شيّع أهالي بلدة بيت أمر شمالي الخليل، اليوم الخميس، جثمان الشهيد الفتى نيهل زياد بريغيث (17 عاما) الذي ارتقى أمس الأربعاء متأثرا بإصابته في الرأس برصاص جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خلال اقتحامها البلدة.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار قوات الاحتلال بحملات الاقتحام والاعتقالات لمدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة بشكل مكثف منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث ارتفعت حصيلة حملات الاعتقال إلى نحو (7040) معتقلاً، بعد اعتقال الاحتلال نحو (20) فلسطينياً منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الخميس.
وفي بلدة بيت أمر بالخليل توجه موكب تشييع الفتى بريغيث من المستشفى الأهلي في الخليل إلى منزل عائلته في البلدة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته وأصدقائه، قبل نقله إلى المسجد الكبير في وسط البلدة، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليه قبل مواراته الثرى في مقبرة الشهداء.
ورفع المشاركون في التشييع العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام القوى الفلسطينية، ورددوا الشعارات الوطنية والهتافات المنددة بالاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، فيما عمَّ الإضراب الشامل كل نواحي الحياة في البلدة، تلبية لدعوة من القوى الوطنية حداداً على روح الشهيد بريغيث.
ونعت وزارة التربية والتعليم برام الله الطالب بريغيث أحد طلاب الصف الحادي عشر "أدبي" في مدرسة ذكور بيت أمر الثانوية بعد ارتقائه برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة لحظة انتهاء الدوام المدرسي، وخروج الطلاب باتجاه منازلهم أمس الأربعاء.
وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام باتجاههم بكثافة، ما أدى إلى استشهاد الطالب بريغيث وإصابة 10 آخرين من الطلبة والأهالي بالرصاص الحي، منهم اثنان بجروح خطيرة، عدا عن إصابة العشرات بحالات الاختناق.
الاحتلال يواصل حملات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية
وأصيب في ساعات متأخرة من ليل أمس عدد من الفلسطينيين برضوض، جراء اقتحام جيش الاحتلال "الاسرائيلي" ومجموعة من المستوطنين المسلحين، قرية المجاز في مسافر يطا جنوب الخليل.
وذكرت مصادر محلية أن قوات من جيش الاحتلال ترافقها مجموعة مسلحة من المستعمرين، اقتحمت قرية المجاز بمسافر يطا، واعتدت بالضرب على الأهالي، ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض، وذلك عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
كما اقتحمت مجموعة من المستوطنين مسجد القرية، وكسرت أبواب ونوافذ المسجد كما أتلفت محتوياته بالكامل ومزقت المصاحف، وصرخت عبر مكبرات الصوت الخاصة به، وتهديد الأهالي وشتمهم بألفاظ وعبارات نابية.
يأتي ذلك تزامناً مع استمرار قوات الاحتلال باقتحام مدن ومخيمات الضفة الغربية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عين الماء بنابلس، وشعفاط بالقدس المحتلة، وكذلك مدن رام الله وطولكرم، وبيت لحم، ونابلس، وجنين، وشنت حملات دهم أسفرت عن اعتقال نحو 20 فلسطينياً على الأقل.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم عين بيت الماء غرب نابلس اليوم الخميس، كما داهمت أحياء عدة في المدينة، واعتقلت فلسطينيين اثنين من المخيم.
وداهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل في المخيم وفتشتها، واعتقلت كلاً من: الأسير المحرر وسيم شاهين، ومحمد يحيى أنيس يحيى، بعد تفتيش منزليهما.
كما اقتحم الاحتلال بلدة علار شمال طولكرم، وشنت قواته حملة دهم للمنازل وتفتيش واسع ما أسفر عن اعتقال 4 فلسطينيين وفق ما ذكرت مصادر محلية.
وبحسب المصادر اعتقل الاحتلال من البلدة الشاب مهدي حسن الخطيب، ويامن قشوع، وأحمد مأمون، والأسير المحرر نظير محمد نصار (53 عاما)، بعد مداهمة منازلهم، وتفتيشها.
واقتحمت قوات الاحتلال معززة بعدد من الآليات مدينة طولكرم من محورها الغربي، وتمركزت قرب دوار إكتابا وقرب ضاحية شويكة، كما داهمت عدة منشآت، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة.
وأطلقت قوات الاحتلال النار عشوائياً صوب مركبات الأهالي شمال المدينة وبالقرب من ضاحية شويكة، فيما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في عدة مناطق بالمدينة.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال احتجزت الفلسطيني سائد الغانم لعدة ساعات عقب مداهمة منزله وتفتيشه، كما داهم جنود الاحتلال ملاهي "الميغا لاند" واستولوا على تسجيلات كاميرات مراقبة، كما داهموا محلاً تجارياً في مجمع وزارة الزراعة بالمدينة.
وارتفعت حصيلة حملات الاعتقال في مدن ومخيمات الضفة إلى نحو 7040 حالة اعتقال، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وفق بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير.
وأشارت الهيئة ونادي الأسير إلى اعتقال قوات الاحتلال نحو 20 فلسطينياً منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الخميس على الأقل، بينهم طفل، وأسرى سابقون. وذكرت أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات: طولكرم، وبيت لحم، والخليل، ونابلس، وجنين، والقدس، حيث رافقتها عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الأهالي.
وأكدت في بيان صحفي اليوم الخميس، أن حصيلة الاعتقالات هذه تشمل من تم اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتُجزوا كرهائن، ومن أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن أفرج عنهم لاحقًاً.
يذكر أن الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلين من قطاع غزة بعد مرور 132 يوماً من العدوان والإبادة الجماعية، ويرفض تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدولية والفلسطينية المختصة بأي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتى اليوم، بمن فيهم من استشهد خلال الاحتجاز.