يستقبل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا عيد الفطر هذا العام، والذي يحل الأربعاء 10 نيسان/ أبريل الجاري، في ظل ظروف معيشية يصفونها بالأسوأ مقارنة بالسنوات السابقة.

ففي هذا العام تضاعفت أزمات اللاجئين الفلسطينيين الاقتصادية نظراً لتفاقم الانهيار الاقتصادي في البلاد، وارتفاع مستويات التضخم، وغلاء الأسعار وشحّ الأجور، ورافق كلّ ذلك، عدم صرف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المعونة المالية المخصصة لهم بشكل دوري منذ بدء عام 2024 الجاري، ما حرمهم من رافد معيشي أساسي خصوصاً في فترات الأعياد.

وتصرف وكالة "أونروا" المعونة المالية عادةً، بموجب 4 دورات خلال العام، ولا تتجاوز قيمتها 22 دولاراً للفرد الواحد، بالليرة السورية وفق السعر الرسمي للدولار، ورغم ذلك فإنها تشكل عامل دعم معيشي للأسر، وخصوصاً في فترة الأعياد، حيث يعوّل الكثير من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عليها لشراء بعض احتياجات أطفالهم ومنازلهم، وخصوصاً بعد أن شهدت البلاد ارتفاعاً بالأسعار بنسبة 100% خلال العام الجاري، وخصوصاً أسعار الملابس.

ملابس الأطفال أعلى من راتب الموظف

اللاجئ الفلسطيني في مخيم جرمانا "أبو يامن" ولديه أسرة من 5 أفراد، وصف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين وضع اللاجئين المعيشي دون معونة "أونروا" بأنّه تجريد للاجئ من رافد بسيط كان يعوّل عليه لتأمين احتياجات العيد لأبنائه ورسم البهجة على وجوههم.

وأشار أبو يامن إلى أنّه وعائلته ومعظم أهالي المخيم، انتظروا المعونة قبل حلول رمضان، إلّا أنّ الوكالة قد تذرعت بأزمتها المالية ووقف التمويل، ما جعل الأهالي يتفاءلون بصرفها قبل حلول عيد الفطر، خصوصاً بعد استئناف الدول تمويلها وحصولها على مبالغ كبيرة، ولكن ذلك لم يحصل حسبما أضاف.

ويؤكد أبو يامن أنّ هذا العيد هو الأسوأ على الإطلاق بين الأعياد التي مرت عليهم طوال السنوات الأخيرة منذ العام 2011، حيث ارتفعت أسعار ملابس الأطفال لتبلغ مستويات يعجز معظم اللاجئين عن استيفائها، في ظل شحّ الأجور، وقال: إنّ أرخص قطعة ملابس في سوق منطقة جرمانا بلغ سعرها 200 ألف ليرة، وأشار إلى أنّه أراد شراء ثوباً لابنته وتفاجأ بسعره 300 ألف ليرة سورية، وهو أعلى من دخله الشهري.

ويبلغ سعر أرخص حذاء في الأسواق، بين 100 و150 ألف ليرة، فيما يبلغ سعر البنطال بين 200 و250 ألف ليرة، حسبما أكّد اللاجئ الفلسطييني مشيراً إلى أنّ معونة الوكالة، كانت ستؤمن بعض الحاجيات لأطفال المخيّمات، "ما جعل تأخرها يكون بمثابة كارثة معيشية".

أونروا عيّدت أبناءنا بحرمانهم من المعونة

حال اللاجئين في مخيم جرمانا بريف دمشق وأكثرها اكتظاظاً، يطابق أحوال اللاجئين في كافة المخيمات على الأراضي السورية، ويقول اللاجئ الفلسطيني منصور بلاوني من مخيم خان دنون لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن وكالة "أونروا" أرادت أن "تُعيّد" أبنائنا بحرمانهم من المعونة.

وعبّر بلاوني عن غضبه من سلوك الوكالة، وقال: إنّ الوكالة يجب أن تأخذ بعين أولوياتها، صرف المعونة المالية قبل حلول المناسبات الاجتماعية والأعياد، واعتبر حديث الوكالة عن الأزمة المالية مجرد "تبريرات" نظراً " لتلقي الوكالة الكثير من الدعم خلال الشهرين الأخيرين" وفق قوله.

وأشار اللاجئ الفلسطيني إلى انّ "أهالي المخيمات لا يثقون في إدارة الوكالة التي لا تفكر بمصلحة اللاجئين واحتياجاتهم وهمومهم، ولا تقول أنّ اللاجئين يريدون أن يفرحوا أبناءهم بملابس العيد أو بحذاء أو قميص جديد، أو مصروف يد على الأقل".

ووصف اللاجئ معونة الوكالة، بأنّها "بالكاد تكفي كعيدية للأطفال خلال العيد، لشراء قطعة ملابس جديدة، لإشعارهم ببهجة العيد في وقت لم يعد يوجد شيء يشعرنا بحلوله خصوصاً مع ما يحصل لأهلنا في قطاع غزّة، وازدياد الفقر والحاجة في المخيمات".

وتشهد أسواق المخيّمات، حالة من الكساد وضعف الاقبال على الشراء، سواء الملابس أم الحلويات، حيث يعمد الأهالي إلى شرائها أو صنعها في المنزل، في تقليد لم يعد يعتمده اللاجئون، نزولاً عند الانهيار المعيشي الذي يتعمق عاماً بعد عام.

ويشير اللاجئ "بلاوني" إلى انّ روائح كعك العيد قد اختفت من المخيم، باستثناء العائلات القادرة على استيفاء متطلبات الكعك، بدعم من ذويهم المغتربين، أو بعض العائلات الميسورة، بينما غالبية سكان المخيم لم يعودوا قادرين على ذلك، نظراً للتكلفة الباهظة، وتقدّر للكيلو غرام الواحد من الكعك، بنحو 800 ألف ليرة سورية.

وتتجاوز نسبة الفقر المطلق في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عتبة 90 % حسبما أشار المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني" في تصريحات سابقة، دون تحديث المؤشرات المعيشية منذ العام 2022 المنقضي، في وقت يزداد الطلب على الإغاثة، نظراً لعدم تغطية الدخول المعيار الدولي للفقر المطلق، والمحدد بـ 1.9 دولار يومياً للفرد.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد