يمثُل يوم غدٍ الخميس 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، لأول مرة، أمام محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، كمتهم في الدعوى التي قدمتها ضده جمهورية جنوب افريقيا ضده ولارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة العدل بجنوب افريقيا، أن الوزير "رونالد لامولا" سيترأس وفد بلاده في محكمة العدل الدولية، خلال جلسة الاستماع في قضية جريمة الإبادة الجماعية التي رفعتها بلاده ضد "إسرائيل".

وقالت الوزارة في بيان: إن الوفد الجنوب الإفريقي سيترأسه "لامولا" في جلسة الاستماع الأولى للقضية، المقرر عقدها في لاهاي، يومي 11 و12 كانون الثاني/ يناير الجاري.

وفي بيان صحافي، أوضح "لامولا" أن بلاده عازمة على "إنهاء الإبادة الجماعية في غزة عبر هذه الدعوى".

ومن المقرر أن يتم في أولى جلسات محكمة العدل الدولية، الاستماع إلى مواقف كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وجنوب إفريقيا على مدار يومين، بشأن الدعوى التي رفعتها الأخيرة ضد الاحتلال، بهدف محاكمته على ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة خلال حربه على غزة المتواصلة منذ أكثر من 3 أشهر.

ومحكمة العدل الدولية هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وتتولى الفصل طبقاً لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، وتقديم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.

وتقدم جنوب افريقيا مرافعة من 84 صفحة باللغة الإنجليزية، تعرض خلالها دلائل على انتهاك "إسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وطلبت جنوب إفريقيا في الدعوى لمحكمة العدل الدولية "الإشارة إلى تدابير مؤقتة من أجل الحماية من الضرر الإضافي الجسيم وغير القابل للإصلاح لحقوق الشعب الفلسطيني بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية ولضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب الاتفاقية بعدم المشاركة في الإبادة الجماعية، ومنعها، والمعاقبة عليها".

هجوم "إسرائيلي"

ويخشى كيان الاحتلال، أن تنسب محكمة العدل الدولية له تهم الإبادة الجماعية جراء حربه المتواصلة على الشعب الفلسطيني الذي دخل شهره الرابع، وشنّ هجوماً على جمهورية جنوب افريقيا بعد رفعها الدعوى القضائية أمام محكمة العدل الدولية.

وهاجم رئيس كيان الاحتلال "اسحاق هرتسوغ" لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن"، أمس الثلاثاء، جنوب افريقيا، وادعى أنه "لا يوجد ما هو أكثر وحشية" لا من الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا وتتهم فيها "إسرائيل" بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حربها على قطاع غزة.

وزعم رئيس مايسمى مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" "تساحي هنغبي" أن اتهام جنوب افريقيا لـ"إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية في غزة "افتراء"، وقال: "سوف ننضم إلى (القضية) وندحض الاتهام السخيف الذي يصل إلى حد فرية الدم".

بدورها، أعلنت الخارجية "الإسرائيلية" رفضها رفع جنوب افريقيا الدعوى، وادعت أنها "مؤامرة، وأن حجة جنوب إفريقيا تفتقر إلى أساس واقعي وقانوني وتشكل استغلالاً رخيصاً لمحكمة العدل الدولية".

المالديف ترحب برفع قضية جريمة إبادة جماعية ضد "إسرائيل"

رحبت جزر المالديف برفع جمهورية جنوب إفريقيا قضية ارتكاب إبادة جماعية ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية.

وقالت الخارجية المالديفية، في بيان الثلاثاء: إن "الهجمات الإسرائيلية المستمرة أودت بحياة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال".

وأضافت أن المالديف تعتبر تلك الهجمات المتعمدة ضد الشعب الفلسطيني، "تشكل انتهاكاً صارخا للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية".

ودعت الخارجية المالديفية إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني.

كما دعت محكمة العدل الدولية إلى تسريع تدخلها لتسهيل اتخاذ إجراءات فورية ضد الأعمال التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان.

مقترح إلى الحكومة البلجيكية لمقاضاة "إسرائيل"

ترحيب جزر المالديف تزامن مع تصريح لنائبة رئيس الوزراء البلجيكي "بيترا دي سوتر" قالت فيه: إن بلادها لا يمكنها أن تبقى صامتة ضد تهديد "إسرائيل" بـالإبادة الجماعية في غزة.
وأكدت أنها ستقدم مقترحاً لحكومتها بأن تحذو حذو جنوب فريقيا في إقامة دعوى قضائية ضد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وقالت "دي سوتر" وهي ممثل "حزب الخضر الفلمنكي" في الائتلاف الحاكم، في بيان على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "لا يمكن لبلجيكا أن تقف بموضع المتفرج حيال المعاناة التي لا نهاية لها للشعب في غزة.

ودعت إلى دعم القضية التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية.

وقالت :"علينا أن نتحرك ضد خطر الإبادة الجماعية، أريد من بلجيكا أن تحذو حذو جنوب افريقيا وأن تتخذ إجراءً في محكمة العدل الدولية، سأقدم هذا الاقتراح للحكومة البلجيكية".
وقالت "دي سوتر" في تصريح سابق: "لقد حان الوقت لمقاطعة إسرائيل، إن إسقاط القنابل مثل المطر أمر غير إنساني، ومن الواضح أن إسرائيل لا تهتم بالدعوات الدولية لوقف إطلاق النار".

دول مؤيدة لجنوب افريقيا في دعواها ضد "إسرائيل"

تعدُّ الاردن أولى الدول التي أعلنت عن دعمها للدعوى التي تقدمت بها جنوب افريقيا إلى محكمة العدل الدولية، وأكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، اليوم الأربعاء، أن بلاده ستقدم المطالعات القانونية والمرافعات اللازمة حالما تنظر محكمة العدل الدولية بدعوى الإبادة الجماعية في غزة المقدمة من جنوب افريقيا.

وأعلنت بوليفيا كأول دولة في أميركا اللاتينية، تأييدها للدعوى، مشيدة بالخطوة التي اتخذتها جنوب افريقيا بهذا الصدد، واعتبرتها خطوة تاريخية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، مؤكدة ضرورة دعم هذه المبادرة من المجتمع الدولي.

كما أعلن السفير الليبي لدى هولندا زياد دغيم، انضمام بلاده إلى المرافعات القانونية التي ستجرى أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في الدعوى ضد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" بتهم خرق معاهدة الإبادة الجماعية خلال حربها على قطاع غزة.

وقال دغيم، عبر الصفحة الرسمية للسفارة على منصة "اكس": أن السفارة الليبية تواصل التشاور ودعم جنوب إفريقيا بشأن القضية المرفوعة التي ستجرى جلساتها خلال هذا الأسبوع ضد الاحتلال "الإسرائيلي" لدى محكمة العدل الدولية بالتنسيق مع المجموعة العربية في لاهاي.

وعشية بدء محاكمة كيان الاحتلال في محكمة العدل الدولية، قالت وزارة الخارجية التونسية في بيان: إن "تونس لن تنضم لأي دعوى تقدم ضد الكيان المحتل أمام محكمة العدل الدولية لما في ذلك من اعتراف ضمني بهذا الكيان" وتؤكد من جانب آخر "دعمها الثابت للقضية الفلسطينية العادلة"

وقبيل انعقاد أولى جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في الدّعوى التي قدمتها جنوب افريقيا، زعم رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" "بنيامين نتنياهو": إنه ليس لدى كيانه أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين، و"أنّهم يحاربون حماس وليس السكان الفلسطينيين، مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي" بحسب ادعائه.

واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمُعاقَبة عليها، اعتمدت من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 كانون الأول/ ديسمبر عام 1948، وبدأ سريانها في 12 كانون الثاني/ يناير 1951.