مسؤولون أمميون: العملية "الإسرائيلية" برفح ستكون ضربة قاضية للاستجابة الإنسانية

الخميس 22 فبراير 2024

حذر مسؤولون في 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة من أن أي تصعيد للعمليات العسكرية تجاه منطقة رفح جنوبي قطاع غزّة المكتظّة بالسكان، من شأنه ان يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، جنوبي قطاع غزّة، وستكون بمثابة ضربة قاضية للجهود الإنسانية التي تعاني بالفعل.

جاء ذلك في بيان صدر الأربعاء 21 شباط/ فبراير، عن "اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات" باعتبارها أعلى منصة للتنسيق الإنساني في منظومة الأمم المتحدة.

ونبّه المسؤولون الأمميون، من أنّ منطقة رفح، "باتت الوجهة الأخيرة لأكثر من مليون نازح وجائع ومصاب بصدمات نفسية، محشورين في قطعة صغيرة من الأرض، تحولت إلى ساحة معركة أخرى في هذا الصراع الوحشي".

وأوضح بيان اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، صعوبة الأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث أجبر أكثر من ثلاثة أرباع السكان على ترك منازلهم مرات عديدة، ويواجهون نقصاً في الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، كالغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية.

فيما يواصل النظام الصحي بالتدهور بشكل منهجي، مرتباً عواقب كارثية، حيث إن 12 مستشفى فقط من أصل 36 ما زالوا على قيد العمل في القطاع وبشكل جزئي، حتى تاريخ 19 شباط/ فبراير، وتعرضت أكثر من 370 من المرافق الصحية في القطاع إلى هجمات منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، حسبما بينت الوكالات.

اقرأ/ي أيضاً      "أونروا" تحذر من اجتياح رفح: لم يعد هناك مكان آخر يرحل إليه الناس

ويأتي ذلك، في ظل تفشي الأمراض، واقتراب مجاعة كارثية، وسط شحّ المياه وتدمير البنية التحتية الأساسية، وتوقف إنتاج الغذاء، وتحول المستشفيات إلى ساحات قتال، فيما يواجه مليون طفل صدمات نفسية، حسبما ذكر البيان.

ولفت بيان الوكالات إلى أوضاع العاملين في المجال الإنساني، حيث إنهم "أنفسهم نازحون، ويواجهون القصف والموت والقيود على الحركة وانهيار النظام المدني، ويواصلون جهودهم لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين".

ولفت مسؤولو الوكالات، إلى أن أي قدر من الاستجابة الإنسانية لن يعوض أشهر الحرمان التي عانتها الأسر في غزة، وعليه حدد المسؤولون احتياجات العملية الإنسانية في غزة، كي يتمكنوا من توفير الاحتياجات الأساسية بما فيها الدواء والمياه والغذاء والمأوى، وذلك من خلال تنفيذ عدّة نقاط، أولها وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين والبنية التحتية التي يعتمد عليها المدنيون.

كما دعت الوكالات، إلى تحديد نقاط دخول موثوقة تسمح بإدخال المساعدات من جميع المعابر الممكنة، بما في ذلك إلى شمال غزة، وتوفير ضمانات أمنية ومرور دون عوائق لتوزيع المساعدات، على نطاق واسع، في جميع أنحاء غزة، دون رفض أو تأخير أو عوائق للوصول.

ودعوا كذلك إلى توفير نظام فاعل للإخطارات الإنسانية يسمح للعاملين جميعهم في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية بالتحرك داخل غزة وتقديم المساعدات بأمان، وأن تكون الطرق صالحة للمرور وتطهير الأحياء من الذخائر المتفجرة.

كما أكدوا ضرورة توفير شبكة اتصالات مستقرة تتيح للعاملين في المجال الإنساني التحرك في أمن وأمان، وأن تتلقى وكالة "أونروا" باعتبارها العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة، الموارد التي تحتاجها لتقديم المساعدة المنقذة للحياة، ووقف الحملات التي تسعى إلى تشويه سمعة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح.

وشدد المسؤولون على أن الوكالات الإنسانية لا تزال ملتزمة بأداء عملها، على الرغم من المخاطر، لكن لا يمكن تركها وحدها للتعامل مع الوضع، وأشاروا على ضرورة التزام حكومة الاحتلال بالوفاء بالتزاماتها القانونية، بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بتوفير الغذاء والإمدادات الطبية وتسهيل عمليات المساعدات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد