قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد 23 حزيران / يونيو: إن إدارة سجن النقب "الإسرائيلي" تهدد كل أسير يخرج للزيارة، بالضرب والعزل، ما دفع غالبية الأسرى للامتناع عن الخروج للقاء محاميهم وسط تهديدات تعرضوا لها من سجانيهم بالمعاقبة في قفص حديدي إلى جانب تقييدهم الأيدي والأرجل ورأسهم للأسفل.
وأفادت الهيئة في بيان صدر عنها، بأن محاميها تفاجأ خلال زيارته الأخيرة لسجن النقب، أن معظم الأسرى المنوي زيارتهم قد امتنعوا عن الخروج للقائه، وبعد تمكنه من الحديث مع أحد الأسرى، تبين له أن السجانين قاموا بتهديد الأسرى الذين يخرجون للزيارة.
وأضاف بيان الهيئة أن هذا العقاب قد يمتد ليوم أو عدة أيام بحسب مزاج السجان، وخلال هذه الفترة يمنع الأسير من الذهاب إلى الحمام، أو تناول الطعام والشراب، وفي حال اشتكى من أمر معين أو طلب أمر بسيط يتم ضربه وتعذيبه بشدة.
وأكدت الهيئة أن ظروف وأوضاع الأسرى داخل السجن تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، فهم يواجهون خطر الموت بشكل يومي، نتيجة لما يتعرضون له من تعذيب جسدي ونفسي منذ بدء الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وعرض بيان الهيئة صنوف العذاب والانتهاكات التي يتعرض لها داخل السجون "الإسرائيلية"، حيث تتعمد ممارسة الضرب عليهم بين الممرات وفي الأماكن التي لا توجد فيها كاميرات مراقبة، والتركيز على المناطق الحساسة، إلى جانب تقييد الأيدي طوال أثناء نقلهم ما يسبب لهم آلام كبيرة.
وأشارت الهيئة إلى تعمد إهمال الأسرى وعدم السماح لهم بتبديل ملابسهم التي يرتدونها منذ أكثر من 8 أشهر، -ومعظمها مليء بالدماء نتيجة إصابتهم بمرض الجرب وما ينتج عنه من حساسية وتقرحات-، كمان أن التيار الكهربائي يقطع عنهم، حيث يتم تشغيلها فقط لمدة 3 ساعات من السابعة حتى الساعة العاشرة ليلاً.
كما يأتي الطعام سيء النوعية والكمية للأسرى ما أدى إلى نزول أوزانهم بشكل ملفت كما أن معظمهم يتعرضون للدوخة والإغماء نظراً لنقص السكر في أجسادهم، فضلاً عن تعرضهم للعزل والضرب دون أسباب، كما يجبر السجان الأسرى على أن يجثوا على ركبهم ويضعوا أيديهم خلف رؤوسهم.
وتتعمد إدارة السجون "الاسرائيلية" إهمال الأسرى طبياً وعدم تقديم العلاج الملائم لهم كما لا يسمح للأسرى بتقديم الشكاوى، وتم سحب الأوراق والأقلام للتأكيد على ذلك.
وأكدت الهيئة أن معظم الأسرى يمتنعون عن الخروج للفورة لما يلاقونه من إذلال، حيث يتم رسم خطوط على الأرض يمنع تجاوزها، كما يمنع الجلوس أو الوقوف بأماكن معينة.
وإضافة إلى ذلك يعاني الأسرى من رائحة الغرف الكريهة وانتشار الأمراض، فدرجات الحرارة عالية جدا بسبب وجود سجن النقب بمنطقة صحراوية، وبالوقت ذاته تم سحب كافة المراوح ومواد التنظيف من الغرف، ومنع الأسرى من الاستحمام وتبديل ملابسهم، ما جعل الوضع كارثياً.