كشف خبراء في الأمم المتحدة أن وكالة "أونروا" قد استهدفت سياسياً في أعقاب مزاعم الاحتلال أن عدداً من موظفي الوكالة لهم علاقات مع "منظمات إرهابية" دون وجود دلائل، ما يشير إلى مطالبات متحيزة أدت إلى تقليص عمليات الوكالة التي يحتاجها 2.2 مليون شخص في غزة بشكل عاجل.
وأعرب الخبراء الأمميون وفق بيان نشره موقع الأمم المتحدة، عن خيبة أملهم من بعض الدول لم تعيد التمويل بعد أسابيع من إظهار تقرير المراجعة المستقلة عدم وجود أدلة على مزاعم الاحتلال ضد وكالة "أونروا".
وأضاف بيان الخبراء، أن الادعاء بأن أعدادًا كبيرة من موظفي "أونروا" لهم علاقات مع "منظمات إرهابية" لا يزال غير مدعوم بالأدلة وفقاً للمراجعة المستقلة التي أمر بها الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكدوا، أن القرارات التي اتخذتها دول مختلفة بوقف التمويل لـ "أونروا"، في أعقاب مزاعم كاذبة بأن العديد من الموظفين تورطوا في هجمات 7 أكتوبر في "إسرائيل"، قد أدت بالفعل إلى تقليص عمليات الوكالة في غزة إلى حد بعيد، حيث لا "يملك أي كيان آخر القدرة على تقديم حجم ونطاق المساعدة التي يحتاجها 2.2 مليون شخص في غزة بشكل عاجل".
وأضافوا: "هذا يشير إلى أن الأونروا قد تم استهدافها سياسياً مرة أخرى في لحظات حرجة ما يثير تساؤلات جدية حول المساءلة عن الأضرار التي لحقت بالأونروا وبالفلسطينيين في غزة الذين تخدمهم الوكالة"، وفق البيان.
وعبر الخبراء عن دعم دعوة الاتحاد الأوروبي للمانحين الدوليين الرافضين لاستئناف تمويل "أونروا"، مشددين على ضرورة إعادة استئناف التمويل من قبل الدول دونما تأخير، كما أكدوا أحقية الاعتراف بـ "أونروا" وحمايتها بشكل كامل كهيئة فرعية للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي ينبع من المسؤولية الدائمة للأمم المتحدة تجاه قضية فلسطين.
اقرأ/ي أيضا "أونروا" تناشد للحصول على 1.2 مليار دولار لتغطية عملياتها في غزة والضفة
وحذر الخبراء من التهديدات التي قد تطال 1.7 مليون شخص نازح داخليا، معظمهم من النساء و600 ألف طفل في منطقة رفح وحدها، والذين هم بحاجة المساعدات الغذائية والمأوى والرعاية الصحية والتعليم والمياه والصرف الصحي والنظافة.
وتابع الخبراء: "إننا ندرك تصميم الأونروا على تنفيذ ولايتها في ظل مخاطر هائلة وغير مسبوقة"، "لقد قُتل 189 من موظفي الأونروا في القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، وهو أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة الذين قُتلوا في أي صراع منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945".
وخلال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة، استهدفت منشآت وكالة "أونروا" وتم محاصرتها وهدمها في انتهاك واضح لمبدأ حرمة مباني الأمم المتحدة، على حد وصف الخبراء الذين أبدوا استنكارهم للاستهدافات في هذا الوقت الحرج الذين يعاني فيه الفلسطينيون من المجاعة المقترنة بظروف إنسانية لا يمكن تصورها.
يذكر أنّ نحو 18 دولة على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، كانوا قد علقوا تمويل وكالة "أونروا" بناء على المزاعم "الإسرائيلية"، فيما تراجعت العديد من الدول عن قرار تعليق التمويل بعد انكشاف زيف ادعاءات الاحتلال حول مشاركة موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.