كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" وفق تقديراتها، أنّ 17 ألف طفل فقدوا عائلاتهم، أو انفصلوا عنها في قطاع غزّة، خلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة، في حين يحتاج كافة أطفال القطاع إلى رعاية في مجال الصحّة النفسية.
وقال مدير الاتصالات بمكتب "يونيسيف" في فلسطين المحتلّة "جواناثان كريكيس" في تصريحات صحفية له الجمعة 2 شباط/ فبراير: إنّ ثلث الأطفال في غزّة قبيل تصاعد العنف كانوا بحاجة إلى دعم نفسي في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع.
وأكّد كريكس ازدياد الحاجات لخدمات الصحّة النفسية والعقلية والدعم النفسي، ولفت إلى أنّ أطفال القطاع تظهر عليهم أعراض مثل "مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، ولا يستطيعون النوم، أو يمرون بنوبات اهتياج عاطفي، أو يفزعون في كل مرة يسمعون فيها صوت القصف".
وأشارت كذلك، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل، في تغريدة لها على منصة "X" إلى ضرورة عدم التخلي عن أطفال غزة، وقالت: "وضع الأطفال في غزة يزداد قتامة يوماً بعد يوم"، وأضافت: "لا يمكن للعالم أن يتخلى عنهم".
هذه الطفلة نجت بأعجوبة بعدما بقيت تحت ركام عمارة مكونة من 4 طوابق لثلاثة أيام متتالية في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة فيما أسفر القصف "الإسرائيلي" الذي دمر العمارة إلى استشــهاد كل أفراد عائلتها#غزة_تحت_القصف #غزة_تُباد #GazaUnderAttack #GazaGenocide pic.twitter.com/PiRpS6oDHJ
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 31, 2024
وذكّرت راسل ببيان وكالات الأمم المتحدة عبر إعادة مشاركته، والذي حذّر من تداعيات وقف تمويل وكالة "أونروا" المعنية بإغاثة اللاجئين الفلسطينيين من قبل 18 دولة على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أن بيان الوكالات الأممية شدد على "أن سحب الأموال من الأونروا أمر محفوف بالمخاطر، وسيؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في غزة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية بعيدة المدى وحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي جميع أنحاء المنطقة".
وكانت جهات حقوقية، قد أضاءت على حجم تأثير الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزّة، منذ الأسابيع الأولى للحرب، وقدّر المرصد " الأورو متوسطي" لحقوق الإنسان، أنّ نصف مليون طفل في قطاع غزّة، باتوا ضحايا مباشرين للحرب، سواء شهداء أو مصابين أو مفقودين أو أيتام ومشردين، ومتضررين نفسياً.
ورصد المرصد واقع الأطفال حتّى منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، أي بعد مرور 38 يوماً على حرب الإبادة "الإسرائيلية"، وقدّر في تقريره أنّ حوالي 17 إلى 18 ألف طفل فلسطيني فقدوا أحد والديهم أو كليهما، ما أدى إلى عدم توفر الدعم العاطفي والمالي لهم، وبالإضافة إلى ذلك، تعرض أكثر من 450 ألف طفل لأضرار جسيمة، أو دُمِّرَت منازلهم.
وتأتي مؤشرات ارتفاع مخاطر الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزّة على الأطفال، في وقت يواصل الاحتلال حربه الإبادية لليوم 119 على التوالي، مخلفاً 27131 شهيدا و66287 جريحاً منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
أطفال فلسطينيون ينتظرون دورهم للحصول على طعام في دير البلح وسط قطاع #غزة بينما الفلسطينيون على شفا مجاعة وشيكة وسط وجنوبي القطاع ويعانون منها فعلاً في شماله#تجويع_غزة #غزة_الآن #GazaStarving pic.twitter.com/5cf97Uc5Ke
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) January 25, 2024