لا يبعد مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان عن فلسطين سوى بثلاثة عشر كيلو متر فقط، ما يجعله المخيم الفلسطيني الأقرب إلى الحدود الفلسطينية، وخلال حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، قدم هذا المخيم ثلاثة من أبنائه شهداء بعد أن ارتقوا في عمليات اغتيال "إسرائيلية" وهم القياديون في حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسّام، خليل الخراز، وسمير فندي، وهادي مصطفى.

حركة حماس نعت شهداءها وأكدت في بيانات منفصلة بأنهم ارتقوا ضمن معركة طوفان الأقصى المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأيضاً ذوو الشهداء وأهالي المخيم عبروا أن استشهاد القياديين الفلسطينيين يأتي في سبيل تحرير فلسطين وعلى طريق العودة إليها، لتمر ذكرى النكبة السادسة والسبعين فيما يفقد المخيم هؤلاء القياديين الثلاثة الذين يلتحقون بمئات آلاف الشهداء الفلسطينيين منذ النكبة.

Screenshot 2024-05-18 161612.png


في ذكرى النكبة، زارت مريم الخراز شقيقة الشهيد خليل الخراز قبر شقيقها، مؤكدة أنها تشعر بالسعادة لأن "الله اصطفاه بأن يكون شهيداً".

عبرت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين عن فخرها بشقيقها وقالت: "إما أن نعيش بكرامة أو نموت بعزة وكرامة".

وتذكرت السعادة التي كانت تغمر أفراد عائلتها حين كان يزورهم الشهيد الخراز، وقالت: إنه "كان روح الروح وكان محبوباً من قبل الجميع".

Screenshot 2024-05-18 233041.png

وكان نائب قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام في لبنان خليل الخراز قد ارتقى في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 إثر عملية اغتيال مع ثلاثة شهداء لبنانيين، بعد أن استهدفت مسيّرة "إسرائيلية" لسيارة مدنية كانوا يستقلونها على طريق فرعي بين منطقتي الشعيتية والقليلية قضاء صور جنوبي لبنان.

وفي المخيم أيضاً، جلس الحاج فوزي فندي يستذكر ابنه الشهيد سمير فندي قائلاً: "إن دماء أبو عامر غالية كثيراً علينا، ولكنها ليست بحجم فلسطين"، مضيفاً لموقعنا: "يجب أن نقدم كل ما نملك للوطن لأن هذا واجب على الجميع"

الحاجة فاطمة والدة الشهيد فندي أكدت أن ابنها كان يحلم بالعودة إلى فلسطين وزيارة نابلس، معبرة عن أملها بأن تتحرر فلسطين على يد الشباب المقاومين وأن يعود كل لاجئ إلى وطنه".

وكان القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام سمير فندي قد ارتقى جراء عملية اغتيال استهدفت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروي في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من كانون الثاني/ يناير الماضي وارتقى على إثرها الشيخ العاروري واثنان من قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام بينهما الشهيد فندي في لبنان وأربعة من كوادر الحركة.

Screenshot 2024-05-18 234038.png

تعبر اللاجئة الفلسطينة في مخيم الرشيدية فاطمة الأشقر أن أهالي المخيم يفتخرون بالشهداء الذين ارتقوا من أجل فلسطين، وتضيف: إنهم "لم يرتقوا فقط من أجل فلسطين بل من أجل الدفاع عن لبنان الذي نلجأ إليه منذ عام 1948".

فيما يرى اللاجئ الفلسطيني أحمد يعقوب وهو كان صديقاً للشهداء القادة أن "دماء هؤلاء الشهداء والقادة والشباب من الجيل الجديد في المخيمات الذين يرتقون على الحدود مغ فلسطين هي ما ترسم النصر القريب" معبراً عن أمله بأن يكون يوم 15 أيار/ مايو المقبل يوم نكبة على الاحتلال "الإسرائيلي".

في السياق تقول اللاجئة الفلسطينية في المخيم غزية حمود: إن الدماء الفلسطينية واحدة سواء نزفت داخل فلسطين أو في مخيمات الشتات التي لم تندمل جراح النكبة فيها.

وهو ما تعبر عنه اللاجئة الفلسطينية جمال سويد والتي هجرت من فلسطين حين كانت في عمر الشهرين، حيث تقول: كل فلسطيني لاجئ في لبنان له أقارب في الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين عموماً، مذكرة بأنهم في كثير من المرات كانوا يذهبون إلى السياج الحدودي للقاء أقاربهم من بعيد، وأن للاجئين الفلسطينيين حصة من تقديم الدماء من أجل "النصر القادم ولن ينسوا الأرض حتى لو بعد 76 عاماً"

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد