تعمل ورش بناء تابعة لمحافظة دمشق، على تحويل باحة مدرسة المنصورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الكائنة في شارع المدارس وسط المخيم، إلى حديقة عامّة، ما أثار انتقادات واسعة بين أهالي المخيم، لتحويل مدرسة إلى حديقة، في وقت يحتوي المخيم الكثير من الحدائق العامة التي يمكن إعادة تأهيلها.
وبدأ العمل على تحويل المدرسة، منذ منتصف آذار/ مارس الفائت، بناءً على قرارات صدرت في مطلع كانون الثاني/ يناير الفائت، ضمن حزمة مناقصات قُدمت إلى محافظة دمشق، من أجل إقامة مشاريع، ومنها تحويل المدرسة إلى حديقة، وتأهيل خطوط الهاتف الأرضي، وبعض المشاريع المتعلقة بالصرف الصحي، حسبما أفاد مصدر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ مشروع إقامة حديقة بدل المدرسة، يجري بتنفيذ من فرق تابعة لمحافظة دمشق، ضمن مشاريع لمتعهدين ورجال أعمال، حصلوا على تراخيص عمل في المخيم، استهلّت بتركيب محولات كهرباء وإزالة الأنقاض من بعض المناطق وسواها.
ويأتي تحول المدرسة إلى حديقة، في وقت لم تتوقف المطالب الأهلية لوكالة "أونروا" بإعادة تأهيل مجمع المدارس ومؤسسات الوكالة، بما يعنيه ذلك من استعادة للمخيم ورمزيته، وإعادة للخدمات الأساسية والحيوية التي تحفّز الناس للعودة وترميم وبناء منازلهم.
وعبّر أحد اللاجئين الفلسطينيين من أبناء المخيم، طلب عدم ذكر اسمه، عن استهجانه للعمل الذي "فاجأ الناس نظراً لكونه ليس ذو أولوية ولا يستفيد منه السكان، فضلاً عن كونه ينهي مدرسة إعدادية للبنات، والمخيم بحاجة إلى إعادة تأهيلها" حسب قوله.
واعتبر اللاجئ، أن المشاريع التي تقام في المخيم، "هدفها إفادة المتعهدين، كالحديث عن تأهيل مقسم الهاتف، في وقت أنّ معظم المخيم مدمر، ولا يوجد من يستفيد من الهاتف الأرضي ولا من يستخدمه في هذه الأيام".
لاجئ آخر عرّف عن نفسه باسم " أبو نوار" قال لموقعنا، إنّ ما يجري في المخيم منذ العام 2018، هو "ضحك على الناس واستعراض وهدر للأموال" وأشار إلى أنّ المخيم يضم عدداً من الحدائق العامة، وهي أولى بإعادة التأهيل، وليس تحويل مدرسة إلى حديقة في مخيم شبه فارغ، حسب قوله.
وتغيب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، عن وضع اللاجئين في صورة مشاريعها داخل المخيم، والتي كان آخرها إعادة تأهيل مدرسة الفالوجة في آب/ أغسطس 2023 الفائت بدعم إيطالي.
علماً، أنّ الوكالة كانت قد تحدثت منذ العام 2022 المنصرم، عن قرار صدر لتجهيز ثلاث منشآت لها، تتضّمن مدرسة المنصورة التي يجري تحويلها الآن إلى حديقة، ومركز دعم الشباب في شارع المدارس، إضافة إلى مركز "الإعاشة"، والذي جرى إعادة إعماره مؤخراً.
يذكر، أن 16 مدرسة تابعة لـ "أونروا" تعرضت للتدمير خلال عمليات القصف الجوي والبري إبان العمليات التي شنها جيش النظام السوري على مخيّم اليرموك في نيسان/ أبريل 2018، فيما لم تتوقف المطالب بإعادة إعمار منشآت الوكالة التي يبلغ عددها 32 منشأة بين تعليمية وصحيّة وسواها، منذ توقف العمليات واستعادة النظام سيطرته على المخيّم.
موضوع ذو صلة: المخطط التنظيمي لمخيّم اليرموك يتجاوز الخصوصية السياسية والوطنية للفلسطينيين في سوريا.