بدأ النازحون إلى مستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بمغادرة المستشفى ظهر اليوم الاثنين 5 شباط/ فبراير، بعد أوامر صدرت من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بإخلاء حي الأمل ومبنى المستشفى، باتجاه الجنوب، وذلك بعد أسبوعين من الحصار المشدد الذي فرضه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على أكثر من 7 آلاف نازح داخل المبنى غالبيتهم من النساء والأطفال.
وحاصر جيش الاحتلال مبنى مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومقر الجمعية الرئيسي في خان يونس لمدّة 15 يوماً، ومنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية والوقود للمستشفى وكذلك الأدوية وحليب الأطفال ومستلزماتهم، ما هدد حياة المئات بالموت المحتّم.
وبدأت مئات الأسر بمغادرة المستشفى باتجاه جنوب القطاع، بعد أنّ استدعى جيش الاحتلال عضو المكتب التنفيذي للجمعية والمدير العام للمستشفى الدكتور حيدر القدرة، إضافة الى المدير الإداري للمستشفى ماهر عطا الله، لغرض تنسيق ممر آمن لخروج المدنيين، إلّا أنّ الاحتلال احتجزهما واقتادهما إلى جهة غير معلومة.
وناشدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كافة المنظمات المعنية بالتدخل للكشف عن مصير الدكتور القدرة، والمدير الإداري عطا الله، مشيرةً إلى أنّ الاعتقال جاء عقب إبلاغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعية "بموافقة الاحتلال على توفير ممر آمن للسماح بخروج النازحين من مستشفى الأمل ومقر الجمعية باتجاه منطقة مواصي خان يونس".
وتأتي عملية حصار المستشفى وتهجير النازحين فيها، في سياق استهداف بدأه الاحتلال للمستشفيات المتبقية جنوبي قطاع غزة، ولا سيما مستشفيي الأمل وناصر، وهما المستشفيان الوحيدان اللذان يقدمان بعضاً من الخدمات الصحية في خان يونس، فيما يواصل حصار مجمع ناصر الطبي الذي يؤوي آلاف العائلات النازحة، فضلاً عن 170 من الكوادر الطبية، ومئات الجرحى والمرضى.
استهداف شاحنة إغاثة متجهة إلى الشمال
وعلى صعيد مرتبط بعمليات الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال، استهدفت زوارق الاحتلال الحربية، شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، كانت متوجهة الى مناطق شمال القطاع، ما أدّى الى تضررها، دون وقوع إصابات بشرية.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في منشور لها: إنّ الشاحنة كانت تحمل مساعدات غذائية ومتوجهة إلى الشمال، وتم استهدافها بنيران البحرية "الإسرائيلية" دون وقوع إصابات.
ويمنع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قوافل المساعدات من الوصول إلى مناطق شمال قطاع غزة، في وقت حذّرت فيه وكالة "أونروا" ووكالات أممية عدة من مجاعة وشيكة وشاملة في مناطق شمال القطاع، جراء شحّ الغذاء.
ويتعمد الاحتلال، عزل مناطق شمال القطاع إنسانياً، من خلال منع قوافل المساعدات، وأكّدت وكالة "أونروا" منتصف كانون الثاني/ يناير الفائت، أنّ رفض وصول المساعدات إلى مناطق شمال قطاع غزة، وانقطاع الاتصالات، تعيق قدرة الوكالة على تقديم المساعدات بأمان وفاعلية.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" قد أكد أن عدد البعثات الإغاثية لا يلبي الاحتياجات حتّى ضمن حدها الأدنى، في ظل ارتفاع معدلات الرفض "الإسرائيلي" إدخال البعثات الإغاثية الى قطاع غزة، منذ بداية العام الجاري، وخصوصاً إلى شمالي القطاع.