حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، خلال اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة في جنيف الإثنين 24 حزيران/ يونيو، من الجهود المكثفة التي تبذلها "إسرائيل" لإنهاء عمل الوكالة، مشيراً إلى أن هذه المساعي تهدف إلى تغيير الأسس السياسية المعترف بها لتحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وستقوّض قواعد الأمم المتحدة.

أكد لازاريني، أن الهجمات التي تتعرض لها "أونروا" تهدف إلى تقويض العمليات الإنسانية الضرورية ودورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة.

وحذّر لازاريني أن استمرار الوضع الراهن وقوامه الاستهداف المستمر والعجز المالي المتفاقم، سيؤدي إلى انهيار "أونروا" ودفع ملايين اللاجئين الفلسطينيين، خاصة الأطفال، ثمناً باهظاً، ودعا إلى مناقشات استراتيجية عاجلة حول مستقبل الوكالة لمواجهة التحديات الوجودية التي تواجهها.

وأشار إلى أن "أونروا" كانت تتعرض لانتقادات دائمة من "إسرائيل"، إلا أن محاولات القضاء على الوكالة باتت الآن أكثر وضوحاً وتستهدف دورها في حفظ حقوق اللاجئين الفلسطينيين ككيان تابع للأمم المتحدة. حسبما تابع.

وقال لازاريني: "نشهد جهداً منسقاً لتفكيك أونروا بهدف تغيير المعايير السياسية القائمة للسلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وشدد على أن هذا التحرك يتضمن مقترحات تشريعية تهدف إلى تقويض عمليات الوكالة وتصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الاحتلال، مشيراً إلى أن استمرار تجاهل الهجمات على الوكالة يمكن أن يضعف العمل الإنساني والنظام الدولي المستند إلى القواعد في النزاعات الأخرى.

وعرّج لازاريني في كلمته، على الوضع الإنساني في غزة، ولفت إلى أنّ 200 موظف من وكالة "أونروا" استشهدوا في القصف " الإسرائيلي" وتسببت الحرب في تدمير 180 منشأة تابعة للوكالة.

وأضاف أن الأوضاع الإنسانية في غزة بلغت مستويات كارثية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء النظيف، مما أدى إلى انتشار الجوع والموت بسبب سوء التغذية والجفاف.

وفي ظل انهيار النظام المدني، أضحت عمليات النهب والتهريب تشكل عقبات كبيرة أمام إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية، مما دفع سكان غزة للتنقل مراراً عبر الأراضي المدمرة بحثاً عن الأمان والموارد الأساسية، حسبما بيّن المفوض العام.

وتطرق لازاريني أيضاً إلى الأوضاع في الضفة الغربية، حيث أشار إلى أن الهجمات من المستوطنين "الإسرائيليين" والغارات العسكرية تسببت في استشهاد أكثر من 500 فلسطيني منذ أكتوبر الماضي.

وتطرق إلى القيود التي تفرضها "إسرائيل" على وكالة "أونروا"، والتي تعيق بشدة وجود وحركة موظفيها، مؤكدًا أن الوضع في الضفة الغربية يندرج ضمن نظام مدروس للفصل والاضطهاد.

كما أكد لازاريني أن "أونروا" تواجه تحديات مالية حادة تهدد قدرتها على مواصلة عملها، مشيراً إلى أن نقص التمويل المزمن أدى إلى تقليص جودة الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين.

وأوضح أن الوكالة تواجه عجزاً مالياً متزايداً عاماً بعد آخر، مما جعلها على شفا الانهيار في وقت سابق من هذا العام، ولفت الى تأثير وقف التمويل من قبل 16 دولة عضو عقب اتهامات خطيرة بتورط عدد من موظفي "أونروا" في هجمات في 7 أكتوبر، وهو ما زاد من تعقيد الوضع المالي، بحسب لازاريني.

كما وأكد لازاريني على أهمية دور" أونروا" في استعادة التعليم وتوفير الخدمات الأساسية في غزة بعد انتهاء النزاع، مشيراً إلى خطة تم وضعها بالتعاون مع الشركاء الدوليين لاستئناف التعليم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال.

وأوضح أن الأونروا كانت تلبي 70-80% من احتياجات الرعاية الصحية الأولية في غزة قبل الحرب، وأن استئناف التعليم يعتبر أولوية قصوى لضمان مستقبل الأطفال في القطاع.

وطالب لازاريني، بحماية دور "أونروا" في تقديم الخدمات حتى يتم تحقيق حل سياسي، وتكثيف وتعزيز تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين من خلال شراكات قوية وتوفير تمويل كافٍ، إضافة إلى دعم تنفيذ توصيات تقرير "كولونا" للحفاظ على حياد الوكالة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد