توغلت الآليات العسكرية "الإسرائيلية"، مساء الجمعة، بالمنطقة الشمالية الشرقية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بعد مرور يومين على انسحابها من جنوب المدينة،.وأفادت تقارير إخبارية، بأن الآليات العسكرية "الإسرائيلية" وصلت مدخل المدينة من جهة مخيم المغازي (وسط) في المنطقة الشمالية الشرقية، باتت تبعد مئات الأمتار عن مستشفى شهداء الأقصى، الذي يؤوي آلاف الجرحى والنازحين.
ورغم ذلك، يقول محللون عسكريون "إسرائيليون" اليوم بأن "الجيش الإسرائيلي لا يقترب من تحقيق أهداف الحرب التي يشنها على قطاع غزة، بمرور 100 يوم على بدئها"، ويدعي الجيش أن تحقيق أهداف الحرب، "القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى"، يستغرق وقتا، ما يعنى أن نهاية الحرب بالنسبة له لا تظهر في الأفق حالياً.
وذكرت مصادر محلية أن هذا التوغل لجيش الاحتلال أثار حالة ذعر بين السكان والنازحين داخل المستشفى، الذين شرعوا بمغادرتها خوفاً من اقتحامها وقتلهم أو اعتقالهم، كما حصل مع اقتحامات جيش الاحتلال السابقة لعدد من مشافي القطاع.
حياة مئات المصابين والمرضى مهددة مع انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مستشـفى شـــ.ـهــ,داء الأقصى وسط #قطاع_غزة pic.twitter.com/C1pHG6Kc5A
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 12, 2024
ويأتي هذا التوغل، بعد يومين من انسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلية" من المنطقة الجنوبية للمدينة، والفاصلة بينها وبين مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وذلك بعد مرور نحو شهر على التوغل، مخلفاً في تلك المنطقة دماراً واسعاً في الأراضي الزراعية والمنازل والبنى التحتية.
ومنذ صباح اليوم الجمعة، كثف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من قصفه الجوي والمدفعي لمخيمات وسط القطاع، وخاصة المغازي.
عمليات فصائل المقاومة توقع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال
وفي سياق العمليات العسكرية في قطاع غزة، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تمكنوا من استهداف غرفة قيادة للعدو بقذائف هاون من العيار الثقيل شرق مدينة خان يونس.
وأوضحت القسام أن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوة "إسرائيلية" راجلة متمركزة في أحد المنازل، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
كما أعلنت القسام عن استهداف 8 آليات "إسرائيلية"، منها دبابتا ميركافا وجرافة وناقلة جند وتدمير إحداها، وذلك في مناطق بشرق خان يونس جنوبي قطاع غزة وشرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وفي خان يونس أيضاً، تمكن مقاتلو القسام من استهداف قوة "إسرائيلية" خاصة تحصنت في مبنى، بقذيفة "الياسين 105"، واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
فيما أعلنت سرايا القدس قصف تجمع لجنود الاحتلال بقذائف الهاون في محيط بني سهيلا شرق خان يونس.
وقالت السرايا: إن "مقاتليها استهدفوا دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة التاندوم، بمنطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة"، وسيطروا على طائرة "إسرائيلية" من نوع "سكاي لارك" بدون طيار في جباليا أيضاً.
ونشرت سرايا القدس مشاهد من عملية تفجير حقل ألغام بخط إمداد للعدو والقوات المساندة، واستهداف قوة "إسرائيلية" راجلة جنوب وشرق غزة.
كما أعلنت سرايا القدس قصف تجمعات العدو بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60، في محيط مسجد حليمة وسط خان يونس.
وقالت سرايا القدس: إنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال "الإسرائيلي" بالأسلحة الرشاشة في محاور التقدم وسط مدينة خان يونس، واستهدافها جرافة "إسرائيلية" بقذيفة الـ"آر بي جي".
كذلك، أعلنت سرايا القدس وكتائب الأقصى - لواء العامودي أنهما قصفتا، في عملية مشتركة، تحشدات العدو محيط مسجد حليمة وسط خان يونس بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60.
وقالت كتائب شهداء الأقصى: "قصفنا تجمعاً لجنود وآليات العدو بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60 في منطقة المحطة، وسط خان يونس جنوبي قطاع غزة".
من جهتها، قالت كتائب المجاهدين إن مقاتليها قصفوا تجمعات آليات وجنود العدو غرب بيت لاهيا بقذائف الهاون.
وقالت الكتائب: إنها اشتبكت مع آليات وجنود العدو في محور قتال شرق النصيرات، بالأسلحة المناسبة والمتنوعة.
بدورها، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية - قوات الشهيد عمر القاسم، أنها أطلقت قذيفة "آر بي جي" تجاه آلية لجيش الاحتلال على محور شمال شرق النصيرات، وتحقيق إصابة مباشرة فيها.
ارتفاع عدد الجنود والضباط الجرحى "الإسرائيليين" إلى 2511 منذ 7 أكتوبر
بالمقابل، اعترف جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، الجمعة، بإصابة 15 جندياً وضابطاً في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضي.
واستناداً إلى اعترافات الجيش المنشورة على موقعه، ارتفع عدد الجنود والضباط الجرحى منذ بداية الحرب في 7 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، إلى 2511 من أصل 2496 أمس الخميس.
وأشار الجيش إلى أن 386 أصيبوا بجروح خطيرة و661 بجروح متوسطة و1464 بجروح طفيفة، وبذلك يكون 15 جندياً وضابطاً أصيبوا منذ أمس.
وقال جيش الاحتلال: إن من بين هؤلاء 1099 أصيبوا بالمعارك البرية في قطاع غزة ارتفاعاً من 1085 يوم أمس الخميس.
وبذلك يكون 14 أصيبوا بالمعارك البرية منذ الخميس، فيما لم تتضح ظروف إصابة الجندي الأخير.
وبناء على المعطيات ذاتها، فإن 408 جندياً وضابطاً ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات بينهم 42 بحالة خطيرة و259 متوسطة و107 طفيفة.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال ارتفاع عدد الجنود والضباط القتلى منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 520 بينهم 186 منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة يوم 27 من الشهر نفسه.
ونقلت صحيفة "هآرتس" "الإسرائيلية" عن المحلل العسكري "عاموس هرئيل" قوله: إنه بعد مرور 100 يوم تقريباً على الحرب، "واضح أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق الغايات المعلنة للحرب".
وأضاف: أن "احتلال القسم الشمالي من القطاع، وتوسيع العملية العسكرية مؤخرا إلى وسطه وجنوبه، استهدف حماس وتسبب بمعاناة إنسانية متطرفة لسكان القطاع كله، لكن إسرائيل لا تقترب من انتصار حاسم، وفي الظروف الحاصلة ستواجه صعوبة في تحقيقه في المستقبل أيضا. ويصعب إخفاء هذا، أيضا لأن الجيش الإسرائيلي موجود في ذروة تقليص القوات في القطاع، الذي يعبر عن الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب، وهو أمر حاولت الحكومة إخفاءه عن الجمهور".