أصدرت المؤسسات الفلسطينية المعنية بشؤون الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" ورقة حقائق حول واقع وأعداد الأسرى الفلسطينيين في السجون، وذلك بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف يوم 17 نيسان/ إبريل من كل عام، وعكست الأرقام، ما وصفته المؤسسات بالتحولات الجذرية في واقع الأسرى بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، سواء معتقلي الضفة الغربية أم قطاع غزة، في ضوء العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وأسراه واستمرار الإبادة الجماعية في غزة منذ أكثر من 6 شهور متتالية.
وجاءت ورقة المؤسسات، على ضوء شهادات لأسرى داخل السجون وآخرين أفرج عنهم، وبيّنت تصاعد جرائم الاحتلال ضد الأسرى منذ 7 أكتوبر، من حيث كثافة التعذيب والتنكيل والإجراءات الانتقامية التي مورست عليهم داخل السجون، ما أدى الى ارتقاء 16 أسيراً، إضافة إلى استشهاد 27 أسيراً من أبناء قطاع غزة داخل معسكرات الاحتلال، فيما يواصل الاحتلال رفضه الإفصاح عن مصير الآلاف من أبناء القطاع منهم نساء وأطفال، مازالوا رهن الاعتقال في السجون والمعسكرات.
9500 أسيراً وأسيرة بينهم 3660 معتقلاً إدارياً و200 طفل
وأعلنت المؤسسات الفلسطينية وهي (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير، مؤسسة الضمير) أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" قد بلغ أكثر من 9500 أسيراً وأسيرة، وذلك في ظل استمرار حملات الاعتقال التي تشهدها المناطق الفلسطينية المحتلة.
ووفقاً للبيانات التي نشرتها المؤسسات، فإن أعداد الأسيرات الفلسطينيات قد شهدت زيادة ملحوظة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث وصل عددهن إلى 80 أسيرة.
كما شهد عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال ارتفاعاً غير مسبوق تاريخياً، حيث بلغ عددهم أكثر من 3660 معتقلاً، بينهم 22 امرأة وأكثر من 40 طفلًا.
وحول الأسرى الأطفال، أفادت المؤسسات، بأن عدد الأطفال المسجونين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" بلغ أكثر من 200 طفل، موزعين على سجون عجة منها (مجدو، عوفر، والدامون).
وبحسب المعطيات المتوفرة لدى المؤسسات المعنية، فإن 24 طفلاً من غزة معتقلون في السجون، وهم جزء من إجمالي عدد الأطفال المسجونين في سجن (مجدو).
ولفتت المؤسسات، إلى أنّه ورغم التقارير الصادرة، إلا أنه لا توجد معلومات مؤكدة حول وجود أطفال آخرين من غزة في المعسكرات، وذلك في ظل استمرار جريمة الاختفاء القسري.
مرضى وصحفيون ونوّاب أسرى
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين، مرضى وصحفيون ونواب في المجلس التشريعي، حيث أشارت المؤسسات إلى أنّ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال ارتفعت بشكل كبير بعد 7 تشرين الاول/ أكتوبر، والعديد منهم تفاقمت أوضاعهم الصحيّة بشكل كبير جراء سياسة التعذيب والإهمال الصحّي.
أمّا الصحفيون، فقد بلغ عددهم في سجون الاحتلال 56 صحفياً، منهم 45 تم اعتقالهم بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما بيّنت ورقة المؤسسات، وجود 17 نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني داخل سجون الاحتلال، بينهم الأسيران القائدان مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وأشارت إلى أنّ جلّ النواب معتقلون اعتقالاً إداريّاً.
وفي سياق متصل، أشارت المؤسسات إلى أن الاحتلال قد صنف أكثر من 849 معتقلاً بأنهم "مقاتلين غير شرعيين" بحسب وصفه، وهو تصنيف يعود إلى بداية نيسان/ إبريل الجاري.
الأسرى القدامى منذ ما قبل توقيع اتفاق "أوسلو"
وقالت المؤسسات: إنّ عدد المعتقلين القدامى الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاق "أوسلو" بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 1993، 21 أسيراً، بعد استشهاد الأسير القائد وليد دقة يوم السابع من نيسان/ ابريل 2024، الجاري وهو من أسرى ما قبل الاتفاق المذكور.
ومن بين هؤلاء الأسرى القدامى، الأسير محمد الطوس من بلدة الجبعة المعتقل منذ عام 1985.
ووفقًا لبيانات الهيئة، يضاف إلى الأسرى القدامى المعتقلين بشكل متواصل 11 آخرين تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية "أوسلو"، وتم الإفراج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 بين المقاومة والاحتلال مقابل الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط"، ثم أُعيد اعتقالهم عام 2014.
ومن بين هؤلاء الأسرى القدامى، الأسير القائد نائل البرغوثي الذي أمضى أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة على مرحلتين، حيث بلغت مجموع سنوات اعتقاله أكثر من 44 عاماً.
كما يضاف إلى هؤلاء الأسرى القدامى أسرى انتفاضة الأقصى، الذين تجاوز العديد منهم مدة اعتقالهم 21 عامًا في سجون الاحتلال. ومن ضمن هؤلاء الأسرى القدامى قادة عسكريون معظمهم يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد.
الأسرى المؤبدون وشهداء الحركة الأسيرة
وأوضحت ورقة المؤسسات أن عدد الأسرى الذين يقضون أحكاماً مؤبدة، وينتظرون أحكاماً مؤبدة، حوالي 600 أسير، وفيما يتعلق بالشهداء الأسرى، فقد ارتفع عددهم إلى 252 شهيداً منذ عام 1967.
وارتقى في سجون الاحتلال 16 أسيراً ومعتقلًا داخل سجون الاحتلال بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أضيفوا إلى الشهداء السابقين.
وأكدت المؤسسات، أن هذا العدد لا يشمل جميع شهداء الحركة الأسيرة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مع استمرار إخفاء هويات غالبية الشهداء من معتقلي غزة الذين ارتقوا في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
وذكرت الورقة، الأسير الشهيد والمفكر الفلسطيني وليد دقة (أبو ميلاد)، الذي استشهد يوم 7 نيسان/ أبريل الجاري، في مستشفى "أساف هاروفيه" بعد 38 عاماً من الاعتقال، حيث واجه كافة أنواع العذاب والتنكيل والسلب والحرمان والعزل، حتى أصيب بالسرطان، ولم يفرج عنه رغم انتهاء مدة محكوميته، كما لم يسمح لعائلته بزيارته حتى استشهاده.
ولفتت المؤسسات، إلى احتجاز الاحتلال جثامين 27 أسيراً شهيداً، أقدمهم الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980.
تضاعف أعداد الأسرى في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023
كما خصصت ورقة المؤسسات حيزاً لاستعراض اعتقالات الاحتلال للفلسطينيين المتصاعدة في مدن الضفة الغربية والقدس، بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث بلغت حصيلة حملات الاعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس أكثر من 8270 أسيراً حتى الآن.
وشملت الحملات المستمرة جميع الفئات الفلسطينية، وتجري الاعتقالات بشكل منظم سواء من المنازل، أو عبر الحواجز العسكرية، أو الذين دفعهم الاحتلال لتسليم أنفسهم تحت الضغط، وكذلك الذين احتجزوا كرهائن.
وفي تفاصيل الاعتقالات، بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف النساء نحو 275 حالة، تشمل النساء اللواتي اعتقلن من أراضي الداخل عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهن في الضفة.
كما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال نحو 520 حالة، فيما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين بعد السابع من أكتوبر 66 حالة، بقى منهم 45 صحفياً رهن الاعتقال.
وأصدر الاحتلال، أكثر من 5168 أمر اعتقال إداري بحق أسرى بينهم نساء وأطفال، في ظل جرائم وانتهاكات متصاعدة، منها: عمليات التدمير والخراب والتنكيل والاعتداءات بالضرب المبرح ومصادرة الممتلكات.
كما بينت المؤسسات، أنّه وفي إطار اتفاق الهدنة الذي تم في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023، تم الإفراج عن 240 أسيرًا طفلاً وأسيرات في 7 دفعات تبادل، ولكن الاحتلال أعاد اعتقال 15 منهم، وأبقى على اعتقال 13 منهم، بينهم 5 أطفال و4 نساء.
وتأتي هذه المعطيات تأتي في ظل استمرار الاحتلال في رفض الإفصاح عن أي معلومات بخصوص عدد المعتقلين من غزة، ومواصلة ارتكابه لجريمة الإخفاء القسري بحقهم، إضافة إلى اعتقال فلسطينيين من غزة كانوا موجودين في الضفة الغربية أو في مدينة القدس للعلاج.