تلبية لدعوة اتحاد معلمي الوكالة

مظاهرات في المخيمات الفلسطينية بلبنان دعماً لغزة وضد سياسات "أونروا" تجاه الموظفين

الإثنين 04 مارس 2024

شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان يوم غضب شامل، وعمّت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، اليوم الاثنين، المخيمات كافة بدعوة من اتحاد معلمي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحت اسم "الطوفان البشري" دعماً لأهالي قطاع غزة الذين يواجهون حرب الإبادة والتجويع "الإسرائيلية" ورفضاً لسياسات "أونروا" وممارساتها تجاه موظفيها الفلسطينيين تحت ذريعة "الحيادية" والتي كان آخرها الطلب من رئيس اتحاد المعلمين فتح الشريف تقديم استقالته بعد قيامه بنشاطات إغاثية وحملة تبرعات للمكلومين والجائعين في القطاع المحاصر.

وانطلقت المظاهرات من أمام مدارس "أونروا" في المخيمات، فيما اقتصرت النشاطات في داخل المدارس الموجودة خارج المخيمات، بمشاركة آلاف الطلاب والمعلمين والكوادر التعليمية والأهالي.

تحرك اليوم، جاء ضمن سلسلة تحركات، بدأها الاتحاد بـ "إضراب تحذيري" يوم السبت الفائت 2 آذار/ مارس، شمل كافة مدارس وكالة "أونروا"، على "أن يحدد مصير التحركات ومدى تصعيدها، بناء على ما سيرشح خلال اللقاء الذي جمع رئيس الاتحاد ومدير ثانوية دير ياسين الأستاذ فتح شريف، بمديرة شؤون الوكالة في لبنان دوروثي كلاوس"، حسبما أفاد عضو اللجنة القطاعية لاتحاد المعلمين في بيروت الأستاذ وليد حميد.

وكان طلب مديرة الوكالة في لبنان "دوروثي كلاوس" من الشريف تقديم استقالته بعد قيامه بحملات تبرع لأهالي قطاع غزة -تحت اسم "رغيف الخبز" لمساندتهم في وجه حرب التجويع "الإسرائيلية" التي يواجهونها- قد أثار موجة غضب وسخط عارمة وردود فعل غاضبة في أوساط الاتحاد وبين الطلاب والمخيمات واللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية والحقوقية، ما استجر تصعيداً ضد سياسات الوكالة بحق موظفيها، خاصة أن الوكالة بررت الأمر بأنه "لضمان استمرار تمويل الوكالة" ما اعتبره الاتحاد "ابتزازاً يمارس ضد الموظفين ويمس حقهم في التعبير عن انتمائهم".

اقرأ/ي ايضاً: إضراب في مدارس "أونروا" بلبنان: لن تذلّنا الوظيفة ولن نتنازل عن انتمائنا

في العاصمة بيروت، حيث يقع أكبر تجمع لمدارس الوكالة في لبنان، اعتصم أساتذة وطلبة ثانوية الجليل ومتوسطة حيفا ومتوسطة القدس وجارود، عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً، بموجب التحرك التحذيري.

وخلال مشاركته في تحرك ثانوية الجليل في منطقة بئر حسن جنوب بيروت، قال عضو اللجنة القطاعية لاتحاد المعلمين الأستاذ وليد حميد في تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ التحرك التحذيري والتحركات التي ينفذها الاتحاد، لا تتعلق فقط بشخص الأستاذ فتح الشريف، "إنما هي للوقوف في وجه نهج وسياسة تمارسها إدارة الوكالة، وستكون بمثابة سيف مسلّط على رقاب الموظفين في حال استمرّت".

وشدد الأستاذ حميد، على أنّ هذا التحرك وما سبقه من تحركات، هي تحركات تحذيرية للوكالة، من أجل التراجع عن سياساتها، وأوضح خطورة تلك السياسية التي ستكون حجّة للنيل من الموظفين الذين يمارسون دوراً في دعم شعبهم، نظراً لكون فصل المعلم الشريف جاء على خلفية تنظيمه حملة تبرعات لدعم المدنيين في القطاع.

وفي شمال لبنان، عمّت الوقفات المدرسية التي تحولت إلى مظاهرات غاضبة، شوارع مخيمي نهر البارد والبداوي، استجابة لدعوة الاتحاد، رفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية، وهتفوا دعماً لأهالي قطاع غزة بوجه حرب الإبادة، وتنديداً بسياسة "أونروا" التي تستهدف النشاطات الوطنية الإسنادية لأهالي القطاع.

وجاب طلاب مخيم البص في مدينة صور جنوب لبنان، حيث تقع ثانوية دير ياسين التي يديرها الأستاذ فتح شريف، شوارع المخيم وأزقته، في مظاهرة نددت بقرار "أونروا" فصل المعلم الشريف، وعبّر الطلاب في هتافاتهم عن وقوف اللاجئين الفلسطينيين إلى جانب أشقائهم في قطاع ، معبرين عن رفضهم لسياسات إدارة "أونروا" تجاه موظفيها تحت ذريعة "الحيادية".

مظاهرات ممائلة شهدتها مخيمات صيدا (عين الحلوة والمية ومية) وكذلك مخيم الجليل في البقاع وشارك طلاب مدارس "أونروا" في المظاهرات تلبية لدعوة اتحاد المعلمين.

وكان اتحاد المعلمين، قد شدد في بيان يوم أمس، أنّ قضية الأستاذ فتح الشريف، "ليست قضيّةً شخصيّةً تمَسُّ فردًا بِعينه، بل أصبحت قضيّةً وطنيّة عامّة تخصّ جميع أبناء شعبنا الفلسطينيّ الذي يتعرّض لمُؤامرة بشِعة ويُراد له أن ينسلخَ عن انتمائه الوطنيّ وأن ينقطعَ عن مناصرة أهلنا في قطاع غزّة وأن يكُفَّ عن التّفاعل مع هموم أبناء وطنه في الضّفّة والدّاخل، وأن ينسى القدس والأسرى والمسرى، وأن يُدير ظهره للمُقدّسات والحُرُمات".

وأكد الاتحاد، وقوفه بوجه "توجّهات وسُلوك الإدارة ممثّلة بمديرها العامّ دوروثي كلاوس، ومشاركة كافّة أطياف شعبنا الفلسطينيّ ومساندته الاتّحاد في هذه المعركة الوطنيّة الجامِعة؛ وذلك من أجل حماية الموظّفين في هذه المؤسّسة من القرارات الجائرة والباطلة التي يمكن ان تُتّخذ بحقّهم على خلفيّات وطنيّة".

وفي بيان لاحق، دعا الاتحاد مديري مدارس "أونروا" في لبنان والمعلمين والطلاب والأهالي والفصائل واللجان الشعبية واللاجئين الفلسطينيين عموماً، إلى المشاركة في "الطُّوفان البشريّ الهادِر" في جميع المخيّمات الفلسطينيّة عبر المَسِيرات الطّلّابيّة من أمام مدارس الوكالة، دعمًا لأهالي قطاع غزة المُحاصَرين الجِياع، ووقوفًا بوجه سياسة الإبادة الجماعيّة التي ينتهجها الكيان الصّهيونيّ، ورفضًا لمُخطّطات التّهجير والتّرحيل، ورفضًا لسياسة "أونروا" بحقّ موظّفيها بذريعة ما يسمّى "الحياديّة"

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد