وثّق المرصد "الأورو متوسطي" لحقوق الإنسان شهادات لنساء فلسطينيات، تعرضن لانتهاكات وتحرشات جنسية والتهديد بالاغتصاب من قبل جيش الاحتلال، خلال اعتقالهنّ لمدد متفاوتة من قبل الجيش " الإسرائيلي" في مناطق متفرقة من قطاع غزّة.

ونشر المرصد اليوم الاثنين 26 شباط / فبراير شهادات نساء استطاع توثيقها ميدانياً، تعرضن لانتهاكات شملت تعريتهنّ بشكل كامل بوجود جنود ذكور، وتوجيه ألفاظ نابية، وتهديدهنّ بالاغتصاب في حال لم ينصعن لأوامر الجنود، ومنع عنهن الطعام والأدوية والمستلزمات النسائية وتهديدهن بحرمانهنّ من رؤية أطفالهن.

وأكّدت الفلسطينية "ن. م" البالغة من العمر (39 عاماً) إنها تلقت تهديداً بالاغتصاب من قبل جنود الاحتلال، في حال عدم إطاعة أوامرهم بتسجيل مقاطع مصورة تهاجم حركة "حماس"، إلى جانب تهديدها بعدم رؤية أبنائها حال عدم استجابتها لهم.

وأضافت الفلسطينية التي طلبت عدم كشف اسمها، إنّه جرى اعتقالها من مدرسة لإيواء نازحين، مع مجموعة من الفلسطينيين، بعد قتل 3 من أشقائها بعملات استهداف "إسرائيلية" بطائرات مسيرة للمدنيين، وجرى نقلها إلى سجن الدامون، حيث تعرضت لانتهاكات إنسانية جسيمة، كمنعها من الخروج من الغرفة الضيقة وحرمانها من كافة المستلزمات الحياتية.

ونقل المرصد عن الفلسطينية "ن.ح" البالغة من العمر 45 عاماً، وجرى اعتقالها يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر 2023 من مدرسة لإيواء النازحين في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، وأفرج عنها بعد 45 يوماً، أنها تعرضت للتفتيش العاري مرات عديدة في أماكن مفتوحة وبوجود جنود ذكور، فيما قامت مجندة خلال تعريتها بإهانتها والبصق عليها والتعليق على جسدها.

وأضافت، أنّ "الاحتلال اقتحم المدرسة فجرًا، واستدعى الذكور وأجبرهم على خلع ملابسهم واحتجازهم، ومن ثم استجوب النساء عبر طلب فحص هوياتهن الشخصية، فضلاً عن تعرضهن للضرب الشديد وهنّ عاريات داخل غرفة " المعاينة الطبية".

وتابعت الفلسطينية المفرج عنها، أنّه جرى احتجازها دخل "قفص حيوانات" في العراء لمدّة 11 يوماً، وهي مكبلّة طوال الوقت وسط أجواء شديدة البرودة، فيما لم توجد في المكان سوى دورة مياه واحدة دون طعام أو ماء كافٍ، فضلاً عن التحقيق معها ومع أفراد عائلتها وهي مقيدة على الكرسي.

كما تعرضت المعتقلة الفلسطينية، إلى تهديدات بحرمانها من رؤية أبنائها مجدداً، وذلك خلال التحقيق معها مرة ثانية بعد أربعة أيام من وجودها داخل القفص، فضلاً عن تعرضها لإهانات لفظية من الجنود‬ والمجندات وتصوير المعتقلات بالهواتف المحمولة لتوثيق تعذيبهن وسط تجاهل تدهور حالتهن الصحية، حسبما نقلت للمرصد.

معتقلة فلسطينية أخرى رفضت الكشف عن اسمها، وتبلغ من العمر (50 عاماً) قالت إنّ جيش الاحتلال كبّل يديها من الخلف، ووضع عصابة على عينيها، وفتشها وهي عارية من ملابسها باستثناء الملابس الداخلية.

وقالت "ش.د" أن جيش الاحتلال نقلها مع معتقلات أخريات عبر جيب عسكري إلى موقع "زيكيم" العسكري، وجرى تركهنّ على الرصيف لمدة تقارب الساعتين من قبل الجنود، وهم يسخرون منهن، ويتحدثون باللغة العبرية التي لا يفهمنها حسبما أضافت.
وقالت للمرصد: "كانت مرحلة الاحتجاز صعبة للغاية، وتعرضت لشد عضلي في يدي المكبلة، وعندما حاولت تعديل وضعيتي، قامت المجندة الإسرائيلية بضربي بشدة على ظهري. ثم نُقِلْنَا بالشاحنة إلى منطقة جبلية بالقرب من مدينة القدس في مركز احتجاز يُدعى عاناتوت، وكانت درجة الحرارة هناك منخفضة، وعانينا البرد الشديد".

وأضافت "بقينا هناك على الرصيف لمدة تقارب الساعة، ثم أعطونا ملابس السجن المعروفة باللون الرمادي. بعد ذلك، قيدونا جماعيًا في صف، وسخروا منا بينما كنا نمشي، ثم اقتادونا إلى مكان يشبه القفص يشبه الجحيم. وبقينا في هذا القفص لمدة حوالي 8 أيام، دون تلبية احتياجاتنا الأساسية مثل قضاء الحاجة والطعام".

وتنوعت الانتهاكات بحق الأسيرات الفلسطينيات حسبما أوضحت شهادة المعتقلة "ش.د" وقالت “كان الجنود يضيقون علينا ليمنعونا من الصلاة، فضلًا عن إبقائنا في العراء تحت الأمطار وتعرضهن لعدة اعتداءات من مجندات".

كما شملت الانتهاكات التي روتها المفرج عنها، حرمان المعتقلات من الاستحمام واستخدام الفوط الصحية إلا بكميات شحيحة جدًا لا تكفي حتى ليوم واحد، فضلا عن الحرمان من الطعام، حيث لم يقدم لهنّ سوى وجبة من اللبنة، وكانت الكمية قليلة جدًا، حيث تقاسمتها المعتقلات فيما بينهنّ.

وأضافت أنّه "خلال عملية النقل قامت إحدى المجندات برفع العصابة عن عيني، وطلبت مني تقبيل علم "إسرائيل"، وحين رفضت تعرضت للضرب بشكل جنوني في وجهي، وظلت المجندة تستفزني وتعتدي علي انتقامًا مني بعد ذلك".

معتقلة أخرى مفرج عنها وهي “ر. ر" تبلغ من العمر (31 عامًا)، وتعرضت للاعتقال في 3 كانون أول/ديسمبر الماضي في أثناء نزوحها مشيًا على الأقدام عبر حاجز (نتساريم) العسكري إلى جنوب قطاع غزة، أكدت إجبار جنود الاحتلال لها على خلع ملابسها قبل أن تقييد أيديها وتعصيب عينيّها، ومصادرة مقتنياتها، وتعرضها لشتائم نابية وتعذيب.

وقالت إنّ الاحتلال رفض الاستجابة لها لتوفير مستلزماتها خلال فترة الدورة الشهرية، إضافة إلى ابتزازها في عدة مناسبات بما في ذلك الطلب منها العمل لصالح المخابرات "الإسرائيلية" وتهديدها بالتعذيب والقتل في حال أصرت على الرفض، حسبما أفادت للمرصد.

وأكدت المفرج عنها، تعرضها للاعتداء الجسدي وضرب شديد من قبل جندي، وهي عارية من ملابسها فضلًا عن احتجازها في العراء في البرد الشديد، وذلك قبل أن يُفْرَج عنها في 19 كانون ثانٍ/يناير الماضي.

وتأتي هذه الانتهاكات، في إطار جملة من الممارسات التي يمارسها الاحتلال بحق نساء قطاع غزّة، وكان تقرير أممي أصدره خبراء في الأمم المتحدة، يوم 19 شباط/ فبراير الجاري، قد أشار إلى المعلومات التي تفيد بتعرض نساء وفتيات فلسطينيات في غزة للإعدام التعسفي، وأحياناً مع أفراد أسرهن بما في ذلك أطفالهن، وتعرضهن لانتهاكات جنسية.

وأورد الخبراء في التقرير أنّ العديد من النساء تعرضن لمعاملة لا إنسانية ومهينة، إذ حُرمن من الغذاء، والأدوية، والفوط الصحية للحيض، وتعرضن للضرب المبرح، وأنه في مرة واحدة على الأقل، فإن النساء الفلسطينيات المحتجزات في غزة، احتُجزن في قفص تحت المطر، والبرد، ودون طعام.

اقرأ/ي أيضاً: جرائم وانتهاكات "إسرائيلية" فظيعة بحق النساء في قطاع غزة يستعرضها خبراء دوليون

وأعرب الخبراء عن قلقهم، من حجم الانتهاكات، مشيرين إلى تقارير تفيد بأن "النساء والفتيات الفلسطينيات المحتجزات تعرضن كذلك لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، كتجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من ضباط جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الذكور.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد