بدأت أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثانية بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم، السبت، بتنظيم من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية ويستمر على مدار 3 أيام، بمشاركة عدد من الباحثين والمتخصصين والسياسيين في الوطن العربي والعالم.

ويشارك باحثون وسياسيون في المؤتمر بمحاضرات وندوات بعدما قدموا أوراقهم البحثية التي تشمل عدداً واسعاً من الموضوعات المهمة المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، مثل: تاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، وفلسطين في العلاقات العربية وفي العلاقات الدولية، وغيرها من الجوانب المهمة في تحليل القضية، مثل الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد، وفقًا للمركز العربي.

واكتسب المنتدى في دورته الأولى العام الماضي سمعة جيدة لجهة رفده بإنتاجات هامة في البحث العلمي بشأن فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها، وسيقدم في دورته هذا العام

نحو 70 ورقة علمية محكّمة، اختيرت من ضمن 520 طلبًا للمشاركة (قُبل منها 200 مقترح) تُعرض في جلساتٍ متخصّصة توزّع في مسارات متوازية، إضافةً إلى عدد من الندوات العامّة.

وجاء في الإعلان عن المنتدى أنه ينعقد هذا العام في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، وقد كُرّست الندوات العامة فيه لتناول الأبعاد المختلفة للعدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

طرح العدوان على غزة تحديات جديدة على مستوى القضية الفلسطينية

وبدأت أعمال برنامج المنتدى بكلمة افتتاحية، من رئيس مجلس أمناء معهد الدراسات الفلسطينية، د.طارق متري، وتلاها محاضرة افتتاحية قدمها المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات د.عزمي بشارة.

وقال د.بشارة في المحاضرة: إن "تعقيد قضية فلسطين يعود لتداخلها مع قضايا المسألة اليهودية في الغرب، والمسألة العربية في الشرق"، مشيرا إلى أن "استمرارها هذه المدة الطويلة دون حلّ أدّى إلى تداخلها مع قضايا إقليمية ودولية يصعب حصرها، وقد طرح العدوان على غزة تحديات جديدة على مستوى القضية الفلسطينية كلّها، وأيضا على صعيد العلاقات الدولية والإقليمية والأبعاد الثقافية والسياسية والقانونية التي تتداخل معها".

وأضاف:أن "الحرب كشفت على نحو أوضح من أي وقت مضى الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية، ليس فقط للعلاقة بين الحركة الصهيونية والشعب الفلسطيني، بل لطابع دولة إسرائيل ذاتها"، موضحا أن "المجتمع الإسرائيلي تصرّف مثل قبيلة موحّدة كما في كلّ الأزمات الكبرى، بحيث تشدّه عصبية تنبذ أي رأي مخالف، وطغت غريزة الانتقام على تفكيره".

صار جلياً أن تهجير أهل غزة غير مستطاع

بدوره، قال د.متري: إن الضغوط المعنوية والسياسية لا تزال قاصرة في وضع حدّ للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفرض وقف لإطلاق النار، مشيرا إلى أن التدمير يهدف إلى جعل قطاع غزة غير قابل للعيش.

وأضاف: "صار جلياً أن تهجير أهل غزة غير مستطاع، رغم كلّ ما حلّ بهم، وذلك بسبب إصرارهم على البقاء في أرضهم"، مشيراً إلى تزامن العنف الواسع ومنقطع النظير في غزة مع تعرّض فلسطينيي الضفة الغربية لاعتداءات متصاعدة من قبل المستوطنين الذين يحظون بدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية".

وعبّر بأن الاهتمام بلون من التطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل" يشكل أولوية عند الولايات المتحدة أكثر من وقف الحرب، ومن العمل الجاد من أجل "حل الدولتين" الذي يتحدثون عنه.

جلسات تتضمن مسارات حول قضايا تتعلق بفلسطين

وبعد الكلمة والمحاضرة الافتتاحية، عقدت الجلسة الأولى والتي توزعت على 4 مسارات، ومنها المسار الأول والتي كانت تحت عنوان: "فلسطين وحركات التضامن العربية"، وترأس الجلسة، محمد حمشي، وتحدث خلالها كل من عمر إحرشان عن حركات التضامن مع فلسطين (دراسة حالة المغرب) ومن ثم أحمد صاري وتحدث عن القضية الفلسطينية بين الموقف الشعبي والخطاب الرسمي الجزائري في مقاربة تاريخية، ومن ثم تحدث مصطفى بوصبوعة عن دعم القضية الفلسطينية في الجزائر تحت عنوان (مجتمع التهميش وسرديات النضال).

في المسار الثاني، والذي كان تحت عنوان: "فلسطين في السياق الدولي"، تحدث "إيلان بابيه" عن السلطة والمال والأخلاق، اللوبي المؤيد للصهيونية على ضفتي الأطلسي، تلاه "ماندي تيريز" والذي تحدث عن "الصراع" الإسرائيلي الفلسطيني في المملكة المتحدة، وفهم صراعات الهيمنة ومكافحتها" ومن ثم "يان بوصة" والذي تحدث عن الدبلوماسية الفلسطينية وصناعة النظام الدولي، وتأثير دبلوماسية الدول المتنازع عليها في السياسة الدولية.

وحمل المسار الثالث عنوان "في حق العودة الفلسطيني"، وتحدث فيها عبد الحميد صيام عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومحاولات الالتفاف عليه، ومن ثم تحدث ناصر ثابت عن إنكار حق اللاجئين في العودة جريمة ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومن ثم تحدثت نورس المناصرة عن، قرية وادي فوكين المهجرة في الفترة بين 1953- 1972، كنموذج مقترح لتحقيق العودة في ظل استعمار استيطاني.

أما المسار الرابع، جاء تحت عنوان "استعادة الأرشيف المسروق" وتم عرض سلسلة جرائم السرقة "الإسرائيلية" للأرشيف والمخطوطات والآثار الفلسطينية منذ حقبة الاستعمار البريطاني، ونقاس وضع منهجية جديدة لاستكشاف الصور والأفلام الناجية من النهب الاستعماري، وكيفية الاستفادة من أرشيف دائرة الآثار الفلسطينية في حقبة الانتداب البريطاني ومجالات استخدامه في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر

وتصمنت الجلسة الثانية 4 مسارات، حيث حمل المسار الأول عنوان: "رؤى من خلال سجلات الأرشيف" وتم الحديث في إحدى محاضراتها عن محو التاريخ ومجزرة الطنطورة، وحمل المسار الثاني عنوان "الاستيطان في الضفة الغربية" وتحدث المحاضرون في المسار الثالث عن "القدس: سياسات المحو والمقاومة"، فيما جاء المسار الرابع تحت عنوان: "نظام الأبرتهايد والهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية"