قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الثلاثاء 21 أيار/ مايو، إن الاحتلال "الإسرائيلي" هجر أكثر من 900 ألف فلسطيني في قطاع غزة، أي ما يعادل 40% من أهالي القطاع خلال الأسبوعين الماضيين، مع تصاعد حدة التحذيرات الأممية والدولية من انقطاع المساعدات وانتشار المجاعة، وسوء التغذية والأمراض.
وأوضحت المنظمة الأممية عبر حسابها في منصة "إكس"، أن تقديرات الأمم المتحدة في الفترة ما بين 6 و18 مايو/أيار، تم تهجير أكثر من 900 ألف فلسطيني، أي ما يعادل 40% من سكان غزة، ومن بين هؤلاء حوالي 812,000 ألف نازح من محافظة رفح جنوبي القطاع، وأكثر من 100,000 ألف نازح من شمالي قطاع غزة.
ولفتت "أوتشا" إلى أن غالبية الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة رفح يحتاجون إلى المساعدة في إيجاد المأوى، ومع ذلك لا توجد خيام، ولم يتبق سوى عدد قليل جدًا من المأوى والمواد غير الغذائية للتوزيع، محذرة من زيادة أخرى في سوء التغذية والأمراض المعدية؛ بسبب النزوح على نطاق واسع نحو المناطق التي تفتقر إلى الغذاء والماء وغيرها من الضروريات الأساسية.
ومن جانب آخر قال مسؤول أممي في تصريحات لـ"رويترز" إن الأمم المتحدة لم تتسلم أي مساعدات من الرصيف البحري الذي أقامته الولايات المتحدة في غزة خلال اليومين الماضيين.
يأتي ذلك، بعد حادث وقع يوم السبت الماضي حين وصلت خمس شاحنات فقط من أصل 16 شاحنة إلى مستودع تابع للأمم المتحدة، وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته: "نحن بحاجة للتأكد من وجود الترتيبات الأمنية واللوجستية اللازمة قبل أن نمضي قدماً".
وأفادت منظمة الأمم المتحدة إن 10 شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية، نُقِلَت من موقع الرصيف البحري عن طريق مقاولين تابعين لها، ووصلت يوم الجمعة إلى مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح وسط قطاع غزة.
من جهتها، قالت المسؤولة البارزة في جهود الإغاثة بالأمم المتحدة "إيديم وسورنو" لمجلس الأمن الدولي إن إغلاق معبر رفح أوقف تسليم ما لا يقل عن 82 ألف طن متري من الإمدادات، في حين كان الوصول إلى معبر كرم أبو سالم "الإسرائيلي" محدودا، بسبب "الأعمال العدائية والظروف اللوجستية الصعبة وإجراءات التنسيق المعقدة"، بحسب وصفها.
وفي وقت سابق علق المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على استمرار تدفق النازحين إلى مناطق يزعم أنها آمنة، قائلا: إن الناس يتحركون دون ممر آمن أو حماية، ويصلون إلى مناطق، مثل المواصي، المكتظة بالفعل وتفتقر إلى إمدادات المياه الآمنة ومرافق الصرف الصحي و"الحد الأدنى من الظروف لتقديم المساعدة الإنسانية الطارئة في المخيمات".
وشدد لازاريني أيضًا على أنه لا يوجد أحد ولا مكان آمن في غزة، لافتاً بأن "الادعاء بأن الناس في غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق آمنة أو إنسانية هو ادعاء كاذب، وفي كل مرة، يعرض حياة المدنيين لخطر جسيم".
اقرأ/ي أيضا "أونروا": العائلات تنزح من رفح إلى مرافق مدمّرة وغير آمنة
ويعاني نحو مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة، من نقص حاد في توفر المواد الغذائية والخضروات، جراء استمرار إغلاق معبر رفح لليوم الثاني عشر على التوالي بعد احتلاله وسيطرة الجيش "الإسرائيلي" عليه، بينما يستمر الاحتلال بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري لليوم الخامس عشر على التوالي، وهو بمثابة شريان الحياة للقطاع، وتعتمد عليه الحركة التجارية بنسبة حوالي 57.5%، ما يهدد باتساع رقعة المجاعة في غزة وفق تحذيرات لمنظمات إنسانية ودولية.