شهدت مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة الأربعاء 28 شباط/ فبراير، احتجاجات شعبية أشعل خلالها المحتجون الإطارات، وطردوا تجار البيع بالجملة من منطقة دوار النجمة وسط المدينة، احتجاجاً على احتكار السلع ورفع أسعارها بشكل جنوني.
أحد النازحين في رفح "أسامة أبو زير" أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنّ حالة من الغضب العارمة تسود في مناطق رفح ضد التجار الذي يرفعون الأسعار يومياً، بشكل لم يعد بمقدور أحد من النازحين شراء أي شيء، ولو على مستوى بيضة واحدة أو علبة من الجبن.
وعبّر الشاب أبو زير عن استغرابه، من أنّ معظم التجار في منطقة رفح، وبعضهم من النازحين من مناطق الوسط والشمال، يستطيعون جلب البضائع لبيعها نظراً لامتلاكهم الأموال، بينما يصعب على العالم كلّه إدخال المساعدات وتوزيعها بشكل عادل على الناس.
وتجمّع الأهالي عند منطقة دوار النجمة التي تنتشر فيها بسطات البيع بالجملة والمفرد، وأشعلوا الإطارات، وطرد كافة التجار من المنطقة.
ولفت الشاب أبو زير لموقعنا، إلى أنّ الناس تفاجأت صباح اليوم بأنّ سعر البيضة الواحدة 4 "شيكل" أي ما يعادل دولار ونصف الدولار، علماً أنّ سعرها كان يوم أمس أقل، وتباع كل 3 بيضات بـ 8 "شيكل".
ويقنن الأهالي في قطاع غزّة، وخصوصاً في منطقة رفح، غذاءهم إلى الحد الأدنى، وتعمد الأسر على ترتيب أولويات الشراء، وأشار الشاب "أبو زير" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ معظم الأهل الذين لديهم مدخرات، أو تصلهم أموال من أقاربهم في الخارج، أو يحصلون على مساعدات مالية، يشترون حاجيات غذائية محدودة لأطفالهم.
وأوشح الشاب، أنّ الأب الذي لديه أطفال، يشتري لهم يومياً بيضتين أو علبة من الجبنة تكفي لتأمين وجبة فطور ضئيلة لثلاثة أيام، ولفت إلى أن بعض الأهالي يشترون بيضة واحدة، ويقدموها كوجبة لـ 3 أطفال.
وتعتبر منطقة رفح المكتظّة بأكثر من مليون ونصف المليون نازح، أغلى منطقة في العالم في أسعار السلع الغذائية، نظراً لاحتكار تجار الأزمات للسلع الأساسية والتحكم في سعرها، وسط ازدياد الطلب على الغذاء جراء شحّ دخول المساعدات وتشديد الاحتلال حصاره للمدنيين، وانهيار الأوضاع الغذائية إلى حافة المجاعة.
ويباع في قطاع غزّة الكيلو غرام الواحد من البصل بسعر 8 دولارات، وكيلو البندورة الواحد بـ 12 دولاراً، فيما يعمد الكثير من الأهالي على شراء حبّة بندورة واحدة أو حبّة بصل لإضافتها إلى وجبة شوربة يعدها بعض الأهالي من الماء والبهارات وما يتوفر من خضار.
ويتهم الأهالي من يسمونهم بتجار الأزمات، بسرقة المعونات المخصصة للتوزيع المجاني وبيعها في الأسواق، حيث تصل العديد من الكراتين الإغاثية، وقد نقض منها عدّة مواد مخصصة للتوزيع المجاني، فيما يجدها الأهالي في الأسواق، وتباع بأسعار خيالية، وهو ما يؤجج حالة الغضب العامة، ويدفع إلى الاحتجاج، حسبما أفادت مصادر محليّة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.
يأتي ذلك، في وقت ترتفع حدّة التحذيرات الأممية من انهيار الأوضاع في القطاع إلى مستوى المجاعة، وحذّر مدير الاتصالات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، راميش راجا سينجهام في تصريح له الثلاثاء، من أنّ "ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة".
وكانت وكالة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة "يونيسيف" من خطورة الأوضاع التي تحيط بأطفال قطاع غزّة، جراء شحّ المساعدات الغذائية والأدوية والمياه والوقود، وشددت كثر من مرّة خلال الأيام والأسابيع الفائتة، على أن إيصال المساعدات هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للأطفال في القطاع.