شنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ فجر اليوم الاثنين 4 آذار/ مارس سلسلة اعتداءات طالت عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلّة، بما في ذلك بمخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين في رام الله، حيث ارتقى شهيد فتى، عقب اندلاع مواجهات بين شبان المخيم والجيش "الإسرائيلي" فيما طالت اعتداءات الاحتلال منذ ساعات الفجر، مناطق طولكرم والخليل ونابلس وقلقيلية وطوباس، وأسفرت عن اعتقال أعداد من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية برام الله، استشهاد الفتى مصطفى أبو شلبك البالغ من العمر 16 عاماً، متأثراً بإصابته برصاصة أطلقتها جنود الاحتلال، أصابته في رقبته، وجرى نقله إلى مجمع فلسطين الطبي حيث أعلن عن استشهاده.
وكان جيش الاحتلال قد نفذ عملية اقتحام للمخيم استمرت 3 ساعات، وأغلق المدخل الرئيسي، تحت وابل من الرصاص الحي وقنابل الدخان، فيما اندلعت مواجهات بين مقاومين والجيش “الإسرائيلي "استخدم فيها المقاومون الأسلحة الرشاشة والعبوات المحليّة، ما أدّى إلى إصابة جندي ومجندة "إسرائيليين" برصاص المقاومين.
واعتقل جيش الاحتلال عقب حملة دهم في مخيم الأمعري كلّ من: عامر شاهين (38 عاما)، وعنان أبو العرايس (26 عاما)، وأحمد مروان (28 عاما)، وجبرين رمانة (46 عاما)، ورجب غانم (28 عاما)، ومحمد العطعوط (28 عاما)، والأسير المحرر نادر عباس (38 عاما) بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
وامتدت اعتداءات الاحتلال صباحاً، لتشمل مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، حيث اندلعت مواجهات جراء اقتحام الاحتلال للمدينة، وأطلق مقاومون فلسطينيون النار باتجاه آليات الاحتلال، حسبما أفادت مصادر محليّة.
واقتحمت قوات خاصة للاحتلال المدينة من الجهة الشرقية، ونشر الجيش القناصة على أسطح المباني، فيما حاصر الاحتلال منزلاً، واستجلب تعزيزات عسكرية، وسط مواجهات مع مقاومين فلسطينيين، وأسفر الاقتحام عن إصابة شاب فلسطيني واعتقال 3 فلسطينيين بيمهم شقيقين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إنّ طواقمها تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي في الفخذ لفتى يبلغ من العمر (17 عاما)، كذلك لفتاة من ذوي الإعاقة إثر الاعتداء عليها بالضرب خلال اقتحام منزل ذويها.
واعتقل الاحتلال، الشاب أدهم يحيى سليمان أبو بشارة بعد مداهمة منزله، وذلك بعد اعتقال والده وشقيقه في وقت سابق، كما اعتقلت الشقيقين سامي وزيد محمد أبو حلوة، حسبما أعلن نادي الأسير الفلسطيني في طوباس.
وأعلنت عدّة فصائل فلسطينية، تصديها لجيش الاحتلال في طوباس، وقالت "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إنّ "مجاهديها تصدوا لقوات الاحتلال في المدينة، واستهدفوها بالرصاص والعبوات المتفجرة"، كما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام،"استهدف مقاتليها، رفقة إخوانهم المقاومين، قوات الاحتلال خلال اقتحامها المدينة، وحققوا إصابات" بحسب بيان مقتضب.
وكذلك أعلنت "كتائب شهداء الأقصى - طولكرم" خوضها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في مخيم نور شمس في طولكرم، على عدة محاور بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، وأوقعت قوة في كمين، وفجرت فيها عبوة ناسفة، محققة إصابات في صفوف جيش الاحتلال.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، قد اقتحمت منتصف الليلة الماضية، مدينة طولكرم من محورها الغربي، مرورا بدواري خضوري والعليمي "المحاكم"، وشارع السكة، ودوار إكتابا، وشارع إسكان الموظفين، وصولا إلى مخيم نور شمس، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وجنود الاحتلال.
وشرعت قوات الاحتلال برفقة جرافات عسكرية، في عمليات تدمير واسعة لشوارع مخيم نور شمس، تركزت بشارع نابلس المحاذي لمدخل المخيم الرئيسي، والذي حفرته لعدة أمتار تحت الأرض، إضافة إلى تحطيم محلات تجارية وتدمير أبوابها وجدرانها وزجاج واجهاتها، وتدمير البنية التحتية في شارع ساحة المدارس وسط المخيم وشارع المقبرة، وبعض خطوط الصرف الصحي والمياه والإنترنت.
وفي جنوب قلقيلية المحتلّة، اقتحم جيش الاحتلال بلدة حبلة، واعتقلت الشقيقين لؤي وجمال صالح مرداوي، بعد أن داهمت منزليهما، وفتشتهما، وكذلك داهمت مدرسة الصديق الأساسية بالبلدة، وفتشتها ودمرت جزءا من محتوياتها. حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"
وفي الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلّة، نفذ جيش الاحتلال سلسلة مداهمات، أسفرت عن اعتقال كلّ من: أيمن شاكر الجنيدي، وأمير عدلي الشماس، وقيدار محمد غيث، وعثمان الجعبري، وهاني الشريف، والشقيقين أديب وإبراهيم شفيق القواسمة، وباسل حاتم القواسمي، وعمار القواسمي، والشقيقين مراد ومحمد سعدي القواسمة، وبشار أحمد القواسمة، عقب مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها، حسبما أفادت مؤسسات الأسرى.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، باعتقال قوات الاحتلال 55 فلسطينيا على الأقل منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الاثنين، بينهم أطفال، وأشقاء، بالإضافة لأسرى سابقين، لترتفع بذلك حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر الفائت، إلى نحو (7400) معتقل.
وذكرت الهيئة ونادي الأسير، ان عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل والتي طالت 22 فلسطينياً، "بينهم أسرى أمضوا سنوات في سجون الاحتلال، وخاضوا إضرابات فردية طويلة ومتكررة تجاوزت الـ140 يوماً"، بحسب بيان لها.
وتوزعت بقية الاعتقالات على محافظات طوباس، بيت لحم، قلقيلية، القدس، ورام الله تحديداً في مخيم الأمعري الذي شهد عملية اقتحام وتنكيل واسعة، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني للعشرات من المواطنين، وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، بحسب هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني.