حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم السبت 1 يونيو / حزيران، من المخاطر الصحية والبيئية الآخذة في الارتفاع بسبب نقص الوقود، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وتدفق مياه الصرف الصحي، وتراكم النفايات الصلبة، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، حيث وثقت تدمير أو تضرر حوالي 60% من مرافق المياه والصرف الصحي.
وفي ذات السياق أفادت منظمة الصحة العالمية أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل، وجميعها جزئيًا، وتواجه نقصًا حادًا، وفي رفح، لا تزال ثلاثة مستشفيات ميدانية فقط تعمل، أحدها يعمل بشكل جزئي.
وقالت "أونروا"، في منشور عبر منصة "إكس"، أن قطاع غزة تحول إلى أنقاض، ويتعين على الأسر الفلسطينية أن تعيش في ظروف غير إنسانية مع ندرة المياه والغذاء والإمدادات، مطالبة بإنهاء الحصار المفروض على غزة فورا.
Gaza has been reduced to rubble, & Palestinian families have to survive in inhumane conditions with scarce water, food & supplies.@UNRWA continues to provide flour to people even in the most dire and unimaginable circumstances - but the siege on #Gaza needs to end immediately. pic.twitter.com/hXfjVJi7yx
— UNRWA (@UNRWA) June 1, 2024
خطر مجاعة في الجنوب مماثل لما حصل في الشمال
ومن جهة أخرى، دعا برنامج الأغذية العالمي إلى الفتح الفوري لجميع نقاط وصول المساعدات الإنسانية، حيث إن نزوح سكان رفح يؤدي إلى زيادة الجوع، وأشار إلى أن العملية العسكرية "الإسرائيلية" في رفح لها تأثير مدمر على المدنيين والعمليات الإنسانية، لافتاً إلى أن قدرته على دعم المحتاجين آخذة في التدهور.
وأضاف أن البالغين والأطفال يعانون الإرهاق بسبب النزوح المستمر والجوع والخوف، محذراً من أن المزيد من التصعيد يمكن أن يؤدي إلى تعميق الكارثة الإنسانية ووقف عمليات الإغاثة بفعل القيود المفروضة على الوصول إلى الأجزاء الجنوبية من غزة تؤدي إلى تدهور سريع في مستويات الجوع مماثلة لما حدث في الشمال.
18 ألف امرأة حامل نزحت من رفح
وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء الحوامل والمرضعات يعشن "في كابوس لا هوادة فيه"، محذرا من أن الولادات المبكرة والمعقدة زادت بسبب تعرض النساء الحوامل للتوتر والخوف وسوء التغذية والإرهاق.
ورصدت المنظمة الأممية فرار نحو 18,500 امرأة حامل إلى خان يونس ودير البلح، حيث الوصول إلى الرعاية الصحية للأمهات ضئيل للغاية، في حين يقدر أن 10,000 امرأة أخرى بقوا في رفح وسط ظروف يائسة.
وشدد صندوق الأمم المتحدة للسكان على أن الكثيرين يواجهون خطر المجاعة، ويفتقرون حتى إلى أساسيات البقاء على قيد الحياة، بالإضافة إلى النقص الحاد في خدمات وإمدادات صحة الأم والإنجاب.
حياة الأطفال في خطر بين الحشرات ودرجات الحرارة العالية
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" عبر منصة "إكس"، إن هناك خطراً على حياة الأطفال الذين يعيشون في خيام ضمن منطقة المواصي مؤقتة مليئة بالحشرات والديدان، ودرجات حرارة شديدة، وخوف مستمر، وظروف لا يمكن تصورها، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار على الفور، حيث لا ينبغي لأي طفل أن يمر بهذا.
بينما يعيشون في خيام مؤقتة مليئة بالحشرات والديدان، ودرجات حرارة شديدة، وخوف مستمر، الأطفال في منطقة المواصي، #غزة، يعانون من ظروف لا يمكن تصورها.
— UNICEF MENA - يونيسف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (@UNICEFmena) May 30, 2024
لا ينبغي لأي طفل أن يمر بهذا. إنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن. pic.twitter.com/y9koxQ8usO
وفي وقت سابق رصدت وكالة "أونروا" تقارير مروعة من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بعد الانسحاب "الإسرائيلي" الجزئي" منه عقب 19 يوماً من هجوم عسكري بري وسط قصف مكثف طال المخيم.
ووثقت تدمير الاحتلال أكثر من 170 مكتباً لها، وقتل وجرح أطفال، وهم يحتمون في مدرسة تابعة للوكالة خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن الدبابات "الإسرائيلية" حاصرت خيام النازحين في باحة المدرسة، وأضرمت فيها النيران.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحبت صباح يوم الجمعة الفائت، من المناطق شمالي قطاع غزة، بعد 20 يوما من العمليات العسكرية المتواصلة في مخيم جباليا ومحيطه؛ مخلّفة وراءها دمارا هائلا في منازل وممتلكات المواطنين، والبنى التحتية، والمرافق العامة.
وانتشلت طواقم الخدمات الطبية والدفاع المدني جثامين عشرات الشهداء من أحياء مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا وتل الزعتر شمالي قطاع غزة، حيث أعلن عن انتشال أكثر من 70 جثماناً، في حين ما زالت الطواقم مازالت تبحث تحت الأنقاض عن الشهداء والمفقودين.