غضب واسع لتدني قيمتها..

معونة "أونروا" في سوريا لم تعد عاملاً مساعداً في المعيشة

الثلاثاء 23 ابريل 2024

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن موعد صرف المعونة المالية للدورة الأولى للعام 2024، وذلك بعد انتظار اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عدّة أشهر منذ نهايات العام 2023 الفائت، وحددت موعد صرفها بدءاً من 15 أيار/ مايو المقبل.

قيمة المعونة، أثارت ردود فعل ساخطة من قبل اللاجئين، نظراً لكونها لم تعد عاملاً مساعداً لتبدر شؤون حياتهم، في ظل ارتفاع نسب الفقر وغلاء الأسعار، وازدياد نسب التضخم وتعمق الانهيار الاقتصادي في البلاد، وطالت الانتقادات، "المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" التي وجهت شكرها للوكالة دون تقديم توصيات بإعادة النظر في الإغاثة التي تقدمها الوكالة وتطويرها.

وتغطي المعونة المراد صرفها، 4 أشهر من كانون الثاني/ يناير إلى نيسان/ أبريل، وسيجري صرفها وفق سعر الصرف الرسمي للدولار الأمريكي والبالغ 12 ألفاً و500 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، حيث ستحصل الفئات الأكثر ضعفاً على مبلغ 750 ألف ليرة، والفئات العادية على مبلغ 500 ألف، بعد نحو 6 أشهر على آخر توزيع جرى في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الفائت.

مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في درعا جنوب سوريا، رصد ردود فعل ساخطة من أهالي مخيم للاجئين الفلسطينيين في المدينة، والذي يعتبر الأكثر فقراً في سوريا، تجاه القيمة المتدنية لمعونة الوكالة، واعتبرها الأهالي "صادمة وغير متوقعة" بعد تأخير طويل، خصوصاً أنها جاءت بعد تسريبات عن دفعة مالية جيّدة، ولا سيما بعد ارتفاع سعر صرف الدولار.

إلا أنّ "الدفعة المالية الجيّدة"، لم تكن سوى مبلغ متضخم نتيجة انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وليس نتيجة زيادة "أونروا" القيمة الأساسية التي تأتي بالدولار الأمريكي، وتصرف للاجئين بالليرة السورية وفق السعر الرسمي للصرف، مع تدني أوسع في قيمتها الشرائية جراء ارتفاع الأسعار بشكل عام.

تورطنا في الديون والمعونة لم تعد تساعد على السداد

الحاجة "أم قاسم" وهي ربّة أسرة وأمّ لابنتين، عبّرت لمراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين عن سخطها بعد إعلان قيمة المعونة، وأكدت أنها لم تعد عاملاً مساعداً مؤثراً في معيشتهم.

وأوضحت "أم قاسم" أنّ الاستفادة الأساسية من المعونة الدورية، كانت تصب في سداد الديون المتراكمة عند محال البقالة، حيث يعتمد الأهالي على شراء حاجياتهم بالدّين، وسدادها حين تصرف الوكالة المعونة الماليّة، إلا أنّ التأخّر في الصرف والقيمة المتدنية لها، "جعل الناس في ورطة حقيقية أمام أصحاب المحال، فمعظم الأهالي باتوا عاجزين عن سداد ديونهم، ونحتاج الى معجزة للخلاص من الورطة"، حسبما عبّرت اللاجئة الفلسطينية.

1.1.jpg
أحد محال البقالة في مخيم درعا

انتقادات أهالي المخيم، انصبت كذلك على التصنيفات التي تعتمدها الوكالة، بين فئات أكثر عوزاً وأخرى عاديّة، وطالما أثار هذا التصنيف غضب اللاجئين خلال السنوات السابقة، نظراً لكون نسب الفقر المطلق تتعدى 93%، بحسب أرقام الوكالة المثبتة حتّى عام 2022 الفائت دون تحديثها، رغم تفاقم المؤشرات المعيشية.

اللاجئ من أبناء المخيم "أبو علي" وهو مصاب حرب ولديه عائلة كبيرة، يشير إلى مراسلنا إلى أنّ المعونة المالية لم تعد تكفي لسداد الديون وشراء متطلبات المنزل، لافتاً إلى أنّ وضعه لكونه مصاباً، لا يستطيع العمل، وكان يأمل بفتح مشروع صغير كمحل بقالة بسيط أو "بسطة" بيع بنزين، كما هو دارج الآن.

ويتابع "أبو علي" أنّ "أحلام اللاجئين الفقراء في فتح مشاريع صغيرة، بات من الأحلام الكبيرة، لذلك صار الاعتماد الأساسي في دعم المعيشة على معونة "أونروا" التي لم تعد تفي لسداد الديون، لذلك على الوكالة أن ترفع قيمة المعونة، وتوحد الفئات وجعلها كلها أكثر ضعفاً"، حسبما أفاد اللاجئ لمراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.

ويثير أهالي مخيم درعا، عدّة ملفات تمس حياتهم وأمنهم المعيشي، كمسألة ترميم المنازل وإعادة إعمار المخيم، الذي يلفه الدمار بنسبة 75% جراء العمليات العسكرية لجيش النظام السوري والمعارك التي شهدها خلال السنوات السابقة، فضلاً عن ترميم البنى التحتية والخدمية، وسط تساؤلات عن وضع الوكالة هذه المسائل ضمن ترتيباتها.

معونة لا تدعم شراء المياه

وفي مخيم السيدة زينب، أحد مخيمات ريف العاصمة دمشق، والتي يعاني أهله صعوبات معيشية مضاعفة، كعدم توفر المياه الصالحة للشرب، ما يشكل تحدياً معيشياً كبيراً للأهالي الذي يتكبدون تكاليف توفيرها عبر صهاريج البيع، يشير لاجئون فلسطينيون إلى أنّ معونة "أونروا" لم تعد تكفي لدعم شراء المياه.

يقول اللاجئ الفلسطيني "إيهاب شمّا" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّه يضطر لشراء المياه من الصهاريج المتنقلة مرة أو مرتين أسبوعيا، جراء انقطاع الكهرباء معظم أوقات اليوم، وتعذر القدرة على سحب المياه الحكومية، فضلاً عن انقطاعها المتكرر، ما يكلف أكثر من 95 ألف ليرة سورية شهرياً.

ويضيف اللاجئ الذي تصنف الوكالة عائلته ضمن الفئات العادية، إنّ مبلغ 500 ألف الذي ستصرفه الوكالة بعد 6 أشهر على آخر دفعة توزيع، لن يكفي سد احتياجات المياه للأشهر الستّة "التي قضيناها في الاستدانة لتوفير حاجياتنا الرئيسية من مياه وطعام" حسب قوله.

دعوات للاحتجاج في المخيمات

وفي السياق، صدرت دعوات في العديد من مخيمات اللاجئين في سوريا، لتنظيم احتجاجات شعبية لتسليط الضوء على معاناة اللاجئين في البلد الذي يتعمق انهياره الاقتصادي يوماً بعد يوم، وتجد شرائح اللاجئين الفلسطينيين فيه نفسها مجردة من عوامل أمنها الغذائي جراء تقليصات وكالة "أونروا".

وفي مطالب أهلية انتشرت في مخيم جرمانا ومخيم خان دنون وسواها في ريف دمشق، دعا نشطاء، الفصائل الفلسطينية في سوريا، إلى استصدار تصاريح للاجئين الفلسطينيين، لتنظيم احتجاجات أمام مقار وكالة "أونروا" للفت الأنظار على المعاناة المتفاقمة ومطالبة الدول المانحة بتكثيف دعمها للاجئين، ومطالبة الوكالة إعادة جدولة المساعدات الإنسانية وإعطائها الأولوية ضمن مشاريع الوكالة.

ودعت صفحات معنية بنقل أخبار المخيمات، إلى أوسع نشر لدعوات الاحتجاج، واقترحت أن تكون التحركات أمام مقر رئاسة الوكالة في منطقة المزّة، أو تشكيل وفد كبير من الأهالي والوجهاء وشخصيات اعتبارية للتوجه فورا إلى رئاسة "أونروا" والاحتجاج على تقليص خدماتها وخاصة المساعدات المالية المستحقة للاجئين.

1.2.jpg


 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد