واصل الاحتلال "الإسرائيلي" منذ ساعات الصباح من اليوم الخميس 4 كانون الثاني/ يناير، مجازره ضد المدنيين في قطاع غزّة في إطار حرب الإبادة المتواصلة لليوم الـ 90 على التوالي، موقعاً شهداء وجرحى، في وقت سجّل القطاع أكبر اعداد للنازحين باتجاه المنطقة الجنوبية، وبلغ مليون نازح في منطقة رفح لوحدها، من أصل مليوني نازح توزعوا على المناطق الجنوبية ومراكز الإيواء وسط تحذيرات من دفعهم باتجاه الحدود.

وشنّت الطائرات " الإسرائيلية" منذ الصباح، غارات مكثّفة على مخيمي المغازي والنصيرات، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجود مفقودين تحت الأنقاض وسط حركة نزوح سجّلت من مخيمات المنطقة الوسطة باتجاه الجنوب.

وأكدت مصادر محليّة ارتقاء شهيدين في مخيم المغازي، في إطلاق قوات الاحتلال النار على مواطنين قرب مدخل المخيم وسط قطاع غزّة.

وقالت مصادر محلية في مخيم النصيرات، إنّ الأوضاع في المخيم تتفاقم بشكل كبيرة، مع استمرار استهداف الاحتلال الأبراج السكنية، في وقت يواصل بعض الأهالي الخروج من المخيم مع اشتداد القصف الذي يتركز على المناطق التي انذرها جيش الاحتلال يوم أمس وطالب من سكانها النزوح.

وبحسب المصادر، فإنّ العديد من عائلات المخيم لم تتمكن من الخروج من مناطق المخيم 1 والمخيم 2 ومنطقة أبراج عين جالوت، جراء استهداف الاحتلال العائلات النازحة، وقام ليل أمس باستهداف 3 فلسطينيين كانوا خارجين من منزلهم الواقع في منطقة مدرجة ضمن مناطق الاخلاء التي عممها جيش الاحتلال.

كما طال القصف "الإسرائيلي" منذ الفجر، منطقة دير البلح، وهي إحدى وجهات النزوح من مخيمي المغازي والنصيرات، واستهدف منزلاً يؤوي عائلات نازحة، ما أدّى إلى استشهاد 10 اشخاص.

كما استهدف الاحتلال منزلاً يؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس، أدّى إلى ارتقاء 14 فلسطينياً معظمهم من الأطفال والنساء.

كما طال القصف، مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس، ما أدى الى ارتقاء شهيد وأصيب آخرون. علماً انّ هذا القصف هو الثالث من نوعه الذي يستهدف مقر الجمعية خلال أيام.

الاحتلال يدفع النازحين باتجاه الحدود

وبالتوازي مع استمرار حرب التهجير والابادة التي يشنها الاحتلال، تتواصل عمليات النزوح باتجاه جنوب قطاع غزّة، وتحديداً باتجاه منطقة رفح الحدودية مع مصر، حيث بلغت اعداد النازحين في رفح نحو مليون نازح، حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الخميس من مغبة دفعهم باتجاه الحدود مع مصر.

وقالت الوزارة، إنّ جيش الاحتلال يمعن في حشر سكان القطاع في مساحة ضيقة لإجبارهم على التدافع نحو الحدود، وأكّدت أنّ مليوني فلسطيني من أهالي القطاع خرجوا من منازلهم، مليون منهم يحشرون في منطقة رفح.

وأكدت الوزارة في بيان لها، أنّ مخططات التهجير حاضرة في اجندة الاحتلال في قطاع غزّة، وأنّه يمعن في تعميق جرائم النزوح القسري ليشمل 2 مليون نازح، يتركز معظمهم في الجنوب، في محاولة لدفعهم باتجاه الحدود مع مصر.

من جهتها، حذّرت الأمم المتحدة من بلوغ اعداد النازحين في مدينة رفح المليون نازح، جراء استمرار نزوح الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة على القطاع يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2023 الفائت.

وقالت الأمم المتحدة في نشرتها اليومية الخميس إنّ "محافظة رفح أصبحت الآن الملجأ الرئيس للنازحين، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، في أعقاب تكثيف الأعمال العدائية في خان يونس ودير البلح، وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي".

يأتي ذلك، مع استمرار التأكيدات الأممية، بعدم وجود مساحة آمنة في قطاع غزّة لنزوح الأهالي حسبما أعادت المفوضية السامية للأمم المتحدة السامية التأكيد في تصريح لها اليوم.

وقالت في بيان: "لا يمكننا الحديث عن السلامة في أي مكان، فالناس ينامون في الشوارع في العراء، وبعضهم لم يتمكن حتى من اتباع أوامر الإخلاء".

وكانت وكالة "أونروا" قد قدرت اعداد النازحين حتى آخر كانون الأول/ ديسمبر 2023 الفائت، بنحو 1.9 مليون نازح، أي ما يقارب من 85% من إجمالي سكان القطاع، ويعيش ما يقرب من 1.4 مليون نازح في 155 منشأة تابعة للوكالة في كافة مناقق القطاع.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد