أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن الجيش "الإسرائيلي" ينتهج أساليب جديدة ومثيرة للقلق، لقتل المدنيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة، وتقوم على استدراج المدنيين عبر بث أصوات لنساء وأطفال يطلبون المساعدة من طائرات مسيّرة، واستهداف كل من يخرج لنجدتهم عبر طائرات " كواد كابتر".

ووضع المرصد هذا الأسلوب، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد الغزّيين للشهر السادس على التوالي، وتندرج ضمن جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال "الإسرائيلي" ضد سكان قطاع غزة، ما يتطلب التدخل الدولي الفوري لمحاسبة المسؤولين وتقديمهم للعدالة، بحسب المرصد.

ووثق "الأورومتوسطي" شهادات لسكان المخيم، أفادوا فيها بسماعهم أصوات بكاء لأطفال رضع وصراخ نساء خلال ساعات متأخرة من الليل، قبل أن يتضح أن هذه الأصوات مسجلة وتبثها طائرات "كوادكابتر" إسرائيلية بهدف جذب المدنيين واستدراجهم لقنصهم وإطلاق النار عليهم.

وأفادت الشهادات بأن هذه الأصوات المسجلة تضمنت أيضاً أصوات إطلاق نار واشتباكات مسلحة ودوي انفجارات، بالإضافة إلى بث أغاني باللغتين العبرية والعربية بهدف زيادة الترهيب لدى السكان.

ونقل المرصد عن أحد سكان المخيم: "كنا جالسين ليلًا فسمعنا أصوات فتيات ونساء يصرخن بعبارات مثل "تعالوا أسعفوني أنا مصابة"، خرجنا لنرى ماذا يحدث، لم نجد أي نساء، لكن طائرة كوادكابتر أطلقت النار علينا بشكل مباشر".

وأشار الشاب الذي نقل عنه المرصد ويبلغ من العمر 20 عاماً، إلى إصابة شخصين أمامه إصابات خطيرة بالرأس، فيما تمكن هو من الهرب. مضيفاً أنّه لم يستطع إسعافهم، بسبب استمرار إطلاق النار، فقاموا بالتواصل مع الإسعاف وجاء لنقلهم.

ونبّه الشاب، إلى أنّ هناك الكثير من السكان ممن يسمعون هذه الأصوات ويتجاوبون معها بقصد المساعدة.

وفي شهادة أخرى قالت سيدة في الستينات من العمر نقلها المرصد: "سمعت أصوات رصاص كثيفة تبع أصوات نساء يصرخن بأن أبناءهن مصابون ويطلبن المساعدة من السكان".

وأضافت: "استمر هذا الصوت لنحو 10-15 دقيقة، لكن لم يخرج أحد منا في البيت لأنني عرفت بأن تلك تسجيلات تبثها الطائرات، ولأن الوقت كان متأخراً جدا"

وحذّر "الأورومتوسطي" من خطورة الأساليب اللاأخلاقية واللاإنسانية التي ينتهجها الجيش "الإسرائيلي" ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، والآخذة بالتوسع يوماً بعد يوم، والتي تلحق بهم أضراراً نفسية وجسدية شديدة، في ظل استمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وأشار المرصد إلى أن هذه الأساليب "الإسرائيلية" تزامنت مع هجمات عسكرية عنيفة بالقصف المدفعي والجوي وإطلاق النار، مما أسفر عن العديد من القتلى والإصابات بين المدنيين في مخيم النصيرات.

وشملت الهجمات العسكرية العشوائية والمنهجية التي تستهدف المدنيين دون تمييز، أي شخص يتحرك في الشوارع أو ينظر خارج النوافذ، بالإضافة إلى السكان الذين يحاولون استكشاف المناطق المحيطة بمنازلهم أو التنقل بين مراكز الإيواء، حسبما بيّن المرصد.

ولفت المرصد إلى استهداف الاحتلال، المساجد والمدارس التي تشكل ملاذاً للنازحين، وتسببت هذه الهجمات في أضرار جسيمة ونفسية للمدنيين، مما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وجريمة حرب بموجب القوانين الدولية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد