خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء، اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" شمال ووسط وجنوبي قطاع غزة، وأعلن جيش الاحتلال مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة 27 آخرين خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأعلن الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة الثلاثاء أن مقاتلي الكتائب تمكنوا خلال الأسبوع الماضي من تدمير 42 آلية عسكرية "إسرائيلية" كلياً أو جزئياً، والإجهاز على 22 جندياً "إسرائيلياً" من نقطة صفر، إضافة إلى إيقاع العشرات بين قتيل وجريح في 52 مهمة عسكرية.
وأوضح أبو عبيدة في منشور له عبر تيلجرام أن مقاتلي كتائب القسام تمكنت أيضاً من استهداف القوات "الإسرائيلية" المتوغلة، بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والأسلحة الرشاشة وأسلحة القنص، بالإضافة إلى نسف منزل وتفجير 4 مداخل أنفاق وحقل ألغام في جنود العدو، وإطلاق صاروخ أرض - جو تجاه مروحية في سماء قطاع غزة.
كما أعلن الناطق العسكري لكتائب القسام عن إسقاط طائرة استطلاع من طراز "هيرمز 900"، والاستيلاء على طائرة "Skylark" وطائرتي "درون".
وأيضاً أعلنت كتائب القسام أن عناصرها تمكنوا من الاستيلاء على طائرة استطلاع من طراز "سكايلارك" كانت في مهمة استخباراتية للاحتلال "الإسرائيلي" شرق حي الزيتون بمدينة غزة.
وقبلها بقليل أعلنت عن استهداف قوة راجلة لجيش الاحتلال بالأسلحة الرشاشة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح بالقرب من شارع السكة جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، وذلك حين اقترابهم من عيني نفقين قامت بتفجيرهما.
مشاهد من الاشتباكات في حي الزيتون
كما أعلنت أنها نفذت عملية مشتركة مع سرايا القدس استهدفت فيها تجمعاً لقوات الاحتلال جنوب حي الزيتون بمدينة غزة بقذائف الهاون.
وأضافت أنها استهدفت عربة عسكرية من نوع "همر" وصل على متنها جنود الاحتلال لإنقاذ القوة وحققت فيها إصابات مباشرة.
وأكدت كتائب القسام أن عناصرها استهدفوا دبابة لجيش الاحتلال من طراز "ميركفاه" بقذيفة "الياسين 105" جنوب مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
سرايا القدس: لو استمرت الحرب إلى ما لا نهاية لن يُقضى على المقاومة
من جهته، قال الناطق العسكري باسم "سرايا القدس"، "أبو حمزة": إن هدف الاحتلال "الإسرائيلي" المعلن بالقضاء على المقاومة لن يتحقق ولو استمرت الحرب إلى ما لا نهاية.
وأضاف في كلمة مصورة: "من يريد أن ينزع عنا سلاحنا سننتزع روحه وما يحدث في الميدان أكبر بكثير من أن توثقه كاميرات المقاومة".
وفي سياق رصد خسائر الاحتلال، أعلنت سرايا القدس أنها قصفت حشوداً لجيش الاحتلال في منطقة معن شرقي مدينة خان يونس بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل، وقصف مقر قيادة ميداني لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" محيط تبة الـ 86 "الكرد" في محاور التقدم شمال شرق خان يونس بعدد من قذائف الهاون النظامي عيار 60.
وعرضت السرايا مشاهد من قذائف الهاون التي دكت بها آليات وجنود الاحتلال في المحاور الشرقية والشمالية في المحافظة الوسطى.
وتابعت: استهدفنا آلية عسكرية صهيونية بقذيفة الـ "RPG" شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأضافت قائلة: قصفنا تحشدات العدو في منطقة معن شرق خانيونس بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل.
مصرع 191 جندياً "إسرائيلياً" منذ بدء التوغل البري في غزة
بالمقابل، أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم الثلاثاء مقتل 9 من ضباطه وجنوده في المعارك الدائرة في غزة، وقال إنه وسّع عملياته جنوبي القطاع، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة شماله.
وأقر جيش الاحتلال بهذه الخسائر الإضافية على دفعتين، وقال: إن الضباط والجنود لقوا مصرعهم خلال الساعات الـ 24 الماضية في اشتباكات وسط وجنوبي القطاع، حيث يتركز القتال بين المقاومة وجيش الاحتلال.
