دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل"، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS)، إلى حشد دعم عربي للدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد "إسرائيل" بسبب الإبادة الجماعية ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر، ورحبت بتأييد منظمة المؤتمر الإسلامي للدعوى.

تزامن ذلك مع تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، قال: إن "إسرائيل" قرّرت المثول أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، في أعقاب الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا.

(BDS) أكدت في بيان نشر على منصاتها الإلكترونية، الثلاثاء، على ضرورة حشد الدعم العربي الرسمي والدبلوماسي، خاصة من قبل جامعة الدول العربية والدول العربية الأعضاء في الاتفاقية، لـ "التصدي للتكتل الغربي الصهيوني الداعم لدولة الاحتلال والأبارتهايد أمام مرافعة جنوب أفريقيا".

وقالت (BDS): إن هذه الاستجابة ليست أمراً ضرورياً من أجل وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني فحسب، بل لوقف انحدار البشرية ونظامها العالمي المشوّه المستند إلى شريعة الغاب.

ودعا البيان جامعة الدول العربية والدول العربية الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها بالوفاء بالتزاماتها القانونية ودعم الدعوى الجنوب أفريقية، "وهو ما يشكّل أضعف الإيمان، لا سيّما أمام مواصلة الغرب الاستعماري، بقيادة الولايات المتحدة، بتسليح وتمويل وتقديم الغطاء الدبلوماسي للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، مما يمنع الأمم المتحدة والأجسام الدولية الخاضعة لسيطرة الغرب من فرض عقوبات شرعية لوقف الإبادة".

وختم بيان اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" بالقول: إن "اليوم هو زمن رفض الارتهان للإملاءات الأمريكية - الإسرائيلية. إن لم يكن الآن، فمتى؟".

كيان الاحتلال يقرر المثول أمام محكمة العدل الدولية لـ "التصدي" لدعوى جنوب أفريقيا

في السياق قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء: إن بأن "إسرائيل" قرّرت المثول أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، في أعقاب الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا، وتتهمها فيها بعمليات إبادة جماعية، كما تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة.

وقال ما يسمى رئيس مجلس الأمن القومي في كيان الاحتلال "تساحي هنغبي" للصحيفة حول ما وصفتها الصحيفة بـ "الخطوة الاستثنائية": إن كيانه وقّع على الوثيقة ضد الإبادة الجماعية منذ عشرات السنوات ولن يقاطع الجلسة، وأضاف: "سنمثل فيها وسنتصدّى للدعوى العبثية التي تشكّل مؤامرة دموية أي ضد إسرائيل"، بحسب تعبيره.

وسبقت قرار كيان الاحتلال المثول أمام المحكمة نقاشاتٌ مكثّفة في أوساطه السياسية، بعضها بمشاركة رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، وأقيمت عدة جلسات في الأيام الأخيرة، للتباحث في كيفية التعامل مع القضية، في جيش الاحتلال، ووزارتي الخارجية القضاء و ما يسمى "مجلس الأمن القومي".

وزاد "هنغبي": " المختلف هذه المرة أن بمقدورنا الدفاع عن أنفسنا أمام من يريدون إبادتنا. إن الادعاء الذي لا أساس له ضد حق الضحية في الدفاع عن نفسها، هو وصمة عار، ونتوقع من جميع الدول المتحضّرة التماهي مع موقفنا هذا"، بحسب قوله.

وأشارت الصحيفة إلى أن المناقشات في الدعوى نفسها قد تستمر ما بين أربع وست سنوات، وأن المساعي "الإسرائيلية" الحالية تهدف إلى إجهاض صدور أمر مرحلي يفرض على جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن كيان الاحتلال "الإسرائيلي" سيلجأ إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية من أجل تجنيد دول ضد جنوب أفريقيا، وضد الخطوة التي تقوم بها في إطار الدعوى.

وزعمت "يديعوت أحرونوت" أن "لدى "إسرائيل" ادعاءات قضائية ذات وزن نوعي لرد الدعوى، أحدها أنه "لا خلافات في الأطر الدولية بأن إسرائيل لم تقم بإبادة جماعية في غزة، وحتى أن جنوب أفريقيا لم تدّع ذلك في الماضي، وكذلك ليس مطلوباً من إسرائيل الرد على ادعاء كهذا".

واتهمت جنوب أفريقيا في طلبها الذي قدمته لمحكمة العدل الدولية لإقامة دعوى ضد "إسرائيل"، كيان الاحتلال بإبادة شعب وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة ضد الإبادة الجماعية، وفق ما أعلنته المحكمة يوم الجمعة الماضي.