تمارس سلطات السجون "الإسرائيلية" سياسة تجويع متعمدة تجاه الأسرى الفلسطينيين في سجونها، من خلال تقليل كميات الطعام المقدمة للأسرى، ما أدى إلى فقدان كل أسير كيلوغرامات كبيرة من وزنه، فضلاً عن رداءة نوعيات الطعام وتلوثها، حسبما بينت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.
وحذرت الهيئة في بيان لها اليوم الخميس 22 شباط/ فبراير، من سياسة الاحتلال تجاه الأسرى والأسيرات، والتي سيكون لها تداعيات على حياتهم وأجسادهم، وأوضحت الهيئة استنادا لزيارات محامييها خلال الأيام الماضية لعدد من الأسرى في العديد من السجون والمعتقلات، أن متوسط ما خسره كل أسير يتراوح ما بين ١٥-٢٥ كيلو غرام للأسير الواحد.
وأكدت الهيئة، أنّ ذلك ناتج عن سياسية متبعة، سيكون لها تداعيات خطيرة على الأسرى، حيث أنّ تقليل كميات الطعام المقدمة للأسرى والأسيرات باتت أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب، فضلاً عن سوء نوعيته وطريقة تحضيره وتعمد تلويثه، ما سيجعل من أجسادهم فريسة سهلة للفيروسات والمرض.
ونبّهت الهيئة، من أنّ الأسرى سيجدون أنفسهم أمام وضع صحي معقد في القريب العاجل، وأشارت إلى أن ذلك بدأ يظهر فعلياً، "حيث تضاعف عدد الأسرى المرضى بشكل ملحوظ، وأصبح الجوع من وسائل العقاب اليومي المستمرة منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم".
وتتزامن سياسة التجويع المتعمدة، مع استمرار حرمان الأسرى والأسيرات المرضى من الأدوية والعلاج، في ظل تبعات فصل الشتاء القاسي هذا العام وتأثيراته السلبية الإضافية.
ونقل محامو الهيئة، عقب زياراتهم للأسرى، أنّ إدارة السجون تعتمد سياسية لا أخلاقية ولا إنسانية، مع الأسرى والأسيرات، وتتعمد استهداف إنسانية الأسير الفلسطيني ومحتواه الداخلي ومحاربة صمودهم، وذلك عبر إهانتهم وإذلالهم.
ونقلت الهيئة، أنّه "خلال الأيام القليلة الماضية تعمدت إدارة السجون على إجبار الأسرى بالركوع على الأرض وإنزال رؤوسهم باتجاه الأرض، وسبهم وشتمهم واستفزازهم وابتزازهم، والاحتكاك بهم وضربهم، وهناك تركيز كبير على الإهانة اللفظية والنفسية، وسب الأمهات والأخوات والذات الإلهية".
وطالبت الهيئة بوقف هذه الممارسات التي وصفتها بالمهزلة، ووقف هذا التفرد بأسرانا وأسيراتنا، والتدخل لإجبار دولة الاحتلال على الالتزام بالقوانين الدولية في التعامل معهم على أساس أنهم أسرى حركات تحرر، تنطبق عليهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وصعّد الاحتلال "الإسرائيلي" ممارساته بحق الأسرى في السجون، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت بالتوازي مع حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزّة، وأدت سياسة الاحتلال إلى استشهاد 9 أسرى آخرهم الأسير المقعد خالد شاويس، فيما تضع مؤسسات الأسرى جرائم قتل الأسرى، في إطار عمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بحق الأسرى في سجونه، وبالتوازي مع حرب الإبادة التي يشنها على أهالي القطاع.