حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم السبت 18 أيار/ مايو، من إن إدارة سجن "ريموت" تتجاهل الحالات الصحية للأسرى الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى متابعة طبية، وترفض تقديم العلاج والأدوية لهم في ظل ظروف صحية سيئة يعانونها داخل السجن.
ووصفت هيئة الأسرى في بيان صادر عنها، أن إهمال إدارة السجون المتعمدة لحالات الأسرى الصحية بأنها تمارس الجريمة المنظمة بحق الأسرى الفلسطينيين، وتهمل ظروف مرضهم بتركهم فريسة للمرض وعدم تقديم العلاج والأدوية لهم.
وتحدثت الوحدة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين مع عدد من الأسرى الذين سمح بزيارتهم في سجن "ريمون" وهما الأسيرين مراد أبو الرب وطاهر صالح، حيث شرحوا معاناتهم ومعاناة كافة الأسرى في السجن، مركزين على الأسرى المرضى، الذين تتجاهل إدارة السجن مرضهم وظروفهم.
ووصف عميد الأسرى محمد الطوس "أبو شادي " المعتقل منذ عام ١٩٨٥ والمحكوم بالسجن المؤبد الظروف العامة في السجن، ويعاني ضعف النظر والرؤية، بأنها "أسوأ ما يمكن"، ولم يشهدها منذ اعتقاله قبل أربعين عاماً، حيث واجهوا كل أشكال العقوبات والحرمان المفروضة عليهم، وحرمت إدارة السجن " أبو شادي"، من استكمال علاجه، مما أحدث تراجعاً في كلتا عينيه، وأصبح لا يرى أمامه إلا من مسافات قريبة جداً.
فيما يواجه الأسير طاهر صالح المعتقل إدارياً منذ أربع سنوات حالة صحية صعبة، إذ تعرض لوعكة مفاجئة قبل شهرين تمثلت في وجع شديد بالرأس والصدر أفقده الوعي، واستيقظ من هذه الحالة بعد تدخل طبيب السجن الذي باشر بالضغط على صدره، ونتج عن الوعكة شلل في الجهة اليسرى من الجسد.
وأصبح صالح غير قادر على تحريك الفك والذراع والساق، ويعاني ألماً شديداً ومستمراً، ولا يستطيع المشي أو استخدام الحمام، ويتنقل على كرسي متحرك بمساعدة الأسرى، ويعاني خللاً في الذاكرة والتركيز، ومؤخرا أصبح يحرك فكه بعد حصوله على دواء للأعصاب، وبالرغم من كل ذلك لم يتم تحويله للمستشفى، وتم الاكتفاء بهذا العلاج، على الرغم من إبلاغه من قبل طبيب عيادة السجن إلى حاجته إلى جلسات علاج بالكهرباء لإحياء الأعصاب.
وأكد الأسير مراد أبو الرب المحكوم أربعة مؤبدات، أن الحالات المرضية المعقدة في السجن طالها العقاب، وشملها الحقد والتطرف والعنصرية، حيث أشار إلى أنه يوجَد في الغرفة التي يحتجز بها أربعة أسرى يتنفسون عن طريق أجهزة ومزودات التنفس الاصطناعي، كما تحدث عن انتشار واسع للأمراض الجلدية في صفوف الأسرى، نتيجة الحرمان من المعقمات ومواد التنظيف وشح الملابس والأغطية.
وحذرت الهيئة من تصاعد جريمة الإهمال الطبي التي تهدد حياة العشرات والمئات من الأسرى المرضى، حيث إن الواقع الصحي يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً، وأن استمرار حرمان المرضى من العلاج والأدوية يضعهم في دائرة الخطر الحقيقي، في ظل افتقار السجانون لأدنى معايير القيم الإنسانية.
ومن جهة أخرى تتعمد إدارة سجن نفحة عرقلة زيارة المحامين للأسرى، تحت ذرائع الإجراءات الأمنية، إذ تستغرق عملية إحضار الأسير الواحد أكثر من ساعة ونصف، مما مكن الطاقم القانوني من زيارة أربعة من أصل ثمانية خلال اليومين الماضيين.
وأوضحت الهيئة أن الأسرى الذين تمت زيارتهم: كمال أبو شنب من جنين، هيثم صالحية ومالك حامد من رام الله، نائل النجار من غزة، فيما لم يتمكن الطاقم القانوني من زيارة الأسرى: حسام شاهين، علاء البازيان، صدقي الزرو، نضال زلوم، وذلك بسبب مزاجية وتعقيدات إدارة السجن.
وبينت الهيئة أن محامييها نقلوا معاناة الأسرى وظروفهم السيئة والصعبة، حيث أجمع الأسرى على استمرار إجراءات تنكيل التي بدأت منذ السابع من أكتوبر، من ضرب وشتم وترهيب وتجويع وحرمان، وتجاهل المرضى وعدم تقديم العلاج والأدوية لهم، والتفرد بهم وفصلهم عن العالم الخارجي.