شهد التحرك الطلابي المناهض لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة تحولَا ملحوظًا، بعد انضمام طلاب من جامعة "السوربون" في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الإثنين 29 نيسان/إبريل له.
واعتصم عشرات الطلاب أمام أحد مباني جامعة "السوربون" ما دفع إدارة الجامعة إلى إغلاقه، وسط هتافات لفلسطين وتنديدًا بالحرب على القطاع، بينما نصب بعض الطلاب 25 خيمة استعدادًا لاعتصام مفتوح.
وتدخلت الشرطة الفرنسية لإخلاء الجامعة من المعتصمين، واصطحبت مجموعة منهم بعيداً عن مكان الاعتصام في الساحة الواقعة أمام المدخل الرئيسي للجامعة، وأكد المعتصمون أن عملية فض الاعتصام تمت بسحب نحو 50 طالبًا على الأرض إلى خارج موقع الاعتصام.
في الوقت ذاته دعت شبكة "صامدون" في باريس المناصرين للقضية الفلسطينية إلى التوجه إلى جماعة "السوربون" ودعم طلاب المعتصمين فيها.
وأظهر مقطع فيديو طلاب الجامعة، وهم يهتفون ويحتجون رداً على العنف الذي مارسته الشرطة على الطلاب المعتصمين تضامناً مع فلسطين ورفضاً لحرب الإبادة "الإسرائيلية".
كما شهدت جامعة "سيانس بو" للعلوم السياسية في العاصمة الفرنسية باريس اعتصامًا مماثلًا يوم الجمعة الماضي، حيث اعتصم الطلاب الداعمون لفلسطين داخل مبنى الجامعة، ورددوا هتافات لفلسطين وأخرى تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية على النوافذ وفوق مدخل المبنى، ومرتدين الكوفية الفلسطينية.
واعتدت الشرطة الفرنسية على المئات من طلاب الجامعة، وسط انتقادات واسعة للجامعة لأنها سمحت للشرطة بالتدخل في الحرم الجامعي.
وبعد أن تدخلت الشرطة لفض الاعتصام الطلابي داخل الحرم الجامعي، شهدت باريس، مظاهرة مناصرة لفلسطين أمام الجامعة.
وتلقى هؤلاء الطلاب دعمًا من شخصيات عدة في اليسار الفرنسي ممثلاً بـ "حزب فرنسا الأبية" بينهم الناشطة الفرنسية الفلسطينية ريما حسن المرشحة للانتخابات الأوروبية.
وطالب المعتصمون إدارة الجامعة بإدانة ممارسات "إسرائيل" وإنهاء التعاون مع كل المؤسسات أو الكيانات التي تعد ضالعة في قتل وقمع الشعب الفلسطيني، مضيفين أنهم لن يستسلموا حتى تنتهي الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وأن هناك دوراً للعالم الأكاديمي يجب أن يلعبه.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع اعتصامات يقودها طلاب الجامعات في دول عدة مثل أستراليا وفرنسا ومصر، في خطوة للتضامن مع فلسطين وقطاع غزة ضد حرب الإبادة الجماعية، حيث تعرض الطلاب للعنف والقمع والاعتقالات الجماعية.
وقال الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا: إن الجامعة أمهلتهم حتى الساعة 2 مساء لفض الاعتصام وإلا فستبدأ إخلاء جماعياً
وفي السياق وجه أعضاء ديمقراطيون بالكونغرس الأمريكي رسالة إلى مجلس أمناء جامعة "كولومبيا"، طالبوهم فيها بالتحرك العاجل لإزالة خيام الاحتجاج في الحرم الجامعي وجاء في نص الرسالة: "آن الأوان لأن تتصرف الجامعة بحزم وتفض المخيم وتضمن سلامة وأمن جميع الطلاب".
في الوقت الذي أعلنت فيه رئيسة الجامعة في نيويورك نعمت شفيق فشل المفاوضات مع الطلاب المحتجين لإنهاء اعتصامهم، وقالت: إن "استثمارات الجامعة في إسرائيل لن تسحب"، وأن المخيم "خلق بيئة غير مريحة للعديد من طلابنا وأعضاء هيئة التدريس اليهود".
وأعطت إدارة الجامعة الطلاب مهلة قصيرة لإنهاء الاعتصام داخل الجامعة، مهددة بإجراءات جديدة تشمل اتخاذ قرارت فصل بعدد من الطلاب.
وكانت "واشنطن بوست" أفادت باعتقال 900 متظاهر على الأقل في احتجاجات الجامعات خلال الأيام الـ 10 الماضية.