أعلن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، أن عدد الفلسطينيين المقيمين في محافظة رفح لغاية 22 نيسان/ أبريل الجاري، يقدر بحوالي 1.1 مليون فرد، يعيشون في مساحة 63.1 كم2، جاء ذلك تزامنا مع كشف مصادر صحفية عن خطة طوارئ مصرية بمحافظات إقليم القناة، بما ينذر باقتراب موعد اجتياح الاحتلال للمدينة.
وأكد جهاز الإحصاء المركزي أن حرب الإبادة الجماعية المستمرة من أكتوبر الفائت، أدت إلى تهجير قسري للسكان تجاه محافظة رفح التي تكتظ الآن بالنازحين والمهجرين داخلياً.
ولفت إلى ارتفاع كثافة السكان إلى حوالي 17,500 فرداً لكل كم 2، بعد أن كانت عشية الحرب تقدر بـ 4,360 فردا لكل كم 2 في رفح، وهو ما يشكل كارثة إنسانية وبيئية، وضغطا هائلا على الخدمات الشحيحة، والقدرة على الحصول على أبسط سبل الحياة.
ويعاني قطاع غزة للشهر السادس على التوالي ويلات حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة، والتي أدت إلى وقوع عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، عدا عن عمليات التدمير الواسعة للمدن، وتهجير سكانها داخليها.
وبحسب جهاز الإحصاء المركزي، "رغم عودة أعداد محدودة من المواطنين إلى أماكن سكنهم الأصلية في شمال ووسط القطاع"، شهد قطاع غزة تغييرات هيكلية في نمط وتوزيع السكان في محافظات القطاع، بسبب استهداف كافة مناطقه.
ولفت الإحصاء في بيان، أمس الخميس، إلى أن عدد الفلسطينيين المقيمين في محافظتي غزة وشمال غزة يقدر حاليا بحوالي 511 ألفا، وفي خان يونس جنوبا ووسط القطاع 685 ألفا، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الاستقرار بحركة النزوح.
وحول تقدير أعداد الفلسطينيين المقيمين في محافظة رفح، أشار الإحصاء المركزي لاستناده إلى مجموعة بيانات فعلية، رصدت الواقع في قطاع غزة قبل وأثناء العدوان، كما استخدام بيانات مساندة من عدة مصادر، ضمن النظام الإحصائي الوطني، إضافة إلى التقديرات السكانية التي يصدرها الجهاز.
وكانت هيئة البث "الإسرائيلية"، ذكرت الاثنين الفائت، أن جيش الاحتلال " الإسرائيلي" يخطط لتوسعة ما يزعم أنها "منطقة إنسانية" لإيواء مليون نازح في رفح، تمهيداً لشن عملية عسكرية باتجاه المنطقة الواقعة جنوبي القطاع المكتظّة بالنازح.
خطة طوارئ مصرية تنذر باحتمال قرب اجتياح لرفح
من جهة ثانية، نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مصرية خاصة صدور توجيهات لعدد من القطاعات في محافظات منطقة قناة السويس الثلاث: الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، إضافة إلى محافظات الشرقية وشمال وجنوب سيناء، برفع درجة الاستعدادات القصوى وإلغاء الإجازات مع بدء سريان خطة طوارئ بدءاً من يوم الثلاثاء المقبل.
وأفادت المصادر المصرية للصحيفة اليوم الجمعة، بأنه "جرى إخطار إدارات المستشفيات في محافظات القناة الثلاث، والشرقية، بنقل أي عمليات جراحية للمواطنين يحل موعدها في هذه الأثناء إلى مستشفيات في محافظات قريبة أخرى، مع استدعاء كافة الأطباء من الإجازات، ليكونوا مستعدين لأي طارئ."
يأتي ذلك في وقت يواصل جيش الاحتلال وحكومته، التلويح باتخاذ قرار شن عمليات عسكرية على رفح، دون تحديد موعد وحجم العملية، إلا أنّ سريان خطة الطوارئ المصرية ربما يكون مؤشراً إلى قرب موعد اجتياح المدينة.