كشف استطلاع رأي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" بتاريخ 5 آذار/ مارس الجاري، ونشر نتائجه أمس الأربعاء، ارتفاع نسبة تأييد أهالي قطاع غزة لعمية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس يوم 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 الفائت ضد مستوطنات الاحتلال في منطقة غلاف غزّة، بنحو 14 نقطة عما كانت عليه نتائج استطلاع أجرتها الجهة نفسها في كانون الأول/ ديسمبر الفائت.
كما تناول الاستطلاع، تباينات الرأي العام الفلسطيني، إزاء دعم مرشحي الرئاسة في حال تنافس فيها مرشحون من حركتي فتح وحماس ومستقلون، وأشارت إلى تدن كبير في شعبية رئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس وبلوغ نسبة عدم الرضا عنه 81%، فيما تدنت أرقامه في مواجهة القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وكذلك أمام مرشحين آخرين.
فيما يخص عملية طوفان الأقصى أكدت الغالبية من الغزّيين بنسبة (71%) إن قرار حركة حماس بشن عملية 7 أكتوبر كان صائبًا، مقارنة بـ 57% في ديسمبر الفائت، أما في الضفة الغربية، فقد تراجع التأييد للعملية وفق نتائج الاستطلاع إلى (71%) بينما كانت نسبة التأييد تبلغ (81%) قبل 3 أشهر، ما يشير إلى انخفاض اعتقاد أهالي الضفة الغربية بأن القرار كان صائبًا بمقدار 11 نقطة، بينما ارتفع في قطاع غزة بنسبة 14 نقطة مئوية، بعد مضي نحو 6 أشهر على الحرب.
وحول مسؤولة معاناة أهالي القطاع الإنسانية التي بلغت أعلى مستوياتها منذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع يوم 7 أكتوبر الفائت، أظهرت النتائج، تحميل أهالي القطاع المسؤولية واللوم على كيان الاحتلال بنسبة (64%) بينما حمل 20% المسؤولية على الولايات المتحدة الأمريكية، فيما هبطت نسبة إلقاء اللوم على حركة حماس والمقاومة إلى 9% مقارنة بما كانت عليه في ديسمبر الفائت، وسجلت حينذاك نسبة 19%.
وفي سياق الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، أظهر التقرير أن 44% فقط من السكان يقولون إن لديهم ما يكفي من الطعام ليوم أو يومين، بينما يقول 55% إنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام ليومين مقبلين. ووفقًا للدراسة، يظهر أن 19% فقط منهم يمكنهم الوصول بسهولة عندما يحتاجون إلى الغذاء أو الماء، بينما يعاني 77% منهم من صعوبة كبيرة أو مخاطرة عند الوصول إلى الموارد.
وفي أرقام أظهرت تفاقم الأوضاع الإنسانية مع مواصلة الاحتلال حرب الإبادة وتصعيدها، أفاد 60% من السكان بأن فردًا على الأقل من عائلاتهم استشهد خلال الحرب الحالية، و68% أبلغوا عن وقوع إصابات في العائلة.
وفيما يخص أهواء الرأي العام الفلسطيني الانتخابية، في حال تنافس كلّ من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والقيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أظهر التقرير أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستبلغ 72% من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزّة.
وبين الاستطلاع، أنّ نسبة التأييد لمروان البرغوثي بين الناخبين جميعهم، بما في ذلك المصوتين وغير المصوتين، تبلغ 40% وهي النسبة الأعلى له منذ سبتمبر 2023 حسبما أشار تقرير الاستطلاع، يليه هنية بنسبة 23% ثم عباس بنسبة 8%.
أما بين المصوتين، بيّن التقرير حصول الأسير مروان البرغوثي على أعلى نسبة تأييد بين المستطلعين بلغت (56%)، يليه إسماعيل هنية من حركة حماس بنسبة 32%. أما في حال ترشح البرغوثي وهنية، فيشير التقرير إلى ارتفاع في نسبة التأييد للبرغوثي بمقدار 11 نقطة مئوية وانخفاض التأييد لهنية بمقدار 8 نقاط مئوية.
وفي حالة ترشح إسماعيل هنية مقابل أي مرشح آخر من حركة فتح، فإنّ نسبة المشاركة ستنخفض إلى 53%، وهناك تباين في نسب التأييد بين الفتحاوي ورئيس الوزراء السابق للسلطة محمد اشتية في حال ترشّح مقابل إسماعيل هنية.
وأظهر الاستطلاع، تفضيل نسبة كبيرة (40%) من الجمهور اختيار مروان البرغوثي كخليفة للرئيس عباس، تليها نسبة 19% تفضل إسماعيل هنية، فيما جاء القيادي في حماس يحيى السنوار، والقياديين الفتحاويين حسين الشيخ والمفصول من فتح محمد دحلان بنسب تفضيل تتراوح بين 10% و4%، ومن الجدير بالذكر أن تفضيل دحلان والشيخ واشتية انحصر تقريباً في قطاع غزّة.
وفيما يتعلق بمستوى الرضا على أداء الرئيس عباس، فإن نسبة الرضا بلغت فقط 16%، بينما تصل نسبة عدم الرضا إلى 81%، وتشير النتائج إلى ارتفاع في نسبة الرضا في قطاع غزة، بينما تراجعت قليلاً في الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بالمطالبات برحيل الرئيس عباس، يعكس الاستطلاع نسبة كبيرة (84%) ترغب في استقالته، مع تباين بالنسبة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وجاءت هذه النتائج والأرقام، عقب دخول حرب الإبادة " الإسرائيلية" على قطاع غزّة شهرها السادس، مخلفةً أكثر من 31.988 شهيد أغلبيتهم من الأطفال والنساء، فيما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 74.188 إصابة، فضلاً عن مليون ونصف المليون نازح ومهجر، وتدمر أكثر من 70% من عمران القطاع وبناه التحتية.