يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزّة، لليوم الـ 96 على التوالي، حاصداً المزيد من الضحايا المدنيين، ومنذ منتصف ليل أمس الثلاثاء، حتّى ظهر اليوم الأربعاء ارتكب عدداً من المجازر راح ضحيتها عشرات الشهداء، في وقت يستعد كيان الاحتلال للمثول أمام محكمة العدل الدولية يوم غد الخميس في مدينة لاهاي في هولندا لأوّل مرّة في تاريخه، بناء على دعوة تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزّة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الأربعاء 10 كانون الثاني/يناير إنّ 147 فلسطينياً ارتقوا جراء الغارات "الإسرائيلية" خلال الساعات الـ 24 الفائتة، إضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم عائلات كاملة، جراء القصف "الإسرائيلي" المكثّف وخصوصاً على مناطق جنوب القطاع المكتظّة بالنازحين.
كما أعلنت الوزارة، ارتفاع عدد شهداء حرب الإبادة منذ 7 تشرين الثاني/ أكتوبر إلى 23 ألفا و357 شهيدا، بالإضافة إلى 59 ألف جريح و410 مصابين.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرة بحق عائلة نوفل، حيث استهدف منزلها المكتظ بالمدنيين في رفح جنوب القطاع، ما أدّى إلى استشهاد 15 فلسطينياً وإصابة عدد آخر جرى نقلهم الى مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة.
كما أفيد عن استشهاد 6 مدنيين فلسطينيين، في استهداف جيش الاحتلال العائلات التي كانت تتنقل عبر الطريق الساحلي في منطقة الشيخ عجلين جنوب مدينة غزّة، حيث أطلقت عليهم قوات الاحتلال المتمركزة على الطريق الرئيسي، الرصاص بكثافة ما أدّى إلى ارتقاء الشهداء.
وفي مناطق وسط القطاع، ولا سيما مخيمات المغازي والنصيرات والبريج، استشهد 20 فلسطينياً في استهداف الاحتلال منازل المدنيين جواً وبالمدفعية، فيما استهدفت طائرات " كواد كابتر" العائلات النازحة باتجاه دير البلح حسبما أفاد نشطاء.
وصباح اليوم، أفادت مصادر صحفيّة، أنّ عدداً من الشهداء ارتقوا فيما أصيب عدد آخر في منطقة جباليا شمال قطاع غزّة، جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلين مأهولين، وسط تعذر مركبات الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إلى المكان المستهدف، كما استشهد 5 أشخاص بعد منتصف ليل أمس في بيت لاهيا باستهداف منزل مأهول.
واستشهد 5 مدنيين، إضافة إلى وقوع 5 جرحى في قصف "إسرائيلي" استهدف سيارة مدنية بالقرب من منطقة ملعب فلسطين بحي الرمال وسط مدينة غزّة.
كما استهدف الاحتلال مناطق رفح وخان يونس، حيث ارتقى 3 شهداء في قصف مدفعي "إسرائيلي" استهدف مزارعين شرق رفح، كما ارتقى شهيدين في خان يونس جراء استهداف طائرة "إسرائيلية" مجموعة من المدنيين.
كيان الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية غداً الخميس
تأتي مجازر الاحتلال المتواصلة والمستجدة، في وقت يستعد الكيان للمثول يوم غد الخميس أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية في حدث هو الأوّل من نوعه في تاريخ كيان الاحتلال "الإسرائيلي" على مدى 75 عاماً من احتلاله لفلسطين وارتكابه مجازر التهجير والابادة الجماعية وسرقة الأراضي والتراث المادي والمعنوي، والتي تمثل بمجملها عملية إبادة مادية وجماعية للشعب الفلسطيني على مدى عقود.
ويأتي استدعاء كيان الاحتلال للمثول أمام المحكمة، بناء على دعوة تقدمت بها جمهورية جنوب أفريقيا يوم 29 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، بسبب قيام كيان الاحتلال بارتكاب جرائم حرب واسعة وابادة جماعية، أسفرت حتّى الآن عن ارتقاء أكثر من 23 ألف فلسطيني وجرح عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف الآخرين.
وستقدم جمهورية جنوب أفريقيا في جلسة يوم غد، مرافعة من 84 صفحة، تتضمن الدلائل التي جمعتها حول ارتكاب كيان الاحتلال مجازر إبادة جماعية، وعدم تحرك حكومة الاحتلال باعتبارها القوة المسؤولة والقائمة بالاحتلال، لمنع الجرائم التي يرتكبها جيشها في قطاع غزّة، وعدم التزامها بميثاق الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
وتعتبر جنوب أفريقيا أنّ "إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على وجه الخصوص، امتنعت عن منع الإبادة الجماعية وإجراء الملاحقات القضائية فيما يتعلق بالتحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية". بحسب بيان صدر عن وزارة خارجيتها بعيد تقديم الدعوة في ديسمبر الفائت.
وطلبت خارجية جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية أن تعلن "على وجه الاستعجال أن "إسرائيل" تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وأن عليها أن تتوقف فوراً عن جميع الأفعال والإجراءات التي تنتهك تلك الالتزامات، وأن تتخذ عدداً من الإجراءات ذات الصلة".
ويدعم كلّ من الأردن وجمهورية بوليفيا جهود جمهورية جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، حيث أعلنت الأردن في وقت سابق أنها تدعم الدعوى، وأن وزارة الخارجية الأردنية تعمل على إعداد الملف القانوني اللازم لمتابعة ذلك، وتنسق مع الدول العربية والإسلامية.
كما أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا تأييدها للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي يومي 11 و12 من الشهر الجاري، ضد "إسرائيل" على جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأشادت وزارة الخارجية البوليفية، في بيان لها الاثنين، بالخطوة التي اتخذتها جنوب أفريقيا بهذا الصدد بموجب التزامها باتفاقية الإبادة الجماعية، معتبرة إياها خطوة تاريخية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، مؤكدة ضرورة دعم هذه المبادرة من قبل المجتمع الدولي.
