بتلاوة سورة الفاتحة ووضع أكاليل الورود، أحيا أهالي مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوبي لبنان الذكرى الـ42 لمجزرة الحولة التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إبان اجتياح لبنان عام 1982، وراح ضحيتها أكثر من 125 شهيداً معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال.

ويستذكر أهالي مخيم برج الشمالي في السابع من حزيران / يونيو كل عام بحرقة وألم تفاصيل المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بحق عائلات فلسطينية كاملة احتمت داخل ملاجئ المخيم هرباً من القصف "الإسرائيلي"، فيما كان الفدائيون والمقاتلون الفلسطينيون يصدون الهجوم "الإسرائيلي".

وخلال فعالية إحياء الذكرى أمام النصب التذكاري لشهداء المجزرة، تحدث محمد فايز اليونس وهو أحد أبناء الناجين من المجزرة نيابة عن والده الذي توفي منذ بعضة أشهر، مستذكراً بعضاً من تفاصيل المعاناة التي عايشها والده بعد المجزرة حيث فقد زوجته وأبناءه فيها.

وقال اليونس: إن والده تعرض لصدمة نفسية صعبة بسبب فقده كافة أفراد عائلته، ما أثر على مسيرة حياته،  مشيراً إلى أن والده تخطى أزمته النفسية والصحية بمساعدة الأقارب والأصحاب.

وأضاف اليونس: إن المصاب الذي حل بوالده وعائلته جراء المجزرة "ما هو إلا نقطة في بحر همجية الاحتلال المستمرة منذ النكبة عام 48 وصولاً إلى يومنا وما يحدث في قطاع غزة  اليوم من جرائم إبادة جماعية".

WhatsApp Image 2024-06-07 at 10.15.47 PM.jpeg


يذكر أن المجزرة سميت بمجزرة نادي الحولة لأن أكبر عدد من الشهداء فيها كانوا موجودين في ملجأ نادي الحولة حين استهدافة بالمدفعية "الإسرائيلية" إلا أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استهدف المدنيين في ملاجئ عدة بالمخيم بقذائف المدفعية وصواريخ الطائرات الحربية ما أسفر عن استشهاد 128 شخصاً.

فعند الخامسة عصراً من يوم السابع من حزيران/ يونيو 1982، ركز جيش الاحتلال في قصفه الجوي والبحري والبري لمخيم برج الشمالي على الملاجئ والمغاور، واستهدف طيران الاحتلال نادي الحولة بالصواريخ والقنابل الفسفورية الحارقة، ليدمر النادي بالكامل بمن فيه من أطفال ونساء وشيوخ، واستشهد بذلك 97 شخصاً كانوا مختبئين داخل النادي، ولم ينج سوى ثلاث نساء.

كما دمر القصف "الإسرائيلي" ملاجئ أُخرى كمغارة علي الرميض "أبو خنجر" التي استشهد فيها 21 شخصاً، وملجـأ روضـة النجـدة الاجتماعيـة، الذي وجد فيه 7 شهداء، ومغـارة حي المغاربة التي استشهد بداخلها 3 أشخاص.

توحول نادي الحولة إلى مقبرة جماعية، حيث يوجد نصب تذكاري محفور عليه أسماء الضحايا.

عائلات بكافة أفرادها أبيدت بشكل تام خلال المجزرة منها عائلات: عبد الله، اليوسف، الحسين، الصغير، مشيرفة، يونس، الذيبي وغيرها لتبقى مجزرة الحولة شاهداً حياً على الجرائم "الإسرائيلية" في الذاكرة الفلسطينية رغم مرور السنين.

WhatsApp Image 2024-06-07 at 10.15.47 PM (1).jpeg


 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد