يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة على قطاع غزة لليوم 127 على التوالي، مكثفاً قصفه لمنطقة رفح جنوبي القطاع، وسط تحضيرات لجيش الاحتلال لاجتياح المنطقة المكتظّة بأكثر من مليون و400 ألف نازح فلسطيني، في ظل تحذيرات محليّة ودولية من مجازر وحمام دم، بحدوث "كارثة ومجزرة عالمية".

وشنّ طيران الاحتلال " الإسرائيلي" منذ منتصف ليل أمس الجمعة/ فجر السبت سلسلة غارات طالت منازل مدنية في مدينة رفح، أدّت إلى ارتقاء 25 شهيداً فضلاً عن عشرات الجرحى، حسبما أفادت مصادر طبيّة.

ونقلت مصادر صحفيّة، أنّ جيش الاحتلال كثّف قصفه لرفح جواً ومن الزوارق الحربية، وطال عدّة نقاط على ساحل مدينة رفح، فيما استهدف الاحتلال بشكل مباشر منزلاً يعود لعائلة نصر ارتقى فيه 11 شهيداً، إضافة إلى منزل آخر في حي الجنينة شرقي المدينة.

مجزرة عالمية ستحدث في رفح

المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، حذّر في تصريحات صحفية صباح السبت 10 شباط/ فبراير، من نوايا الاحتلال المعلنة، لاجتياح مدينة رفح التي تعجّ بمليون و400 ألف نازح، والذي ينذر بحدوث كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى.

وطالب المكتب، مجلس الأمن الدولي بالانعقاد الفوري والعاجل واتخاذ قرار يضمن إلزام الاحتلال "الإسرائيلي" بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة ووقف تهديدات الاحتلال المستمرة ضد رفح، وكذلك وقف القتل المتعمد ضد عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.

وحمّل المكتب، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة "عن الكارثة والمجزرة العالمية التي يُلوّح بارتكابها الاحتلال والتي قد تقع في أي وقت بالتزامن مع ارتكابه آلاف المجازر في محافظات قطاع غزة على مدار حرب الإبادة الجماعية" حسبما جاء في التصريح.

من جهتها، نبهت بلدية رفح في تصريحات إعلامية لرئيسها صباح السبت، من أنّ مدينة رفح، بصدد مواجهة مجاعة وحالة عطش كبيرة نتيجة نقص الإمدادات، وأكدت أنّ أي عمل عسكري سيؤدي إلى مجزرة وحمام دم.

وأشارت البلدية، إلى أنّ المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح لا تكفي إلا 10% من سكان المدينة  بصدد مواجهة مجاعة وحالة عطش كبيرة نتيجة نقص الإمدادات.

"هيومن راتس واتس": خطط "إسرائيل" اخلاء رفح كارثة وغير قانونية

وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بمراقبة حقوق الانسان، من خطط الاحتلال "الإسرائيلي" من عمليات اخلاء قسري للسكان من رفح وصفتها بالكارثية وغير القانونية. وأكدت أنّ القانون الإنساني الدولي يحظر تهجير المدنيين قسراً إلا عندما يكون ذلك ضروريا بشكل مؤقت لأمنهم أو لأسباب عسكرية قاهرة.

 وحذرت المنظمة "أثناء الأعمال القتالية في غزة من تزايد خطورة التهجير القسري، وهو جريمة حرب. لا يُعفي أي تهجير قسري بحق السكان القوات الإسرائيلية من مسؤوليتها عن اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية السكان المدنيين".

كما أكدت، أنّ المدنيين الذين لا يُخلون بعد التحذيرات، يستمرون بالتمتع بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي. وأضافت "قد لا يتمكن العديد من المدنيين من الاستجابة لتحذيرات الإخلاء بسبب حالة صحية، أو الإعاقة، أو الخوف، أو عدم وجود أي مكان آخر يلجؤون إليه".

وقالت نادية هاردمان، باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في "هيومن راتس ووتش": إنّ "إجبار أكثر من مليون نازح فلسطيني في رفح على الإخلاء مجدداً، بلا مكان آمن يأوون إليه، غير قانوني وستكون له عواقب كارثية، لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في غزة، على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المزيد من الفظائع".

"أونروا": الوضع الإنساني في رفح ميؤوس منه

تحذيرات الجهات المحليّة، طابقتها أخرى أممية صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وعدّة جهات أممية، وقال المفوض العام للوكالة "فيليب لازاريني": إنّ "أي عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة على رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، قد تجلب المزيد من الدمار للسكان المدنيين".

ووصف لازاريني في حديث لصحفيين في القدس المحتلّة، الوضع الإنساني في رفح بـ " الميؤوس منه بشكل متزايد" مؤكّداً أنّ "أي عملية عسكرية واسعة النطاق بين السكان لن تؤدي إلا إلى مزيد من المأساة."

وأشار "لازاريني" إلى غارات شنها طيران الاحتلال "الإسرائيلي" قرب مقر وكالة "أونروا" الخميس الفائت، "ما أدى إلى مزيد من التوتر والخوف لدى المدنيين"، وأعرب عن مخاوفه على سير عمل الوكالة قائلاً: "لا أعلم إلى متى سنكون قادرين على العمل في مثل هذه الأجواء العالية المخاطر".

يأتي ذلك، في وقت يواصل فيه الاحتلال "الإسرائيلي" استهدافه لكافة مناطق قطاع غزة، واستهدف صباحاً بنيران المدفعية، المناطق الشرقية لجباليا شمالي القطاع، كما استهدفت الزوارق الحربية منطقة دير البلح، ما ادّى إلى استشهاد صيّاد فلسطيني وإصابة آخر.

وواصل جيش الاحتلال، استهداف مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع، وسجّل ارتقاء شهيد في محيط المجمّع برصاص قناصة، فيما استهدف الاحتلال الطوابق العلوية للمجمع بالقذائف والرصاص.

وشدد الاحتلال حصاره للمجمع الذي يؤوي آلالاف النازحين فضلاً عن الكوادر الطبيّة، وحاصرت الدبابات مدخل المستشفى الشمالي، وكثفت انتشارها على الطريق العام المحاذية للمستشفى.

 

وفي الاحياء الغربية لمدينة غزة، انتشل الأهالي جثامين عدد من الشهداء، عقب انسحاب دبابات الاحتلال من منطقة مفترق الصناعة وحي الجامعات، حيث عثر على عشرات الجثامين الملقاة على الأرض في مركز إيواء للنازحين.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد