شهدت مخيمات فلسطينية عدة في لبنان وقفات أمام مكاتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بالتزامن مع إضراب تجاري عمّ مخيمي نهر البارد والبداوي للاجئين الفلسطينيين، اليوم الخميس 29 شباط/ فبراير 2024، حداداً على ضحايا مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة المتواصلة منذ 146 يوماً ونصرة لأهالي الضفة الغربية بما فيها القدس في مواجهة الاعتداءات "الإسرائيلية" المتصاعدة.
ندعو لازاريني إلى الضغط من أجل تمويل أممي مستدام يجنب الوكالة الابتزاز السياسي
وشارك عشرات اللاجئين الفلسطينيين في وقفتين أمام مكتبي مديري خدمات وكالة "أونروا" في مخيمي نهر البارد والبداوي، للتعبير عن السخط والرفض بعد تعليق 18 دولة مانحة مساهماتها المالية للوكالة بناء على مزاعم "إسرائيلية".
وفي كلمة له أدان عضو اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد أبو نزار خضر مواقف الدول المانحة التي استجابت للأكاذيب "الإسرائيلية" وتحريض كيان الاحتلال من خلال الادعاء بأن موظفين في "أونروا" شاركوا بعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مستهجناً أيضاً قرار إدارة الوكالة بفصل الموظفين قبل انتهاء أي تحقيق معهم.
ودعا خضر إدارة الوكالة إلى التراجع عن قرارها، مشيراً إلى أن اللاجئين الفلسطينيين متمسكون باستمرار وجود الوكالة حتى تحقيق الحل العادل لقضيتهم وفق القرار الأممي (194) وهو العودة إلى مدنهم وقراهم الفلسطينية التي هجروا منها عام 1948.
وطالب خضر المفوضَ العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" بالتحرك العاجل وتوفير التمويل المستدام من خلال تخصيص موازنة ثابتة للوكالة، "حتى لا يبقى التمويل سيفاً مسلطاً على رقاب اللاجئين الفلسطينيين، ومدخلاً للابتزاز السياسي"، بالإضافة إلى ذلك ضروة تأمين الإغاثة العاجلة والكافية للشعب الفلسطيني المحاصر ويواجه جرائم الإبادة في قطاع غزة.
نطالب الدول العربية والإسلامية بزيادة مساهماتها المالية للوكالة
وكذلك في مخيم البداوي، أكد عضو قيادة الجبهة الديمقراطية عاطف خليل في كلمة له خلال الوقفة أمام مدير مكتب خدمات وكالة "أونروا" على تمسك اللاجئين الفلسطينيين بالوكالة وخدماتها ،مستنكراً "الابتزاز السياسي والمالي الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول الغرب للضغط على الشعب الفلسطيني ومقاومته بهدف الرضوخ للشروط الإسرائيلية".
ووصف خليل تجميد المساهمات المالية لـ "أونروا" بالجريمة التي تضاف إلى الجرائم "الإسرائيلية" اليومية في قطاع غزة ، مشيراً إلى أن خطوة الدول المانحة سيكون له تداعيات إنسانية خطيرة وكارثية.
وطالب خليل الدول العربية والإسلامية بزيادة الدعم المالي لوكالة "أونروا" كي تستطيع الأخيرة بتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون عليها بشكل كبير، ولتبقى شاهدة أممية حيّة على قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الحرب على الأونروا واللاجئين الفلسطينيين ليست جديدة
وفي كلمة ألقيت بمخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت باسم اللجنة الشعبية، خلال وقفة مماثلة أمام مكتب مدير خدمات وكالة "أونروا" جاء أن "الحرب الإسرائيلية على الوكالة واللاجئين الفلسطينيين ليست جديدة، وهي استمرار لسياسات تشارك فيها الولايات المتحدة وتصاعدت أكثر منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب"
وأضافت الكلمة أن الحملة تأتي بالتزامن مع سعي الاحتلال "الإسرائيلي" لتهجير أهالي قطاع غزة، ومع تصاعد غير مسبوق في قصف منشآت وكالة "أونروا" التي تؤوي نازحين في القطاع المحاصر.
وأشارت إلى أن قرار (302) الأممي الذي أنشئت الوكالة وفقه يواجه حملات متصاعدة لإلغائه بهدف التغطية على جرائم تهجير الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عام 1948، وطالبت اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا خلال كلمتها من الدول العربية والإسلامية زيادة المساهمات المالية للوكالة، وتحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية في مواجهة مخططات شطب وكالة "أونروا" "المؤسسة الشاهدة على نكبة وقضية اللاجئين الفلسطينيين".
كما شارك عشرات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي المية ومية وعين الحلوة بصيدا جنوبي لبنان، في وقفتين واحدة في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير بمخيم عين الحلوة، والثانية أمام مكتب وكالة "أونروا" في مخيم المية ومية.
وشارك في الاعتصامين، ممثلون عن اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والأطر الفصائلية النسوية، والفعاليات والروابط الأهلية، ورفعت خلالها يافطات باللغتين العربية والإنجليزية، نددت باستمرار حرب الإبادة على غزة والمخططات الأمريكية-"الإسرائيلية" الهادفة إلى إنهاء وجود وكالة "أونروا"، مشددة على تمسك اللاجئين الفلسطينيين بها حتى تحقيق حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية التي هجروا منها.
قرار الدول المانحة انحياز سافر للرواية الإسرائيلية وعقاب جماعي ظالم للفلسطينيين
مسؤول اللجان الشعبية في منطقة صيدا الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، أكد في كلمة له على ضرورة استمرار وجود وكالة "أونروا" بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، باعتبارها شاهداً على النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني منذ العام 1948، وأهميتها بالنسبة اللاجئين الفلسطينيين في تدبير شؤونهم الحياتية.
من جهته، وصف مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية غالب الدنان قرار بعض الدول بوقف تمويلها لوكالة "أونروا" بـالانحياز السافر" لرواية الاحتلال "الإسرائيلي"، وبالعقاب الجماعي الظالم للملايين من الفلسطينيين.
وشدد أنّ تعليق الإمدادات والمساعدات للوكالة، يشكل انتهاكاً للقرار الدولي رقم (302) الذي أنشئت بموجبه "أونروا" ويأتي بهدف الالتفاف على حق اللاجئين بالعودة عملًا بالقرار رقم (194)، والنيل من القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وأنه تشجيع للاحتلال لاستكمال حرب الإبادة الجماعية بحق الملايين في غزة
تأتي هذه التحركات، رداً على حرب معلنة يشنها الاحتلال لإنهاء عمل وكالة "أونروا" وآخر فصولها، تقديم مزاعم تفيد بمشاركة 12 موظفاً لديها بعملية طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت، دون تقديم أي دليل على ذلك حسبما أكدت الوكالة، فيما سارعت الولايات المتحدة الأمريكية و17 دولة، لقطع تمويلها للوكالة الدولية، ما يهدد استمرار عملها خلال شهر شباط/ فبراير الجاري.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد كشفت في وقت سابق، عن مخطط يهدف إلى إنهاء عمل الوكالة في قطاع غزّة، ونشرت قناة "إسرائيلية" بعض تفاصيل وثيقة سرية في وزارة خارجية كيان الاحتلال، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أوردت أنّ الاحتلال يخطط لإخراج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من قطاع غزّة، واستبدالها بمنظمة أخرى توفر خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية.
وبحسب الوثيقة، فإنّ خطة الاحتلال لإخراج الوكالة، تقوم على 3 مراحل، المرحلة الأولى تتضمن تقريراً شاملا عن تعاون وكالة "أونروا" المزعوم مع حركة حماس، والعمل على ترويج تلك المزاعم.
والمرحلة الثانية، تستهدف تقليص عمل وكالة "أونروا" إلى الحد الأدنى، والبحث عن منظمة مختلفة لتوفير خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للسكان، أمّا المرحلة الثالثة، فسيتم نقل جميع واجبات الوكالة إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد الحرب، بحسب ما جاء في الوثيقة التي نقلتها القناة العبرية.
اقرأ/ي أيضاً: الاحتلال يخطط لإخراج "أونروا" من القطاع