد) نائب رئيس المكتب السياسي وقائد حركة حماس في الضفة الغربية وكل من القياديين في كتائب القسام الشهيدين: سمير فندي (أبو عامر)، وعزام الأقرع (أبو عمار)، وأربعة من كوادر حركة حماس وهم: الشهداء محمود زكي شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس وأحمد حمود.

ووصف هنية في كلمة مصورة عملية الاغتيال بالجبانة وبالجريمة النكراء، وأدرجها ضمن "جرائم الاحتلال التي تثبت دمويته التي يمارسها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان"

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس أن اغتيال العاروري وإخوانه من قادة وكوادر الحركة على الأراضي اللبنانية هو عمل إرهابي، مكتمل الأركان وانتهاك لسيادة لبنان، وتوسيع لدائرة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، مضيفاً أن الاحتلال "مسؤول عن تداعيات العمل الإرهابي ولن يُفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى شعبنا ومقاومته الباسلة".

ويوصف القيادي صالح العاروي بأنه مهندس عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضد الاحتلال "الإسرائيلي" وكان يدرجه كيان الاحتلال على قائمة المقاومين المطلوب اغتيالهم "إسرائيلياً".

الشهيد صالح العاروري

وكان رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" قد هدد مرات عدة الشهيد العاروري وعدد من قيادات المقاومة الذين يصنفهم الاحتلال بأنهم مسؤلون عن عمليات المقاومة في الضفة وقطاع غزة، حيث كان الاحتلال يصنف القيادي الشهيد صالح العاروري بأنه يمسك بخيوط عمليات المقاومة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة.

والشهيد العاروي كان مدرجاً على القائمة الأمريكية لمن تسميهم الولايات المتحدة - الحليف الأول للاحتلال "الإسرائيلي""الإرهابيين الدوليين" المصنفين تصنيفًا خاصاً (SDGT) منذ أيلول/ سبتمبر 2015، وقد عرضت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، مكافآت تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى مكانه.

20240102093452.jpg
الشهيد الشيخ صالح العاروري

و بلغ العاروي من العمر 57 عاماً وهو من مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام، وقد أمضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال منذ عام 1995 إلى أن أفرج عنه في 2010 وتم إبعاده عن فلسطين، وشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس منذ 2017، وأحدث قلقاً طويلاً لدى الاحتلال "الإسرائيلي" خلال السنوات الماضية حيث يعتبره الاحتلال بأنه المسؤول عن تمويل وتوجيه عمليات المقاومة العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.

وظهر العاروي في آب / أغسطس الماضي في مقابلة على قناة الميادين يتحدث عن تهديدات الاحتلال "الإسرائيلي" باغتياله مؤكداً أن "دم أي قيادي ليس أغلى ولا أعز من دم أي شهيد في فلسطيني" ومشيراً إلى أنه في حال عاد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" إلى عملية الاغتيالات فإن ذلك سيقود إلى حرب إقليمية.

ولم يصدر عن كيان الاحتلال "الإسرائيلي" أي تعليق على عملية اغتيال القيادي العاروري و6 من قياديي وكوادر حركة حماس، فيما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول أميركي في "وزارة الدفاع" أن "إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال العاروري".

إلا أن حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" أصدرت أوامر لوزرائها، تمنعهم من إجراء مقابلات صحافية بشأن عملية الاغتيال، فيما بارك عضو الكنيست عن حزب الليكود الذي يتزعمه "نتنياهو" "داني دنون" لأجهزة الأمن الإسرائيليّة عملية الاغتيال التي وصفها بـ"الناجحة".

وكذلك فعل فعل سفير الاحتلال لدى الولايات المتحدة، وأيضاً قال مستشار نتنياهو لشبكة MSNBC: "أوضحنا أن كل من تورط في مذبحة 7 أكتوبر هو إرهابي وهدف مشروع" بحسب تعبيره.

وأضاف أن "ما حدث في بيروت، ليس هجوما على لبنان أو حزب الله وإنما على قيادات حماس"، مشيرا إلى أن "إسرائيل لم تعلن تحملها المسؤولية عن هجوم بيروت لكننا تعاملنا سابقا مع إرهابيين في دول أخرى" بحسب وصفه.

من جهتها أكّدت الحكومة اللبنانية في بيان، طلب رئيسها نجيب ميقاتي من وزارة الخارجية، تقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن بشأن "انفجار بيروت"

وشدّد ميقاتي أن قصف "إسرائيل" مكتب حماس "توريط للبنان في الحرب"، وقال إن "انفجار الضاحية في بيروت جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات"، محذراّ من "لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي لتصدير إخفاقاته في غزة نحو حدودنا الجنوبية، لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة".

وفور تأكيد خبر استشهاد القيادي الشيخ صالح العاروري خرج الفلسطينيون في مدن ومخيمات الضفة الغربية وأيضاً مخيمات لبنان ومدن ومخيمات الأردن في مظاهرات غاضبة تندد بعملية الاغتيال وتصفها بالجبانة وتؤكد السير على خطى الشهيد العاروري ورفاقه في المقاومة حتى تحقيق النصر.

دعوات للثأر

ونعت مساجد بلدة عارورة شمال رام الله المحتلة الشهيد صالح العاروري ابن البلدة عبر مكبرات الصوت، فيما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية الإضراب والنفير العام غدًا الأربعاء حدادًا على روح الشهيد، كما نعت كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية الشهيد العاروي.

وقالت الكتائب في مخيم بلاطة بنابلس: "نزف سيد الرجال، القائد الشيخ صالح العاروري، مفجر الثورة والضفة، الداعم الأول لجميع المقاومين بالفصائل الوطنية، ونؤكد أن عمليات الاغتيال والقصف لن تزيدنا إلا قوة وعقيدة، ونعلن يوم غد يوم حداد ونفير في وجه الاحتلال". وفي وقت لاحق أعلنت كتائب شهداء الأقصى-شباب الثأر والتحرير في طولكرم تنفيذعملية إطلاق نار تجاه حاجز "عناب"، كرد أولي على اغتيال القائد الشيخ صالح العاروري ورفاقه.

واستهدف مقاومون في مخيم العروب شمالي الخليل المحتلة جنود الاحتلال بقنبلة محلية الصنع خلال مسيرة منددة باغتيال العاروري.

وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تصدرت هتافات الدعوة إلى الانتقام لدماء العاروري ورفاقة المظاهرات التي خرجت في كل من مخيمي البداوي ونهر البارد شمالي لبنان وبرج الشمالي جنوبه حيث ارتقى برفقة العاروي الشاب أحمد حمود من أبناء المخيم.

وفي مخيم شاتيلا جنوب بيروت، توجه المتظاهرون إلى منزل الشهيد محمد الريس الذي استشهد رفقة العاروري جراء عملية الاغتيال وهتفوا لأرواح الشهداء وقدموا التهنئة لوالده.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد