أكدت منظمة "أكشت أيد الدولية / ActionAid International " أنّ الأوضاع في منطقة رفح جنوب قطاع غزّة، وصلت نقطة الانهيار، حيث يتجمع أكثر من مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية ويصل المزيد منهم كل يوم في ظل استمرار النزوح، فيما ينام مئات الالاف من الفلسطينيين في العراء دو ملابس كافية أو مأوى، مع تحاوز سعة الملاجئ قدرتها الاستيعابية.
وأضاءت المنظمة الدولية في تقرير صدر عنها اليوم السبت 13 كانون الثاني/ يناير، على أوضاع النازحين في رفح، التي يتواجد فيها قرابة المليون و300 ألف نازح بحسب ارقام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، بين نازح وساكن محلّي، واستمرار موجات النزوح.
"أكشن أيد" أوضحت، أنّ 20 شخصاً في رفح يتقاسمون خيمة واحدة، ووصفت يوميات الأهالي بأنها كفاح يومي من أجل العثور على الغذاء والماء، حيث يواجه جميع سكان غزة الآن مستويات أزمة الجوع وخطر المجاعة المتزايد يومًا بعد يوم. حسبما اضافت.
ونقلت المنظمة عن ناشط في مجموعة شبابية فلسطينية تتعاون معها يدعى "عبد" قوله: "نحن نعيش في وضع لا يمكن أن نصفه بالإنساني، لا توجد صحة ولا طعام، ولا توجد ضروريات الحياة الأساسية."
ونبهّت المنظمة في تقريرها، أنّ الأهالي يعانون من شحّ الخيام، حيث لا توجد كميات تستوع القادمين الجدد من وسط قطاع غزّة، وأوضحت أنّه إذا عليك شراء خيمة، فيجب ان يكون لديك 3000 "شيكل" أي ما يعادل 635 جنيهًا إسترلينيًا.
أمّا إذا أراد النازح شراء أي شيء، كطعام الفطور الصباحي أو الغداء أو العشاء، فلا يمكنه شراء سوى وجبة واحدة، وتبلغ تكلفتها الوجبة 50 "شيكلًا" على الأقل، أي ما يعادل 10.58 جنيهًا إسترلينيًا.
لا مكان للمصابين مع انعدام وجود رعاية صحية
أما بالنسبة للوضع الصحي، قالت المنظمة، أنّه لا يوجد مكان للمصابين في رفح، وعلى من أصيب أن يبقى في منزله، لعدم وجود مكان لاستقبال الجرحى على الاطلاق، وأشارت إلى انتشار الأمراض بسرعة كبيرة في منطقة رفح، وهو ما ابلغت عنه منظمة " يونيسيف" خلال أسبوع واحد من شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت، أنّ ما متوسطه 3200 حالة جديدة من حالات الإسهال كل يوم بين الأطفال دون سن الخامسة، مقارنة مع ما سجلته في أسابيع سابقة، حيث كان ما مجموعه 2000 حالة في هذه الفئة العمرية كل شهر.
ولفت التقرير، إلى أنّ الحفاظ على مستويات النظافة يكاد يكون مستحيلاً بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، حيث يضطر مئات الأشخاص إلى استخدام مرحاض أو "دوش" استحمام واحد.
أمّا فيما يخص الكهرباء، أكدت المنظمة انعدامها، ونقلت عن نازحين قولهم، أنهم يستخدمون الطاقة الشمسية أو الخلايا الشمسية للشحن في الأيام العادية، حيث يجب الانتظار ثلاثة أيام حتى يحصل الشخص على شحنة كهربائية، من خلال طوابير، تشبه طوابير المياه العذبة، وطوابير المياه المالحة، وطوابير الطعام، وطوابير الشرب، حيث لكل شيء طابور في رفح، بحسب التقرير.
غمرتنا المياه خلال الليالي التي أمطرت علينا، أطفالنا ليس لديهم أي وسيلة لتدفئتهم، و لا توجد أغطية
ونقلت المنظمة عن إحدى النازحات وتدعى "ليلى" التي نزحت من منزلها وتقيم الآن في خيمة مع أطفالها وعائلتها في أحد مخيمات جنوب غزة، والذي يؤوي 100 ألف فلسطيني، وقالت ليلى: "نحن نعيش في الخيام، لا يوجد أي من ضروريات الحياة التي نعيشها، ونواجه معاناة الماء والطعام والجوع."
وأضافت: "لقد غمرتنا المياه خلال الليالي التي أمطرت علينا، أطفالنا ليس لديهم أي وسيلة لتدفئتهم. لا توجد أغطية، ووالدتنا مريضة بالربو، وهي أيضًا مصابة بحادث سير أثناء الحرب، وأختي أيضًا على وشك الولادة، وليس لدينا بطانيات أو أشياء لتدفئتها أو لتدفئة أطفالنا بها".
نازحة أخرى، تدعى "أميرة" وثقت المنظمة حالتها، وكانت قد نزحت من منزلها في الشمال وتعيش حاليًا في خيمة مع أطفالها الأربعة، أصغرهم يبلغ من العمر عامًا ونصف، في خان يونس، بينما لا يزال زوجها في الشمال.
وقالت أميرة: "الحمد لله وجدنا ما يسمى بـ "المأوى"، لكن بصراحة بالنسبة لي ولأطفالي وعائلتي، فهو ليس مأوى، فهنا أعاني من البرد لأننا لا نجد انا وأطفالي ما يكفي من الأغطية، ونعاني كثيرًا عندما نريد الذهاب إلى الحمام."
وأضافت أميرة: "نقف في الطابور لفترة طويلة والحمامات بعيدة، لقد عانينا من التهاب المعدة والأمعاء أكثر من مرة، أطفالي كلهم أصيبوا بالمرض على التوالي وتعافوا مرة أخرى، ليس لدي مأوى، ولا أملك دخلاً أو مالاً أصرفه أو أشتري به أي شيء"
وأكدت " أكشن أيد" أنّ مستوى المساعدات الذي يدخل قطاع غزة، غير كافية على الاطلاق في ظل مستوى الاحتياجات الذي وصفته بـ " المذهل"، وأوضحت أنّه لا يدخل حاليًا سوى حوالي 100 شاحنة تحمل المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات يوميًا في المتوسط.
وقالت منسقة المناصرة والاتصالات في منظمة "أكشن إيد فلسطين" ريهام الجعفري: إنّ الظروف التي يواجهها الناس في رفح لا تصدق، حيث تنهار البنية التحتية تحت ضغط تلبية احتياجات السكان بما يقرب من أربعة أضعاف طاقتها المعتادة، وتتدفق المساعدات بوتيرة بطيئة مؤلمة."
وأضافت: "لقد سمعنا قصصًا بائسة عن 20 فردًا من أفراد الأسرة الذين اضطروا للتكدس في خيمة واحدة، واضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات لاستخدام المرحاض، والآباء يفوتون وجبة تلو الأخرى حتى يتمكنوا على الأقل من إعطاء أطفالهم شيئًا ليأكلوه."
وأكدت المنظمة، أنّ الأوضاع في رفح تزداد سوءاً مع اضطرار المزيد من الأشخاص من المنطقة الوسطى ومناطق أخرى في جنوب غزة عل النزوح مع تكثيف الغارات الجوية. وأكدت على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري والدائم، باعتباره الحل الوحيد الذي سيوقف ارتفاع عدد القتلى ويسمح بدخول ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة وتقديم بعض الراحة لأولئك الذين يكافحون من أجل البقاء في رفح وأماكن أخرى. بحسب التقرير.
يأتي ذلكن في ظل استمرار الاحتلال قصفه الأحياء المدنية في المنطقة الوسطى لقطاع غزّة، واستمرار النزوح باتجاه مناطق الجنوب، في وقت أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع السبت، أنّ الاحتلال يستهدف العائلات اثناء نزوحها، كما يقصف المناطق التي ادعى انها آمنة وطلب من الأهالي التوجه اليها في جنوب القطاع.
وارتكب الاحتلال خلال الساعات الـ 24 الفائتة 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 135 شهيد و312 إصابة، معظمهم من المنطقة الوسطى.
وأعلنت وزارة الصحة، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في القطاع إلى 23843 شهيد و60317 اصابة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت، ولفتت إلى أنّ واحد من بين كل 20 فلسطينياً من أبناء قطاع غزّة، إمّا شهيداً او مصاباً او مفقوداً.