وفي ساعة مبكرة من فجر اليوم، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 4 من جنوده، 3 منهم لقوا مصرعهم في معارك جنوبي قطاع غزة، ورابع في منطقة الوسط. وبعد ساعات، عاد وأعلن عن مقتل 5 جنود وضباط جدد، ليرتفع عدد المعلن عنهم اليوم إلى 9.
جيش الاحتلال يعترف بعمليته الفاشلة في مخيم البريج
في تحقيق حديث لجيش الاحتلال، اعترف بمصرع ستة من بين الجنود القتلى خلال محاولتهم تفجير نفق في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.
وقال التحقيق: إن قذيفة أُطلقت من دبابة "إسرائيلية" تسببت بمقتل الجنود "الإسرائيليين" الستة الذين قُتلوا إثر انفجار شاحنة حملت مواد متفجرة، فيما أصيب آخرون في مخيم البريج بقطاع غزة.
ووفق بيان جيش الاحتلال، فقد تمّ تجهيز المنطقة للانفجار وفق خطة تدمير مسار النفق، وغادرت معظم القوات المنطقة، وبقيت قوات الهندسة في المنطقة المعنيّة بالعمليّة، والقوات "الأمنية".
وفي هذه المرحلة، رصدت الدبابة مقاتلين فلسطينيين، و"قامت بتحسين موقع إطلاق النار، بحيث لا تعرِّض القوات للخطر، وأطلقت الدبابة النار على الهدف، لينفجر النظام التفجيري فور إطلاق القذيفة".
وأشار البيان إلى أن "الانفجار غير المخطَّط له، وقع قبل الموعد المحدَّد بنحو نصف ساعة، خلال المراحل النهائية لتجهيز المكان لتفجيره، وأنه يتم حاليًا إجراء فحوصات إضافية من قبل المتخصصين لفهم الحادثة، ولا يزال التحقيق فيها جاريًا".
كتائب القسام كانت قد أعلنت قبل يوم عن هذه العملية الفاشلة، وقالت في بيان لها عبر تلجرام وأكدت أن مقاتليها أفشلوا محاولة "إسرائيلية" لتحرير أسرى بعد تسلل قوة خاصة إلى مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وبذلك يرتفع عدد الجنود "الإسرائيليين" القتلى المعلن عنهم إلى 191 منذ بدء التوغل البري في غزة يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويرتفع العدد الإجمالي إلى 519 منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وكانت مصادر "إسرائيلية" كشفت ليلة الاثنين عن مقتل 9 جنود "إسرائيليين" وإصابة آخرين في عمليتين للمقاومة الفلسطينية، وتأخر الإعلان الرسمي عن هذه الخسائر حتى يوم الثلاثاء.
وقالت المصادر: إن الهجوم الآخر الذي أسفر عن مصرع 4 جنود تمثل في قصف مبنى كان يتمركز فيه جنود الاحتلال جنوبي القطاع.
وأضافت المصادر "الإسرائيلية" أن الإعلان عن القتلى يعتبر الأقسى على الجيش منذ بداية الحرب.
أما في ما يتعلق بجرحى جيش الاحتلال، فأصيب 1042 جندياً منذ بدء المعارك البرية في القطاع، بينهم 228 إصاباتهم خطرة. ولا يزال هناك 45 جندياً منذ بدء الحرب يتلقون العلاج، وحالاتهم خطرة أيضاً، وفق ما ذكرت وسائل إعلام الاحتلال "الإسرائيلي"، علماً أن العدد أكبر من ذلك بكثير وهو ما تثبته الفيديوهات التي تبثها المقاومة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الاثنين أيضاً، إصابة 19 عسكرياً في المعارك الدائرة في القطاع خلال 24 ساعة.
في الأثناء، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، "دانيال هاغاري": إن وحدات مختلفة من الجيش وسعت من رقعة المناورة البرية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وزعم أنها قتلت 40 فلسطينياً وعثرت على وسائل قتالية مختلفة وعلى فتحات أنفاق.
وأضاف "هاغاري" أن قوات تابعة لسلاح البحرية هاجمت خلال الساعات الـ 24 الماضية مواقع عسكرية ومستودعات لحركة حماس، وادّعى أيضاً استهداف مقاتلين في مخيم المغازي وسط القطاع بغارة جوية.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قال في وقت سابق: إن قواته تركز الآن جهودها على القتال وسط غزة بمنطقة المخيمات المركزية في البريج، وعلى جنوبي القطاع بمنطقة خان يونس، مضيفاً أن القتال في هذه المناطق معقد وسيستمر طوال العام الجاري.