أعلنت كلّ من اسبانيا وإيرلندا والنرويح صباح اليوم الأربعاء 22 أيار/ مايو، الاعتراف رسمياً بـ "دولة فلسطين" وذلك في إعلانات متزامنة ومنفصلة من عواصم تلك الدول، وسط ترحيب فلسطيني رسمي من قبل السلطة الفلسطينية، وكذلك من قبل حركة حماس" ورفض "إسرائيلي" تمثّل باستدعاء كيان الاحتلال سفيريه من "دبلن" و"أوسلو".
وأعلن رئيس الوزراء الإسباني، "بيدرو سانشيز"، خلال مؤتمر صحفي أمام البرلمان في مدريد صباح اليوم الاربعاء، أن إسبانيا ستعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية بعد سلسلة من المحادثات الأخيرة التي جرت بهذا الشأن.
وأكد "سانشيز" أن هذا القرار يأتي في إطار سياسة خارجية تحترم القانون الدولي وتدعم حق الفلسطينيين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأشار سانشيز إلى أن إعلان بلاده يأتي كرسالة دعم للفلسطينيين الأبرياء الذين يعانون من التدمير والحصار، وأشار إلى أن دولة فلسطين ستظل في قلوب الإسبان.
وأوضح أن الاعتراف بدولة فلسطين يأتي لتحقيق السلام والعدالة والانسجام في المواقف بين فلسطين وإسبانيا، "حيث يعتبر حل الدولتين هو الحل الضروري للتوصل إلى اتفاق سلام دائم"، وفق قوله.
وأضاف رئيس الوزراء الإسباني، أن هذا الاعتراف سيساهم في إعطاء دفعة قوية ومساندة للسلطة الفلسطينية ومسار الإصلاحات في الحكومة الجديدة.
وشدد على أن تحقيق العدالة يتطلب الاستجابة لرغبة المجتمع الدولي في تحرير الأراضي الفلسطينية، معبراً أن اعتراف بلاده يمثل حجر أساس في العودة إلى الكرامة للشعب الفلسطيني.
كما أعرب رئيس الوزراء الاسباني، عن أمله في أن يلهم اعتراف إسبانيا دولاً أوروبية أخرى للاعتراف بدولة فلسطين، مشيرا إلى أن هناك دولاً سترافق إسبانيا في هذا الاعتراف في الأيام المقبلة، مؤكداً بذات الوقت هذه الخطوة هي الأولى في مسار طويل من الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.
كما أعلن "سانشيز" عن مبادرة إنسانية، وقال: إنّ إسبانيا ستحتضن 30 طفلاً فلسطينياً يعانون من أمراض لتلقي العلاج في مستشفياتها، كجزء من الجهود الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني.
أما رئيس الوزراء النرويجي، "يوناس غار ستور"، قد أعلن أن النرويج ستعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية اعتبارًا من 28 أيار/ مايو الجاري، موضحاً أن هذا الاعتراف يأتي في إطار دعم القوى المعتدلة التي تراجع دورها في النزاع المستدام.
وشدد على أهمية هذه الخطوة في "استئناف مسار تحقيق حل الدولتين ومنحه زخماً جديداً" وأكد "ستور" أن النرويج توجه رسالة قوية إلى الدول الأخرى لتحذو حذوها وحذو الدول الأوروبية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.
وأعرب رئيس الوزراء النرويجي، عن أمله في أن يؤدي هذا الاعتراف إلى استئناف مسار تحقيق حل الدولتين، مما يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أنّ الحرب الحالية في غزة تؤكد على أهمية أن يستند تحقيق السلام والاستقرار إلى حل القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن "الهدف هو إقامة دولة فلسطينية متماسكة سياسياً تكون أساسها السلطة الفلسطينية".
وفي العاصمة الايرلندية "دبلن" أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي، أنّ بلاده تعترف رسمياً بدولة فلسطين، معرباً عن ثقته بأن مزيداً من الدول ستنضم إلى هذه الخطوة خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد رئيس الوزراء في تصريحاته صباح الأربعاء، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يحمل قيمة سياسية ورمزية قوية، وأن شعب فلسطين يستحق مستقبلاً مليئاً بالأمل والسلام.
وأوضح رئيس الوزراء الأيرلندي أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو رسالة للشعب الفلسطيني بأن أيرلندا تحترم تطلعاتهم للعيش بحرية والتحكم في شؤونهم.
وشدد على أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون المساواة، وأن من المهم ألا يتم تفسير هذا القرار بشكل خاطئ على أنه عمل عدائي تجاه "إسرائيل"
وأشار رئيس الوزراء إلى أن "لا مستقبل للنسخة المتطرفة من الصهيونية التي تغذي عنف المستوطنين والاستيلاء على الأراضي"، مشدداً على أن الاعتراف بدولة فلسطين هو خطوة نحو تحقيق السلام في المنطقة.
الاحتلال: القرار يشجع على الإرهاب!
أعلنت وسائل إعلام "إسرائيلية" أن وزارة الخارجية في كيان الاحتلال، استدعت سفيريها في النرويج وايرلندا إلى "تل أبيب" للتشاور، وذلك على خلفية إعلان الدولتين اعترافهما بدولة فلسطين.
وأمرت الخارجية "الإسرائيلية" سفيريها في ايرلندا والنرويج بالعودة فوراً لإجراء مشاورات حول تداعيات هذا الاعتراف، حسبما نقل الإعلام العبري، فيما اعتبر وزير خارجية الكيان “يسرائيل كاتس"، أن اعتراف ايرلندا والنرويج بدولة فلسطينية يرسل رسالة للعالم بأن "الإرهاب يؤتي ثماره"، وفق تعبيره.
في تصريحاته، انتقد "كاتس" بشدة قرار الاعتراف، زاعماً أنه "يشجع على الإرهاب ويعطي دفعة للعنف بدلاً من تعزيز السلام"، وأكد أن "إسرائيل" ستقوم بإعادة تقييم علاقاتها الدبلوماسية مع الدولتين في ضوء هذا التطور.
وقال وزير خارجية الاحتلال إنّ: "اعتراف ايرلندا والنرويج بدولة فلسطينية دعم لجهاديي حماس وإيران ويقوض حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
ترحيب فلسطيني
ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالقرار الذي اتخذته إسبانيا والنرويج وايرلندا بالاعتراف بدولة فلسطين، وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم أن "هذه الخطوة المهمة تعكس التزام الدول الثلاث بحل الدولتين وتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني".
وقالت الوزارة: إنّ هذه الاعترافات تأتي انسجاماً مع القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأشارت إلى أن هذا القرار سيساهم بشكل إيجابي في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" غير القانوني وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ودعت الخارجية جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المضي قدماً في الاعتراف بها، كخطوة نحو إنهاء الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود من الاحتلال.
وشددت على أهمية الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم غير القابلة للتصرف في تقرير المصير في "دولتهم المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية" بحسب وصف البيان.
أمّا حركة حماس، فرحبّت بإعلان كل من النرويج وايرلندا وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين، واعتبرت الحركة هذه الخطوة مهمة لتثبيت حق الشعب الفلسطيني في أرضه.
وأكدّت الحركة، في بيان لها، أن هذا الاعتراف يدعم الحقوق الوطنية الفلسطينية ويساهم في نضال الشعب الفلسطيني للتحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال.
ودعت حماس الدول الأخرى إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية ودعم نضاله المشروع من أجل التحرر والاستقلال، وأكدت أن الاعتراف بدولة فلسطين يعد خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.