حذّرت منظّمة الصحة العالمية من أن الأطفال يموتون جوعاً في مستشفيي كمال عدوان والعودة شمالي قطاع غزة، مشيرة إلى أن فريقها رصد نقصاً حاداً في الأغذية والوقود والأدوية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبرييسوس": إن الزيارتين اللتين أجرتهما الوكالة في نهاية الأسبوع إلى مستشفيي العودة وكمال عدوان، "كانتا الأوليين منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على الرغم من جهودنا للوصول بشكل أكثر انتظاما إلى شمال غزة".
ولفت تيدروس في منشور عبر منصة "إكس" إلى أن الصورة قاتمة، مشيراً إلى أن الوضع في (مستشفى) العودة مروّع نظرا إلى تدمير أحد الأبنية.
وقال: إن مستشفى كمال عدوان، الوحيد الذي يحتوي على قسم للأطفال في شمالي قطاع غزة، يغصّ بالمرضى.
وبالإضافة إلى النقص الحاد في الأغذية في المستشفيين، حذّر تيدروس من أن انقطاع الكهرباء، يشكل خطراً جدياً على رعاية المرضى، لا سيما في أقسام حساسة على غرار وحدتي العناية المركزة وحديثي الولادة.
Grim findings during @WHO visits to Al-Awda and Kamal Adwan hospitals in northern #Gaza: severe levels of malnutrition, children dying of starvation, serious shortages of fuel, food and medical supplies, hospital buildings destroyed.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) March 4, 2024
The visits over the weekend were the first… pic.twitter.com/CxaCuau7iR
وأضاف: إن البعثة سلّمت كلا من المستشفيين في نهاية الأسبوع 9500 ليتر من الوقود مع إمدادات طبية أساسية، لافتاً إلى أن ما تم تسليمه يلبي جزءاً يسيراً من الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة.
وجدّد المدير العام للمنظمة دعوته كيان الاحتلال "الإسرائيلي" إلى "ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وانتظام".
وقال: إن المدنيين وخصوصاً الأطفال والطواقم الطبية بحاجة إلى مساعدات معزّزة فوراً، موضحاً أن "الدواء الأساسي لكل هؤلاء المرضى هو السلام. هو وقف إطلاق النار".
وكانت وزارة الصحة في غزة استشهاد 16 طفلا على الأقل نتيجة سوء التغذية في شمالي قطاع غزة المقطوعة عنه المساعدات، خاصة بعدما علقت وكالة "أونروا" وبرنامج الأغذية العالمي بعثتاتهما الإنسانية إلى تلك المناطق "لعدم توفر الأمان"، وذلك عقب استهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لقافلات مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى هناك في أكثر من حادثة.
حصلت على الحليب ولكن بعد فوات الآوان
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) March 1, 2024
الطفلة الرضيعة هبة زيادة تفارق الحياة في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة بسبب الجفاف وسوء التغذية، فيما أكدت إدارة المستشفى ارتفاع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية وعدم توفر العلاج إلى 13#تجويع_غزة #غزة_الآن #GazaStarving… pic.twitter.com/nCimrlIYxx
ونتيجة لحرب التجويع والإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، والنقص الحاد في إمدادات الغذاء، استشهد الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة (10 سنوات) بعد مكوثه في المستشفى لمدة 10 أيام، تضاءل خلالها وزن الطفل يزن، بشكل ملحوظ بسبب نقص الغذاء الحاد الذي عمّ القطاع، وظهر يزن كهيكل عظمي، وكشفت ملامح وجهه وجسده عن عظامه الممتدة.
وكان الطفل يعاني من حالة مرضية تتعلق بالبلع والهضم تعود لفترة ولادته، لم يكن يمكنه بسببها إلا تناول الطعام المهروس، حيث قالت والدته: إنه كان يأكل كل الطعام ولكن يجب أن يكون مهروساً ولكن الطعام برمته لم يعد متوفراً جراء سياسة التجويع الذي مارسها الاحتلال خلال شهور العدوان.
لم تتوقع والدة يزن المكلومة أن يصل الأمر به إلى هذه المأساة، بسبب نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي، وقالت بعد أن ودعت طفلها في مستشفى يوسف النجار برفح: "فقدت طفلي اليوم، بعد 10 أيام من إقامته في المستشفى بسبب سوء التغذية".
يزن كفارنة طفل فلسطيني من قطاع #غزة استشهد بعدما تحول إلى هيكل عظمي بسبب عدم توفر الطعام والدواء..
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) March 4, 2024
كم طفلاً في القطاع ينتظره مصير يزن؟#غزة_تُباد #تجويع_غزة #أطفال_غزة#GazaStarving #gazachildren #gaza pic.twitter.com/eLmjfduErb
ونزحت عائلة الكفارنة من شمال قطاع غزة بعد تصاعد العدوان على المدنيين هناك وأوامر جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لهم بالهجرة قسراً ، واتجهت إلى مدينة رفح جنوبي القطاع مضطرةً لذلك.
وأضافت أم يزن: "خلال تلك الأيام، تدهورت حالته الصحية وفقد وزنه حتى أصبح هيكلا عظمياً"، بحسب مقطع مصور متداول لها.
وتابعت: "يزن الآن عصفور في الجنة، ولم أكن أتوقع أن يصل الأمر به إلى هذه المرحلة".
وأوضحت أن "غذاء يزن غير متوفر، ويعتمد على الطعام المهروس الذي أصبح من الصعب الحصول عليه في ظل الحرب والحصار".
ووجهت رسالتها إلى العالم بأن يلقي نظرة على واقع غزة وأطفالها، ويروا كيف تغيرت حياتهم وصاروا مهددين بالموت، جراء عدم توفر الغذاء والدواء، مشيرة إلى أنها فقدت يزن اليوم وسيفقد آباء كثيرون المزيد من الأطفال في المستقبل، حيث تمتلئ أقسام الأطفال بحالات مرضية بسبب الحرب وسوء التغذية.