أعاد الأمين العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التحذير مجدداً من مغبة إنهاء عمل الوكالة، على السلم والأمن الإقليميين والوضع الإنساني في قطاع غزّة والمنطقة، وذلك في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأربعاء 17 نيسان/ أبريل، ونبّه مما وصفها بـ "المحاولات الخبيثة" لإنهاء عملها.

وقال لازاريني: "اليوم، تجري حملة خبيثة لإنهاء عمليات الأونروا، مع ما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على السلام والأمن الدوليين." مشيراً إلى أنّ "أونروا" تشكل قوة استقرار في منطقة "الشرق الأوسط" وتشكل العمود الفقري للعملية الإنسانية في قطاع غزّة، وتنسق المساعدات المنقذة للحياة.

ودعا لازاريني إلى إجراء تحقيق مستقل، في الانتهاكات التي تعرضت لها "أونروا" وموظفيها في قطاع غزّة، "وإحقاق المساءلة عن التجاهل الصارخ للوضع المحمي بموجب القانون الدولي للعاملين في المجال الإنساني، والعمليات، والمرافق".

واستعرض المفوض العام، ملامح ما وصفها بالضغوط الهائلة التي تتعرض لها الوكالة في غزّة، والحملة التي تواجهها وتهدف إلى إخراجها من القطاع، ومساعي حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصلة لذلك، وتشمل تلك المساعي جملة من الانتهاكات التي تحدث عنها المفوض العام.

وأشار لازاريني، إلى الرفض المستمر لطلبات "أونروا" بإيصال المساعدات إلى قطاع غزّة مرارا وتكرارا من قبل الاحتلال، ومنع موظفيها من حضور اجتماعات التنسيق بين "إسرائيل" والجهات الفاعلة في المجال الإنساني، فضلاً عن الاستهداف المتواصل لمباني الوكالة مذ بدء الحرب.

ولفت إلى قتل الاحتلال 178 من موظفات وموظفي الوكالة، وتعرض أكثر من 160 مبنى للأونروا، يستخدم معظمها كمراكز إيواء، للأضرار أو للتدمير، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص، فضلاً عن استخدام المباني التي أخلتها الوكالة لأغراض عسكرية من قبل القوات "الإسرائيلية".

وقال المفوض العام: "لقد تم احتلال مقر رئاسة الوكالة عسكريا، وظهرت مزاعم عن وجود أنفاق تحت مرافقنا، وروى موظفو الأونروا الذين اعتقلتهم قوات الأمن الإسرائيلية روايات مروعة عن سوء المعاملة والتعذيب أثناء الاحتجاز".

وشدد لازاريني، على أنّ عدم القيام بتحقيق مستقل بالانتهاكات التي طالت وكالة "أونروا" وموظفيها، "من شأنه أن يشكل سابقة خطيرة، ويعرض العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم للخطر".

اقرأ/ي ايضاً: "أونروا" تكشف شهادات مروّعة حول تعرض معتقلين ومعتقلات من غزة للتعذيب

وانتقد لازاريني، عدم عدول العديد من الدول التي علقت تمويلها للوكالة، بناء على مزاعم "إسرائيلية "مشاركة موظفين فيها في عملية 7 أكتوبر، رغم اتخاد "أونروا" العديد من الإجراءات التي أشار إليها في خطابه، كتوقيف الموظفين المتهمين، وإجراء تحقيق من خلال مكتب الرقابة الداخلية في الأمم المتحدة.

وسلط المفوض العام الضوء على الوضع الإنساني المأساوي في غزة، بعد 6 أشهر من القصف "الإسرائيلي" ومعاناة الأطفال والمدنيين من آثار الحرب والحصار الطويل، وتحويل المنازل والمدارس والمستشفيات إلى ركام.

وقال إنّ أكثر من 17,000 شخص فقدوا أسرهم، وتركوا ليواجهوا الويلات بمفردهم، بينما الأطفال يموتون ويعانون الجوع والجفاف، ويعيشون بدون أمان جسدي أو نفسي، والمجاعة تنتشر في غزة، حيث يموت الأطفال الرضع في شمال القطاع؛ بسبب سوء التغذية والجفاف.

واختتم لازاريني كلمته بتوجيه 3 نداءات ملحّة، دعا في أولها، أعضاء المجلس إلى العمل وفقاً لقرار الجمعية العامة رقم 302 لحماية دور الوكالة، مؤكداً أن الوكالة لطالما كانت راعية لحقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولا يمكنها التخلي عن دورها المركزي في تقديم الخدمات الحيوية.

ثانياً: حث أعضاء المجلس على الالتزام بعملية سياسية حقيقية "تؤدي إلى حل يمكن أن يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين" مع تأكيد ضرورة دعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

وثالثاً: شدد على أهمية الاعتراف بأن العملية السياسية وحدها لن تضمن السلام المستدام، ودعا إلى رفض التجريد من الإنسانية والاختيار بين التعاطف مع الفلسطينيين أو الإسرائيليين، مع التأكيد على ضرورة العمل المتعدد الأطراف لتحقيق مستقبل سلمي وآمن للجميع".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد