كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير لها أمس الأحد 31 آذار/ مارس، أن "إسرائيل" قدمت مقترحًا للأمم المتحدة، يقضي بتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ونقل موظفيها إلى وكالة أخرى تهتم بضمان توزيع المساعدات والمواد الغذائية في قطاع غزة.
ووفقًا لمصادر مطلعة للصحيفة البريطانية، فإن رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، هرتسي هليفي، قدم الاقتراح الأسبوع الفائت لمسؤولي الأمم المتحدة لدى كيان الاحتلال، الذين أحالوه بدورهم إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش يوم السبت الماضي.
وأشار التقرير إلى أن "أونروا" لم تشارك في المحادثات، بسبب رفض جيش الاحتلال "الإسرائيلي" التعامل معها بناءً على مزاعمه التي أطلقها حول مشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023 الفائت، دون أن يقدم دليل على ذلك.
وتنص الاقتراحات "الإسرائيلية" على نقل ما بين 300 و400 موظف من وكالة "أونروا" إلى وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، مثل برنامج الغذاء العالمي، أو إلى وكالات تُؤَسَّس خصيصاً لنقل المساعدات إلى قطاع غزة.
وحسب التقرير، فإنه يمكن نقل المزيد من الموظفين في مراحل لاحقة، وكذلك نقل أصول وكالة "أونروا" أيضاً، ولكن لا تزال التفاصيل غير واضحة بشأن من سيدير الوكالة الجديدة المقترحة، أو كيفية تأمينها، حسبما أضافت الصحيفة.
أمريكا تدعم والأمم المتحدة تقاوم محاولات تقويض الوكالة
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر دبلوماسية أميركية بأن الولايات المتحدة قدمت دعماً للجهود "الإسرائيلية" في تضمين موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا" في وكالات أخرى.
إلا أنّ جهود الاحتلال "الإسرائيلي" والولايات المتحدة لتمرير المقترحات " الإسرائيلية" تواجه مقاومة من قبل الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش والجهات المانحة للوكالة الأممية. وكان غوتيريش قد أكّد دعمه صراحة للوكالة المعنية باللاجئين الفلسطينيين، حسبما أشار تقرير الصحيفة.
وذكّرت، أنّ غوتيريش قد أكد خلال زيارته لمخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في الأردن الأسبوع الفائت، تصميم الأمم المتحدة على استمرار عمل "أونروا" وتعزيزه، وأهمية الحفاظ على خدماتها.
وشدد على أن الوكالة تمثل "شريان حياة للأمل والكرامة" في الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، حيث تقدم التعليم لأكثر من نصف مليون فتاة وفتى، والرعاية الصحية لنحو مليوني شخص، إضافة إلى توسيع فرص العمل وتقديم الدعم المجتمعي والأسري.
وكانت عدة منظمات إغاثة دولية قد حذرت، من استهداف عمل وكالة "أونروا" وقطع تمويلها على حياة الفلسطينيين ودول الشتات الفلسطيني، حيث سيؤثر توقف الوكالة على المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من مليوني مدني فلسطيني في قطاع غزّة.
وسبق أن كشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط يهدف إلى إنهاء عمل الوكالة في قطاع غزة، ونشرت قناة "إسرائيلية" بعض تفاصيل وثيقة سرية في وزارة خارجية كيان الاحتلال، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أوردت أنّ الاحتلال يخطط لإخراج وكالة "أونروا" من قطاع غزة، واستبدالها بمنظمة أخرى توفر خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية.
اقرأ/ي الخبر: الاحتلال يخطط لإخراج "أونروا" من قطاع غزة
وكانت نحو 17 دولة قد أوقفت تمويلها لوكالة "أونروا" على رأسها الولايات المتحدة، عقب مزاعم "إسرائيلية" حول مشاركة موظفين لديها بعميلة طوفان الأقصى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، ترافقت مع المقترحات " الإسرائيلية" بإنهاء عمل الوكالة، قبل ان تتراجع نحو 7 دول عن تعليق التمويل خلال الأيام والأسابيع الفائتة.