تصاعدت وتيرة التحذيرات التي أطلقتها منظمات دولية وإغاثية وجهات محلية بعد اقتحام آليات ومركبات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم الثلاثاء معبر مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وإعلانه إغلاقه بعد سيطرته الكاملة عليه.
وقد أدى اقتحام قوات الاحتلال لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني وفرض قبضتها عليه إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بالكامل عبر معبر رفح، وفقاً لما أعلنته هيئة المعابر والحدود التابعة للحكومة في غزة معللة ذلك بوجود آليات الاحتلال داخل المعبر.
إدانات محلية ودعوات بالتحرك العاجل
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بياناً، أدان عبره اقتحام وإغلاق معبر رفح وما ترتب عليه من إيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وإخراج المستشفيات عن الخدمة واستهداف المدارس التي تضم مئات آلاف النازحين.
وأكد في بيانه "أن ما يجري يعمل على تأزيم للواقع الإنساني الكارثي الذي بات يعيشه السكان في قطاع غزة في ظل الحالة المأساوية من التجويع الممنهج والتعيش ونقص في الإمدادات والمساعدات منذ سبعة شهور متواصلة، ثم يأتي قرار الاحتلال بإيقاف المساعدات وإغلاق المعابر، ليعمل على تفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي".
وشدد بيان المكتب الإعلامي على "ضرورة التدخل الدولي الفوري والعاجل بالضغط على الاحتلال لوقف هذا العدوان، ووقف شلال الدم المتدفق، ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء".
كما حذر من الآثار الإنسانية الكارثية لاستمرار إغلاق المعبر، مطالباً "المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والضغط على الاحتلال للانسحاب من معبر رفح لاستئناف العمل فيه، وتمكين المواطنين من السفر، وإنقاذ حياة آلاف الجرحى، وإعادة دخول شاحنات المساعدات".
تعطل الخدمات الطبية والإغاثية
من جهة ثانية، علقت منظمات دولية إغاثية خدماتها الطبية التي تقدمها للفلسطينيين إثر إغلاق معبر رفح وبدء العملية العسكرية "الإسرائيلية" وسد الطرق أمام الفرق الطبية التي تؤدي عملها.
وأعلنت منظمة (بروجيكت هوب) للمساعدات الطبية – ومقرها الولايات المتحدة- أن بعض خدماتها الطبية قد توقفت في مدينة رفح منذ إعلان قوات الاحتلال عن بدء العملية العسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة وإغلاق الطرق أمام فرقها الطبية.
وقالت في بيان: إنها اضطرت لإغلاق منشآتها في المنطقة الواقعة في ما يسمى منطقة الإخلاء - أي شرقي رفح- ومع إغلاق معظم مستشفيات غزة، كان المركز يقدم الخدمات الصحية الأساسية للنازحين، بما في ذلك أدوية الإسهال واختبارات سوء التغذية وسط تحذيرات من مجاعة.
ونقلت "رويترز" عن متحدث باسم المنظمة تأكيده بأن فريقاً تابعاً لها يتألف من أربعة أطباء، وهم جراحان وطبيب طوارئ وطبيب تخدير، مُنعوا من الدخول عند معبر رفح مع إمداداتهم ومعداتهم الطبية.
وقالت منظمة الإغاثة الإنسانية (ميد جلوبال) في بيان: إنها ألغت مهمة طبية كان من المقرر أن تدخل غزة عبر معبر رفح يوم الاثنين لأسباب أمنية، وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت في وقت سابق عن قلقها من أن تؤدي عملية "إسرائيلية" على رفح إلى إغلاق المعبر بين مصر وغزة، والذي يستخدم حاليا لإدخال الإمدادات الطبية.
وحذرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس من انهيار عملية الإغاثة بقولها: "بالنظر إلى الظروف المعيشية المحفوفة بالمخاطر بالفعل والنظام الصحي المعطل، فإن أي عملية في رفح ستزيد بشكل كبير من الكارثة الإنسانية، وتدفع عملية الإغاثة الهشة بالفعل إلى نقطة الانهيار".
وأكدت هاريس أن "موجة جديدة من النزوح ستؤدي إلى تفاقم الاكتظاظ، وتقييد الوصول إلى الغذاء والمياه والخدمات الصحية والصرف الصحي، مما يؤدي إلى زيادة تفشي الأمراض، وتفاقم مستويات الجوع، وخسارة إضافية في الأرواح".
رفح أمام كارثة إنسانية
في حين أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فورا تحذيرات عبر موقع "إكس" من توقف دخول المساعدات وإمدادات الوقود عن طريق معبر رفح إلى قطاع غزة.
وحذرت الوكالة من إيقاف الاستجابة الإنسانية لاحتياجات أهالي القطاع، لا سيما في ظل استمرار أزمة الجوع الكارثي الذي يعانيه السكان شمال غزة.
منع موظفي الأمم المتحدة من دخول غزة
من جهته، كشف الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "ينس لايركه" في تصريحات خلال مؤتمر صحفي في جنيف أن الاحتلال "الإسرائيلي" منع الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح.
وقال: "لسنا موجودين حاليا عند معبر رفح؛ لأن مكتب كوغات (مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية) رفض السماح لنا بالوصول إلى هذه المنطقة"، والتي تعبر نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية.
وأوضح "لايركه" أن إغلاق معبر رفح يعيق دخول الأفراد أو المساعدات مما سيؤثر بشكل كبير على كمية مخزون الوقود الذي تملكه الأمم المتحدة في رفح لاسيما أن مخزون الوقود المخصص للعمليات الإنسانية في قطاع غزة، ضئيل للغاية، مشيراً إلى أنه "يكفي ليوم واحد تقريبا".