درجات الحرارة المرتفعة تهدد الفلسطينيين في قطاع غزة بالموت

الأحد 28 ابريل 2024

تتبدل الفصول المناخية فيما سكان قطاع غزة لا يزالون في مواجهة حرب إبادة "إسرائيلية" متواصلة منذ نحو سبعة أشهر، لتنتقل معاناتهم من تحمّل الشتاء المرّ والبرد القارس وغرق خيام النزوح بمياه الأمطار وسط عدم توفر سبل التدفئة والوقود والكهرباء اللازمين لها، إلى المعاناة من حرارة الصيف العالية التي تجعل الخيمة أشبه بفرن متقد، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والأفاعي والأوبئة والأمراض داخل الخيام والمآوي المكتظة بالنازحين

طفلان توفيان على الأقل في غزة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة

يشير المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى أن الأيام القليلة الماضية في قطاع غزة شهدت موجة حر غير اعتيادية، أدت إلى تفاقم سوء الظروف المعيشية غير الإنسانية لنحو 1.5 مليون شخص، يعيش معظمهم تحت أغطية بلاستيكية في مدينة رفح.

وقال: إن الوكالة تلقت تقارير تفيد بوفاة طفلين على الأقل بسبب درجات الحرارة المرتفعة، وتساءل: "أي معاناة على الفلسطينيين في قطاع غزة أن يتحملوا هل هو الموت أم الجوع أم المرض أم النزوح أو العيش في مباني تشبه البيوت الزراعية تحت الحرارة الجافة؟"

وأكد "لازاريني" أن الحرب يجب أن تتوقف، موضحاً أنه "لا يمكن تحمل تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح في ظل هذه المعاناة اللاإنسانية"، مضيفاً أن عملية وقف إطلاق النار في غزة قد تأخرت.

في السياق ذاته يقول المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن معاناة النازحين بفعل الحرب "الإسرائيلية" على القطاع للشهر السابع على التوالي تشهد تفاقماً خطيراً في ظل الارتفاع المتسارع للحرارة واشتداد درجاتها في الصيف، وما يرافقه من ارتفاع نسبة الرطوبة وانتشار الحشرات والقوارض، الأمر الذي ينذر باتساع انتشار الأوبئة والأمراض وازدياد عدد الوفيات على إثرها.

ووثق الأورومتوسطي وفاة الطفلة "ملك سائد اليازجي" ذات الخمسة أشهر، التي توفيت بتاريخ 25 نيسان/إبريل الجاري، بعد أن نزحت قسراً مع عائلتها إلى خيمة في مدينة رفح جنوبي القطاع، وفقدت حياتها نتيجة الخوف وموجة الحر الشديد، وعلاوةً على ذلك، شح المياه.

ووثق المرصد أيضًا وفاة الطفلة "حور إياد العبسي" والتي تبلغ من العمر عامين ونصف، جرّاء إصابتها بالتهاب الكبد الوبائي بسبب التلوث والاكتظاظ وتضاعف المرض في جسدها حتى وصل إلى درجة 18.

ووثق أيضًا وفاة الشاب "أنس عبدالله كراز" (27 عاماً) ، جرّاء إصابته بمرض التهاب الكبد الوبائي خلال نزوحه مع عائلته إلى مدينة رفح، وأوضح المرصد أن مرض التهاب الكبد الوبائي (أ) أصبح منتشرًا بمعدلات غير مسبوقة بقعل الظروف القاسية الحاصلة في غزة والاكتظاظ السكاني الشديد لاسيما في رفح.

وأبرز الأورومتوسطي أنه بموازاة الهجمات العسكرية المتواصلة للجيش "الإسرائيلي" جواً وبراً وبحراً، يلاحق الموت سكان قطاع غزة بفعل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بسبب المياه الملوثة، والاكتظاظ، وارتفاع درجات الحرارة، وانهيار النظام الصحي ومحدودية خدماته، بما في ذلك عدم إمكانية عزل المرضى لمنع الانتشار، وشح الأدوية ومستلزمات التعقيم، وانتشار وتراكم النفايات الصلبة في كافة أنحاء قطاع غزة.

وجدد المرصد الأورومتوسطي تأكيده على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة ورفع الحصار المشدد عنه بوصفه عقاباً جماعياً وجريمة حرب.

خيام النازحين تحترق وتجتاحها الحشرات والفرد يحصل على أقل من لتر مياه واحد يومياً

خلال موجة الحر التي شهدتها بعض الأيام الماضية من نيسان/ إبريل الجاري احترقت خيام نازحين في منظقة المواصي شرقي رفح، علماً أن درجة الحرارة تعدت فقط 38 درجة مئوية، فيما من المعتاد حين تشتد أيام الصيف حرارة تتجاوز درجة الحرارة 45 درجة في هذه المنطقة، وكل هذا يأتي في ظل صعوبات جمّة بتوفير المياه للنازحين من أجل تبريد أجسامهم، ما يجعلهم حقاً في مواجهة الموت جراء الحرارة والجفاف.

إضافة إلى ذلك، يشتكي الفلسطينيون في قطاع غزة من انتشار هذا أنواع جديدة من الحشرات داخل خيام النازحين خلال موجة الحر، والتي سببت لهم لسعات موجعة والتهابات جلدية.

حشرات وقوارض.png

تصف الشابة علياء شهاب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، -وهي نازحة تعيش في خيمة بمدينة رفح-، بأنها نعيش بمكان كالجحيم داخل خيمة مصنوعة من النايلون، وأن هناك أفاعي وقوارض وحشرات بدأت بالانتشار داخل خيام النازحين.

وأكدت أن النازحين هناك لا يستطيعون الحصول إلا على لتر ماء واحد يومياً في المتوسط، وهو أقل بكثير من احتياجهم في ظل الحر الشديد، الأمر الذي أكدته أيضاً وكالة "أونروا"، وقالت في بيان لها: إن النازحين في غزة لا يحصلون إلا على لتر واحد من المياه يومياً في المتوسط، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى اليومي البالغ 15 لتراً، وفق المعايير الدولية.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد