قال الباحث والمؤرخ الفلسطيني د.سلمان أبو ستة: إن أهالي قطاع غزة يدفعون حيواتهم ثمن العودة إلى فلسطين كاملة، داعياً كل الفلسطينيين إلى الدفاع أيضاً عن هذا الحق "من خلال بيان الحق الفلسطيني والدفاع عنه بالحقائق".
جاء ذلك عبر محاضرة قدمها الدكتور أبو ستة عبر تطبيق زووم لمجموعة من الناشطين في قاعة النادي الثقافي الفلسطيني العربي بمخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان تحت عنوان "لا بد من فلسطين ولو طال السفر" ضمن سلسلة نشاطات إحياء ذكرى النكبة التي دعا إليها الإئتلاف الفلسطيني الموحد لإحياء ذكرى النبكة السادسة والسبعين
وأضاف أبو ستة: إن معظم سكان قطاع غزة الذين وصفهم بـ "الجبابرة"، هم أهالي 247 مدينة وقرية مهجّرة في جنوبي فلسطين، وتقع هذه القرى والمدن على مساحته 12500 كلم مربع، ولكنهم الآن يعيشون في معسكر اعتقال كبير مساحته 365 كلم مربع، كثافة السكان فيه 8 آلاف شخص على كل كلم مربع.
ووصف القطاع المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة "إسرائيلية" منذ أكثر من سبعة أشهر بمعسكر اعتقال بكل المقاييس، وتابع: إلا أن أهله صامدون كل ما يطالبون به هو حقهم بالعودة إلى وطنهم، وهم الأسرى الحقيقيون لمدة 27 ألف يوم، وكل ما فعلوه وسيفعلونه هو العودة إلى الوطن بشتى الوسائل.
وأشار أبو ستة الذي عايش أحداث نكبة فلسطين عام 1948 إلى أنه مر على النكبة 27 ألفاً و950 يوماً، ولكن الشعب الفلسطيني لم يستسلم ولم يركع يوماً.
يذكر أن د. سلمان أبو ستة ولد عام 1937، قضاء بئر السبع في فلسطين، وهو مؤرخ وباحث فلسطيني اشتهر بمشروعه الرائد لرسم خريطة فلسطين التاريخية ووضع خطة عملية لتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين، أمضى أكثر من 40 عامًا في البحث عن أي معلومات حول فلسطين وما يتعلق بها قبل وأثناء وبعد النكبة، ولم يقتصر عمل أبو ستة على توثيق النكبة فحسب، بل شمل أيضاً ضمان "عدم فقد ذكريات وهوية الوطن المحتل"، وألف 6 كتب وأكثر من 300 مقال وورقة بحثية عن فلسطين.
وحول حق العودة للاجئين الفلسطينيين، قال: إن هناك 9 ملايين لاجئ فلسطيني "مسجلين وغير مسجلين في الأمم المتحدة" يطالبون بحقهم بالعودة، مضيفاً: إن قرار (194) الذي عرف بقانون العودة "لا يحتاجه الفلسطينيون لأنه لا ينشئ لهم حقًا بالعودة إنما يؤكد ذلك فقط.
وأشار في هذا الصدد إلى أن "القوى الاستعمارية التي خلقت إسرائيل لا تزال تمنع العودة وهي التي تقف بجانب إسرائيل في تثبيت وجودها على حساب الحق الفلسطيني وتصوت بالفيتو ضدها وتنقل لها بالطائرات القنابل وتزودها بكل ما يمكن من أدوات القتل اليومية وتعطيها الحماية السياسية وتمنع عقابها بالمحاكم الدولية، وتعاقب كل من يتقدم إلى محكمة الجنايات الدولية".
ولفت المؤرخ الفلسطيني إلى أن قطاع غزة لم يستسلم وأهله دفعوا دماءهم، دماء أكثر من 110 آلاف شهيد وجريح ثمناً للوطن فلسطين ولحق العودة، وعبر بأنهم "صامدون لأكثر من 7 أشهر، وهو مدة زمنية أكبر بكثير من أي مدة زمنية حاربت فيها أي دولة عربية الكيان الإسرائيلي".
محاضرة أبو ستة للفلسطينيين في مخيم البداوي كانت الفعالية المركزية لنشاطات إحياء النكبة الذي دعا إليها الإئتلاف الفلسطيني الموحد لإحياء ذكرى النبكة، وهو ائتلاف أنشئ هذه السنة تزامناً مع تواصل حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة، ويهدف إلى أن يحيي الفلسطينيون الذكرى المشؤومة بشكل موحد وتحت شعار موحد "للتأكيد على وحدة الشعب ووحدة القضية الفلسطينية عكس تماماً مما يحاول أن يقوم به المشروع الصهيوني منذ بدايته من تجزئة القضية الفلسطينية وتجزئة الشعب الفلسطيني"، بحسب ما أكد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي والباحث والمؤرخ الفلسطيني سامي أبو شحادة في تقديمه للمحاضرة.