أقيمت تظاهرات واعتصامات في الذكرى الـ 76 لنكبة عام 1948 في عشرات المدن والعواصم الأوروبية، احتجاجاً على حرب الإبادة على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 221 يوماً.
ونظم نادي فلسطين العربي وقفة في ساحة "سيغموند فرويد" وسط العاصمة النمساوية فيينا، حيث ردد المشاركون هتافات "الحرية لفلسطين" و"الحرية لغزة"، فيما رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية.
وأكد الناشط في نادي فلسطين العربي هاني الخطيب لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن ذكرى النكبة تكرس المواجهة للاحتلال الذي أقام دولته على الأرض الفلسطينية، وهجر أهالي المدن والقرى الفلسطينية، وجعل منهم لاجئين في الدول العربية.
وأوضح الخطيب أن الاحتلال بمواصلته حرب الإبادة يعمل على نكبة جديدة لقطاع غزة، من خلال التدمير وقتل عشرات آلاف الفلسطينيين، ومنهم النساء والأطفال، لذا يجب مواجهته.
وشدد الخطيب على أن الحرب ومقاومة الاحتلال لم تبدأ في الـ7 من تشرين الأول/ أوكتوبر، بل بدأت عندما احتلوا فلسطين وأقاموا مستوطناتهم، وأسسوا دولتهم العنصرية والعدوانية على حساب السكان الأصليين.
وخلال الوقفة أدى الفنان الفلسطيني (أبو غابي)، عدداً من الأغاني الوطنية، كنشيد "موطني"، و"هدي يا بحر هدي"، و"ما المشكلة"، و"العين بصيرة واليد قصيرة وأنا على الأرض"، وأخرى استذكاراً لحدث النكبة.
ولفت أبو غابي لموقعنا، إلى ضرورة مواصلة العمل الفلسطيني في أي مكان من العالم، ضمن ما يستطيع عليه المرء، سواء من خلال الغناء أو الفنون أو التظاهر، حتى وإن كان الشخص يعتقد أن هذا العمل صغير وقليل، فإنه عمله ونشاطه يصل ويؤثر.
وقال أبو غابي: إن "الفلسطينيين يعانون من عقدة الذنب، وتطاردهم أينما حلوا، خاصة المقيمين في أوروبا، فالعلاقة مع الأرض لم تنقطع، وصحيح أننا لم ندفع الثمن نفسه، إلا أننا فلسطينيين وندفع ثمن الاحتلال أينما كنا، وأن الفلسطيني لا ينسى وطنه".
وفي العاصمة الألمانية برلين خرجت تظاهرة حاشدة عبر خلالها المتظاهرون عن رفضهم لتصدير ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأسلحة إلى الاحتلال "الإسرائيلي" والتي تستخدمها الأخيرة في الإبادة الجماعية في القطاع.
كما طالب المتظاهرون بوقف فوري للإبادة الجماعية على غزة، ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، ووقف استهداف الاحتلال للأطفال والنساء، كما أكدوا على حق العودة إلى القرى والمدن التي هجر منها الفلسطينيون إبّان نكبة عام 1948.
وردد المحتجون هتافات "أوقفوا المجزرة" و"أوقفوا الإبادة الجماعية" و"الحرية لغزة" و"إسرائيل تقصف وألمانيا تمول" و"ألمانيا سترين أن فلسطين ستتحرر".
وفي جامعتي مدينتي أوترخت وماسترخت الهولندية أقيم اعتصام، إحياءً لذكرى النكبة 76، في حين تجمع عشرات الطلاب في جامعة "أولب" البلجيكية، تنديداً بالحرب على قطاع غزة.
كما أقيمت اعتصامات احتجاجية داخل محطات القطارات الرئيسية في مدن روتردام ولايدن وزاندام وزفولا وأيندهوفن وبريدا الهولندية وفي محطة القطارات الرئيسية في العاصمة الدنمارك كوبنهاغن، بينما اعتصم العشرات بمدينة السلاجلسة.
وطالب المعتصمون بوقف شامل لإطلاق النار ينهي الحرب في القطاع، وبإنهاء الحصار المستمر منذ 17 عاماً، وبإدخال المواد الغذائية والطبية، والمستلزمات كلها إلى القطاع.
كما نظم حزب اليسار السويدي وقفة لإحياء الذكرى ال 76 للنكبة الفلسطينية وتنديدا بالإبادة الجماعية المستمرة في غزة بمدينة مالمو، فيما شهدت مدينة يوتوبوري وقفة احتجاجية.
وتجمع طلاب جامعة فلورنسا الإيطالية، في وقفة تضامنية مع القطاع، في انضمام منهم للحراك الطلابي في الجامعات العالمية، وفي جامعة مدريد بالعاصمة الإسبانية تجمع أيضاً عشرات الطلاب بوقفة تضامنية مع القطاع.
وأسفرت حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ أكثر من 220 يوماً في قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني، بينهم ما يزيد عن 14 ألف طفل، وأكثر من 9 آلاف امرأة، إضافة إلى إصابة حوالي 79 ألف فلسطيني، فيما بلغ عدد المفقودين نحو 10 آلاف.
يذكر أن القارة الأوروبية تشهد مظاهرات واعتصامات متواصلة احتجاجاً على حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.