يهدد الموت الوشيك 110 مرضى يرقدون في مجمع ناصر الطبي تزدد حالاتهم المرضية تدهوراً، جراء مماطلة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في إخلائهم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، بعد وفاة 8 مرضى جراء إيقاف الاحتلال عمل المولد الكهربائي وتوقف الأوكسجين عن المرضى.
استمرار تحويل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية جعل منه مكاناً للموت، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي طالبت في تصريحات لها اليوم الأربعاء 21 شباط/ فبراير، المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال من أجل إخراج جثامين الشهداء من المجمع، بعد أن منع الاحتلال إخراجها للدفن، حيث ما تزال جثامينهم على أسرّة غرف العناية المركزة، وبدت تظهر عليها أعراض الانتفاخ.
وتمكنت الفرق الطبية من إخراج 45 مريضاَ من المستشفى الذي خرج عن الخدمة بشكل تام، ولم يعد يقدّم أيّاً من الخدمات الاستشفائية، كما نقلت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني 21 جريحاً إلى مستشفى الهيئة الطبية الدولي الميداني والمستشفى الإندونيسي الميداني في رفح جنوبي القطاع.
الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أكّد أنّ الوضع في مجمع ناصر الطبي لا يُحتمل ويشكل خطراً حقيقياً على حياة الطواقم الطبية والمرضى، وسط عجز تام للكوادر الطبية عن تقديم الرعاية للمرضى، لعدم توفر الأوكسجين والمستلزمات الطبيّة، فضلاً عن المياه والغذاء.
ونبّهت الوزارة، إلى أنّ تكدس أطنان من النفايات الطبية وغير الطبية في أقسام وساحات مجمع ناصر الطبي، سيؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، فيما أغرقت مياه الصرف الصحي قسمي الطوارئ والأشعة في المجمّع، ما جعلها مبعثاً للأمراض.
وطالبت الوزارة، المؤسسات الدولية "بمزيد من الضغط على الاحتلال لوقف عسكرة المجمع ، وتوفير الاحتياجات العلاجية والإنسانية العاجلة والإفراج عن الطواقم والمرضى المحتجزين لديه منذ 4 أيام دون مبرر".
وكان الاحتلال قد عرقل يوم أمس الثلاثاء، 8 محاولات إدخال مستلزمات طبيّة وأدوية إلى مجمع ناصر الطبي، جرت بالتنسيق مع الصليب الأحمر ومنظمات دولية، حسبما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وكان جيش الاحتلال "الاسرائيلي" قد اقتحم مجمع ناصر الطبي في خان يونس، فجر الخميس 15 شباط/ فبراير الجاري، واستهدف قسم الإسعاف وخيام النازحين، وأجبر إدارة المجمع على إبقاء مرضى العناية المركزة دون طواقم طبية، بعد أن طرد النازحين، وهجرهم بشكل قسري تحت القصف والتهديد.
وحولت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية، بعد اقتحامه وهدم سوره الجنوبي لإدخال الدبابات ومحاصرته، ونشرت القناصة على الأسطح المحيطة بالمجمع وفوق أبنيته، ومنعت حركة الدخول والخروج من المجمع وإدخال سيارات المساعدات والمستلزمات الطبيّة، واعتقلت عدداً من الكوادر الطبية للمستشفى.