شارك مئات الفلسطينيين واللبنانين اليوم الجمعة 23 شباط/ فبراير في وقفة أمام مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في طلعة المحافظ بمدينة صيدا جنوبي لبنان، للتعبير عن سخطهم من قرار 18 دولة مانحة تعليق مساهماتها المالية للوكالة استجابة لمزاعم "إسرائيلية" بمشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
الوقفة التي حملت شعار (معاً لحماية ولاية الأونروا واستمرار تمويلها) جاءت تلبية لدعوة النائب في البرلمان اللبناني أسامة سعد، وشارك فيها ممثلون عن القوى السياسية الفلسطينية الوطنية والإسلامية والأحزاب اللبنانية، وممثلو اللجان الشعبية والاتحادات النسائية في المخيمات الفلسطينية بلبنان.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورردوا هتافات تدين استهداف وجود وكالة "أونروا" من قيل كيان الاحتلال "الإسرائيلي" واستجابة دول غربية لهذا الاستهداف، مؤكدين أن "استهداف الأونروا هو استهداف لوجود اللاجئين"، وأشاروا في هتافاتهم وكلماتهم إلى أهمية وجود الوكالة "التي تمثل الشريان الحيوي للاجئين الفلسطينيين في كل المخيمات".
وطالب النائب اللبناني أسامة سعد في كلمة له الدول المانحة بالتراجع عن قرارراتها فوراً "لأن تلك القرارات غير عادلة"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض لجرائم إبادة غير مسبوقة في العصر الحديث، ويواجهون المجازر والتجويع والحصار والتهجير، ويتم حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية على يد الاحتلال "الإسرائيلي"، وآخرها تلك الخدمات والمساعدات المقدمة من وكالة "أونروا".
وقال سعد: إن جريمة العصر ترتكب على مرأى من العالم أجمع في قطاع غزة.
وقف تمويل أونروا" سيحرم 200 ألف لاجئ فلسطيني من الخدمات و36 ألف طالب في لبنان من التعليم
أيضاً، أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات طالب في كلمة له الدول المانحة التي علقت تمويلها لوكالة "أونروا" بإعادة النظر في هذه القرارات التي وصفها بالمتسرعة، مشيراً إلى أن "16 دولة مانحه أوقفت مساهماتها المالية للوكالة وهناك 4 دول تدرس الموضوع وقف التمويل وذلك استناداً إلى اتهامات باطلة وواهية".
وقال أبو العردات: نقف اليوم لدعوة تلك الدول للعودة عن تلك القرارات بوقف التمويل، ووقف حرب الإبادة والعقاب الجماعي للفلسطينيين في قطاع غزة وفتح معبر رفح بدون قيود وزيادة المساعدات.
مدير منطقة صيدا في وكالة "أونروا" الدكتور ابراهيم الخطيب أوضح خلال الوقفة أن وكالة "أونروا" في لبنان تقدم الخدمات لأكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني و 36 ألف طالب و11 ألفاً من اللاجئين المسجلين في (قسم الشؤون الاجتماعية) تشكل الوكالة شريان الحياة بالنسبة لهم.
وحذّر الخطيب من أن قرارات الدول المانحة ستكون لها عواقب وخيمة، متسائلاً: "كيف ستكون الحال مع عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على الوكالة في حياتهم؟" داعياً الدول المانحة إلى إعادة النظر بقراراتها حتى تستمر وكالة "أونروا" في القيام بدورها التي أسست لأجله.
اقرأ/ي أيضاً: قلق يستحوذ على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من احتمال توقف خدمات "أونروا"
وطالب النائب اللبناني شربل مسعد في كلمته، حكومة بلاده ووزارة الخارجية بالتواصل مع الدول المانحة لدعوتها إلى العودة عن قراراتها لتتمكن الوكالة من إعطاء الفلسطينيين في المخيمات حقوقهم "وهذا أدنى شيء يقدم لهم".
وأوضح أن وقف تمويل "أونروا" سيؤدي إلى حرمان 200 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان من الطبابة، وسيوقف عمل 62 مدرسة وأكثر من 3 آلاف موظف.
وكالة "أونروا" هي الرئة التي يتنفس منها اللاجئون الفلسطينيون
العينا لاجئ فلسطيني، قدم من حي الصفصاف في مخيم عين الحلوة للمشاركة في الوقفة، كان القلق واضحاً على محياه، والسبب هو خوفه من أن يؤدي وقف تمويل "أونروا" إلى وقف عملها نهائياً كما حذر سابقاً المفوض العام للوكالة "فيليب لازاريني" وبالتالي فإن العينا لن يستطيع تأمين أدوية الأمراض المزمنة التي يعاني منها والداه، والتي حتى الآن توفرها لهما وكالة "أونروا".
يتساءل العينا: "ماذا سيحل بأبي وأمي حال توقفت الأونروا عن تقديم خدماتها؟" مضيفاً (والله لأشحد).
يؤكد هذا اللاجئ الفلسطيني أن وكالة "أونروا" هي الرئة التي يتنفس منها اللاجئون في كل المخيمات وفي حال وقف تمويلها فإن"جميع اللاجئين سيواجهون الموت البطيء".
بدوره، طالب النائب المحامي ملحم خلف بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية و"التي هي بحاجة اليوم إلى إعادة ترميم بعد التفلت من المواثيق الدولية وحقوق الانسان، وتداعيات الأمر الذي طال اللاجئين الفلسطينيين الذين لهم قبل أي حق، حق العودة إلى ديارهم وحق الحياة ولا يمكن لأحد أن يحرمهم منه".
وأكد خلف في كلمة له أن قطع التمويل عن وكالة "أونروا" هو عقاب جماعي لا يمكن السكوت عنه، مضيفاً أن "هذه الوقفة هي وقفة ضمير تجاه هذا العالم والذي نؤمن أن في ثناياه لا يزال يوجد قيم وأخلاق ولذلك نقف لندعو الشرعية الدولية إلى عدم إسقاط الحس الإنساني ومعالجة الخلل ونرفض العقاب الجماعي وندعو إلى إعطاء الفلسطيني حقه وهذا ليس منّة من أحد" بحسب تعبيره.